تريد أحزاب اللقاء المشترك أن تحول الديمقراطية التي ننعم بها إلى نقمة من خلال سواء استخدامها، لها فالديمقراطية التي يجهل قادة هذه الأحزاب مفهومها ويتمادون في استخدام أدواتها بكل تعسف ويستغلونها في صناعة الأزمات والاتجار بالشعارات لجرف الوطن خلف الدعوات الطائفية والقبلية والحزبية، هؤلاء المعروفون بالثورية المراهقة، أو ما أطلق عليه البرجوازية الثورية.. هي نماذج لسلوك سيئ لقيادات في منظمات وأحزاب يمنية قد لفظهم الشعب والزمن وأصبحوا من الماضي يهذون ويخرفون ونراهم يغردون خارج سرب الوطن الموحد وأن ما يجعلنا- أفراداً وجماعات - نلتمس لهم العذر أنهم في أرذل العمر. ومن المصادفات المضحكة التي قرأتها في إحدى الصحف العربية وتستحق النشر لما فيها من بساطة وبلاغة وعبرة هي أن وفداً من الثوريين يتبع إحدى الجهات اليسارية المناضلة، ذهب لمقابلة (ماوتسي تونغ) في بكين من اجل دعم قضيتهم، وقد علم الزعيم الصيني أن أعضاء الوفد يرتدون أجمل البدلات، وربطات العنق من أرقى وأحدث (موضات) باريس وروما، وأن بعضهم، تضامناً مع الرفيق (كاسترو) يدخن سيجاراً من النوع الفاخر الذي يتعدى سعر الواحد منه أكثر من خمسين دولاراً، وحتى يعطي ( ماو ) درساً في التأهيل الثوري، ونقداً غير مباشر للسلوك (الأرستقراطي) للوفد العربي خرج لمقابلتهم بسروال قصير وقميص من (الخاكي) وبيده مكنسة وسطل ماء لتنظيف صالونه الكبير.. الوفد أحرج ولم يستطع طرح مطالبه، وإنما أعلن تضامنه مع (الماوية) ونزاهتها الثورية، وعظمة الحزب القائد الذي استطاع القيام بحركته الثقافية، لكن (ماو) لم يعلق وإنما عاد ليمارس التنظيف، مشيراً إلى أن وقت المقابلة انتهى، لينصرف الوفد المبجل. لكننا نحمد الله مليون مرة إن شعبنا اليمني قد تعلم من تجاربه مع الرفاق الكثير واستلهم من تاريخهم المليء بالحقد والكراهية الدروس والعبر وإن كانت مريرة ويعلم جيداً شعبنا اليمني إن هؤلاء الثوريين قد جنوا من عرق الكادحين والمغرر بهم سيارات (المرسيدس) وجيوب الدفع الرباعي وملابس الطبقات العليا، وسكنوا أكبر البيوت وأحدثها، وأرصدة في البنوك تغاير دعواتهم للطبقات ( البروليتارية ) لأن ألسنتهم تنطق بالنضال والفكر اليساري، بينما السلوك مخالف تماماً، وتاريخ البعض من هؤلاء معروف جيداً لأبناء شعبنا في المحافظات الشرقية والجنوبية وما ارتكبوه من سحل ووجبات قتل جماعي وحروب شوارع للنزهة الثورية المراهقة، ومع ذلك لم يتعلموا من تلك التجارب وها هم يستنسخون ثورية أخرى لكن بطروحات متطرفة وطائفية وانفصالية ومناطقية وقحة. وما يثير الغرابة أن نجد هؤلاء الرفاق ممن يدعون الثورية أو الصلاح يحرضون الغوغائيين على أعمال التخريب والشغب والسلب والنهب وإشاعة الفوضى في بعض المحافظات ومنها تعز، وما انكشف عن علاقة التنسيق والتعاون والتواصل بين هذه القيادات والعناصر المتمردة والإرهابية من تنظيم القاعدة والحوثيين يؤكد عدم عقلانيتهم ويبدو أن الرفاق ومن يدعون الصلاح لم يعد باستطاعتهم العيش في ظل النظام والقانون بل في حياة الغوغائية المطلقة التي ترعرعوا عليها ولا غرابة أن نجدهم يعيشون على المتناقضات العقيمة من أجل تطبيق مصالحهم الخاصة والضيقة فهم أو ل من رفعوا الشعارات البراقة وكانوا الأسبق في اختراقها، تحدثوا عن الوحدة وسعوا للانفصال، ورفعوا شعار الأمن والنظام والقانون ومارسوا السحل والاغتيالات وكيد الدسائس وحبك المؤامرات والشغب والتخريب والسلب والنهب. أن هؤلاء قد رضعوا ثقافة الكراهية ضد ماهو جميل وضد الحياة فتكونت خصومة بينهم وبين أبناء الشعب اليمني من صعدة حتى المهرة. والغريب إن بعض تلك القيادات في أحزاب اللقاء المشترك لم تحمد الله أن شعبنا لم يحاسبها على المتاجرة بأبنائه في حرب أفغانستان ونجد هؤلاء الذين عشقوا استعداء الوطن منذ حروب السبعينات والثمانينات في منطقة القوقاز أو في المناطق الوسطى للوطن يسعون لتمزيق الأمة اليمنية بالترويج للأفكار الهدامة وكيل الاتهامات التي تهدف إلى الإساءة للوطن ومنجزاته التاريخية وتعطيل أي إنجاز يتحقق للوطن ولأنها مازالت مشدودة للماضي الشمولي فهمت التسامح بصورة خاطئة حيث تملأ الدنيا ضجيجاً لأن الأجهزة المعنية تطبق النظام والقانون ولم تتغاض عن أعمالهم الشيطانية التي تعطل الجهود التنموية وتسعى إلى وضع العراقيل أمام أي أعمال تخدم الشعب والوطن ولا أخفي في هذه السطور أن هذه القوة الشريرة تدرك تماماً أن المرحلة القادمة هي مرحلة إنجازات ومرحلة عمل وتنمية لذلك تسعى إلى إعاقتها.. ولذا على شرفاء الوطن الثبات كالبنيان المرصوص وعليهم الإدراك أنهم في مرمى وسهام الحاقدين على هذا الوطن وندعو كل المخلصين والأوفياء لتربة الوطن إلى الوقوف ضد هذه الفئات الضالة والعمل من أجل البناء والتطوير والمصلحة العامة.
إنها برجوازية ثورية
أخبار متعلقة