دنيا هانيفي عالمنا العربي لا يزال الفن التشكيلي لم يأخذ حقه ، فعدم تسليط الضوء على هذا النوع من الفن حرم الكثيرين من الفنانين والمبدعين في هذا المجال من الخروج للناس وإظهار فنهم كفن ينافس أي أعمال أخرى وقادر على إبهار الجميع..من هنا جاء المواطن المغربي نور الدين بن وقاص ذو الـ (57)عاماً الذي كان ضمن تصفيات نهائي برنامج المواهب الشهير ورجح كفة الفن التشكيلي بالفوز بلقب الموهبة العربية وأعطى للناس فكرة بأن الفن التشكيلي يرتقي لأعلى المراتب وحبب العالم العربي به .
التحدي والتجديد كان عنوانه ونجاحه في إثارة مشاعر الغموض لدى الجماهير وأعضاء لجنة التحكيم الذين لم يعرفوا في البداية ماذا يرسم ثم فاجأهم بموهبته ما جعله يصل إلى النهائي ضمن برنامج الموهبة العربية.. فهو فنان موهوب وعبقري ومبتكر بنفس الوقت من خلال ابتكاره الآلة الدوارة التي رسم بها الراحل عبدالحليم بطريقة معكوسة أدهشت الجميع.بدايته بالبرنامج كانت بلوحة للراحلة أم كلثوم والتي أبدع خلال دقيقتين ونصف في رسمها بلوحة تجسد الطرب العربي الأصيل وأعجب الناس والجمهور بموهبة هذا الفنان وترشح للدور القادم وتلقى انتقادات رائعة حول ذلك..وفي المرحلة نصف النهائية ساعدته سرعته الخيالية وموهبته في رسم لوحة تشكيلية أخرى جسدت صورة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ في زمن قياسي وبطريقة استعراضية متكاملة تصاعدت خلالها صيحات الجمهور وعلا تصفيقهم بعد أن قلب (بن وقاص) اللوحة بعد انتهائه من رسمها ليتضح أنه كان يرسم بطريقة مقلوبة.
وفي النهائيات أكمل نور الدين عرضه بعودة الزمن الجميل والطرب العربي الأصيل برسمه لوحة للموسيقار الراحل فريد الأطرش فجر بها صيحات الاستحسان وتصفيق الجمهور..وصفه الإعلامي عمرو أديب بأنه ليوناردو دافنشي العصر. وقال أنه غير ذوق العالم العربي حول الفن التشكيلي..أما الفنانة نجوى كرم فقالت عنه إنه لا يرسم وإنما يتحدى الرسم من خلال لوحاته..والعميد علي جابر قال: ما يهم هو الروح التي يرسم بها، وأنه سعيد بما يفعله كل مرة من خلال تقديم فكرة جديدة وهو ما يدفع الملل عن الفن التشكيلي..- وفي حديث مع ابنته جيهان قالت: إن والدها يهوى الرسم منذ وقت طويل وأنه خصص غرفة في المنزل لممارسة موهبته المحببة إلى قلبه والتي تفرغ لها منذ حوالي 10 سنوات بعد أن حصل على تقاعد مبكر من العمل بهيئة السكك الحديدية. وعن بدايات مشاركة والدها في (Arabs Got Talent) برنامج الموهبة العربية قالت: كان والدي يشاهد النسخة الأجنبية للبرنامج وعندما سمع الإعلان عن فتح باب المشاركة للنسخة العربية التي تنظمها (MBC) توجه إلى العاصمة المغربية وجاءته فكرة أن يرسم صورة مطرب مغربي هو “عبد الهادي بالخياط” وتم اختياره على مستوى المغرب ومن هنا انطلقت لديه فكرة رسم الشخصيات الفنية.- وفي حديث له قال نور الدين: لم أكن أتوقع أن أصل إلى النهائيات فهذه المرحلة تتطلب أن تكون من مستوى عالٍ، ولا بد أن أقدم عرضاً أفضل كثيراً من السابق.وبالفعل قدم نور الدين عرضاً مميزاً وحصل على المركز الثاني وكان قريباً من تتويجه بلقب الموهبة العربية ولكنه من خلال هذه التجربة أثبت أن الفن التشكيلي فن راق له أذواق ولا يحتاج إلا للدعم وتسليط الضوء عليه وأثبت أن الناس من الممكن أن تهتم بمثل هذه الفئة من الرسم.
