رسمت الحشود الملايينية غير المسبوقة لجمعة التسامح تحولاً مهماً قي فضاءات المشهد السياسي، وأبرقت بعدة رسائل الى فرقاء الداخل ووسطاء الخارج، ولكل المتابعين للشأن اليمني في العالم، وأبرز محتوى تلك الإشارات.. أن المخططات التآمرية مفضوحة، وأن زمن التنازلات قد ولى، والكيل قد طفح والسيل قد بلغ الزبى، ولا مجال للتهاون مع الانقلابيين على الشرعية الدستورية، والشعب ليس مستعداً للتضحية بمنجزات وتضحيات تسعة وأربعين عاماً، وقد وصف فخامة الرئيس عناصر المشترك المهددين بالزحف على البنوك والنفط والخارجية.. بعناصر الردة والارتداد عن الوحدة مع تذكيره بنتيجة حرب 7 / 7 / 1994م وهذه المؤشرات الجديدة الساخنة جاءت بلهجة قوية وجادة مع دعوة للصمود الباسل أمام تآكل مكونات الطرف الآخر بحسب ما أشارت كلمة الرئيس.والمتابع لتجليات مشهد الأزمة يلاحظ كيف أن السلطة قد تجاوبت مع المبادرة الخليجية بتفاعل إيجابي، وحفاوة بالغة في ظل تعنت ورفض المشترك، ومطالباته بتوضيحات كون منظريه وقادته لم يعودوا يفهمون و الشيء الوحيد الذي استوعبوه أو يتمنونه أن يقبل الأخ الرئيس التنحي الفوري، ويذهب فوراً الى الرياض ليوقع على تنحيه ويعود قائلاً لهم الآن شبيك لبيك افعلوا بي ما ترغبون.ما هكذا تكون الحوارات أو الاشتراطات التي سخر منها الكثير من الأقلام والمواقع العربية والأجنبية وكل مطالب انخفض سقفها او ارتفع تدخل في اطار التفاوض وتناقش على مائدة الحوار.. الحوار الذي لا مفر منه حتى إن اشتعل أوار الحرب، وقتل الملايين - لا سمح الله - فإنهما سيعودان إليه، ويرى كثير من المراقبين ان المشترك فاتت عليه فرص استغلال مبادرات الرئيس وتنازلاته المستمرة التي بعضها لم يتوقعوها، وتجاوزت سقف اشتراطاتهم بكثير لكن التبجح، والتنطع، والخطاب الثأري والتحدي المستفز، والشعور بزهو النصر الكاذب وطمع الاعتقاد الخاطئ.. كل ذلك أعماهم عن اقتناص اللحظة التاريخية التي سيتسلمون فيها السلطة، ويشكلون حكومة وحدة وطنية برئاستهم.. والآن يعود الفريقان الى المربع رقم واحد مع أجواء خطيرة مخيفة، وعلى قول البعض: كان الرئيس مسالماً متماشياً مع المستجدات ومتوسلاً بعض الحلول، ومقتنعاً بالانتقال السلمي للسلطة ولكنه كشر عن أنيابه وزاده الحشد الشعبي الضخم - الذي لم تشهد صنعاء مثيلاً له في تاريخها - ثقة واعتزازا واستفزازاً للمطالبين برحيله.وقد سمعنا أن بعضهم قد حدد له ثلاثة أيام، والبعض الآخر المستعجل حدد خروجه بثلاث ساعات مع اخضاعه واسرته وأعوانه للمحاكمة.لماذا لا نخفف من الشطحات والعنتريات والاستعداء الجارح للآخر كما لو كان هشاً ضعيفاً تطيح به أدنى نسمة؟! ولا مناص من الاعتراف أن لكل طرف قواته وثقله في الشارع، وفي التكوين القبلي والعسكري والنسيج الاجتماعي، وأي جناح يفكر في إلغاء الآخر وشطبه من الخريطة، وشيء من تنازل هنا، وتخفيف من تشدد هناك يساعد على التقارب ويخلق أجواء حوار قد تفضي إلى انفراج مع أمل كبير يشرق في جميع القلوب بالمبادرة الخليجية في نسختها الثالثة المعدلة التي حتى كتابة هذه السطور قبلتها السلطة فيما معارضة المشترك ماتزال ممانعة أو الظاهر انها ستوافق كون المبادرة محمية بسياج خليجي اوروبي امريكي، وهذا يعني ان كل طرف يفكر ان يلعب بذيله بعد التوقيع سيواجه عقوبات رادعة وضغطا شديدا.[c1]عادك إلا صغير![/c]في احد البرامج الحوارية لفضائية (اليمن) قبل اربعة ايام اتصل مغترب يافعي من السعودية، وبدأ حديثه باهداء اغنية (عادك الا صغير) وتوقف برهة فاندهشت المذيعة وتلعثمت متوهمة انه يسخر من البرنامج، وواصل المغترب: اهديها الى حميد الاحمر.علق البعض: لا تستبعدوا ان يصير هذا الصغير رئيسا لليمن بعد تنحي الرئيس صالح!. كل شيء جائز.. يعني الأسمر (اوباما) هل كان احد يتوقع ان يحكم امريكا؟ وكذا طالباني العراق وغيرهما.[c1]قبل الختام[/c]نسمع مصطلحات كثيرة وعبارات عديدة مكررة: ثورة شباب، الياسمين، انتفاضة الياسمين، الثورة الشبابية، التكتلات العديدة لشباب التغيير، الزهور، أطفال مشاريع شهداء.. الخ من تلك المسميات الشبابية فيما كان الوفد المفاوض كله من عواجيز المشترك، ولا شاب واحد. في مصر وائل غنيم احد مفجري الثورة يتصدر المشهد السياسي ويكرم عالميا.. هذا مجرد مثال.[c1]آخر الكلام[/c]لانا انفصالي ولا حوثي [c1] *** [/c] ولا مع طارق الفضليولا اشتراكي وإصلاحي [c1] *** [/c] ولا مع المؤتمر صلّيمالي مصالح من الصالح [c1] *** [/c] انا.. انا وحدوي اصلينذرت روحي فداء الوحدة [c1] *** [/c] لاعيش حتى على بصلي[c1]*الشاعر ربيع بن هادي اليافعي[/c]
الفرصة.. فاتت من جنبنا
أخبار متعلقة