كارثة مجتمعية تعم شباب اليمن
إعداد/ أمل حزام المذحجي:القات بأضراره الصحية كارثة مجتمعية بسبب غياب دور الأسرة في تربية أبنائها وتوعيتهم ، وباتت معاناة الأسرة كبيرة أمام مشكلة القات وأضراره ومخاطره التي تشكل تحدياً حقيقياً وعلى الأسرة والمجتمع مسؤولية الحد منه،لأسباب كثيرة منها خطر السموم المرافقة لزراعة القات على الإنسان، والإنفاق المادي الذي يمثل (26 - 30) % من دخل الأسرة. ظاهرة عامة وسلوك شائع في كثير من المناطق اليمنيةترتبط شجرة القات بالنشاط الاقتصادي والاجتماعي في اليمن و هي مصدر رئيسي لكسب الرزق في حياة المواطن.. و تعاطي القات وخاصة في أوساط الشباب والطلاب منهم لا يمكن إيجاد الحلول له بسبب تدني الوعي الثقافي وعدم اهتمام الدولة بإيجاد البدائل المناسبة مثل تنشيط وتفعيل المراكز الثقافية والندوات والمحاضرات العلمية والمسابقات الفكرية وغير ذلك من البدائل التي يستفيد منها الطفل والطالب والشاب لتنمية قدراته وإعطائه فرصة للمشاركة في بناء مجتمع صحي وخال من التلوث والمظاهر غير الحضارية. لقد فقدت مجتمعاتنا المدنية قدرتها في القضاء على تلك الآفة المجتمعية، التي أصبحت ظاهرة عامة وسلوكا شائعاً في كثير من المناطق اليمنية حيث أن زراعته في توسع مستمر حسب التقارير والبحوث والدراسات و كذا أعداد البشر المستهلكين. ويفضل المزارعون زراعة القات عن باقي أنواع المحاصيل الزراعية وهذا يرجع إلى عائده المادي وأكدت الدراسات الأخيرة أهمية تضافر جهود المنظمات مع الحكومة والمجتمع لمواجهة أخطار تعاطي القات وأضراره المختلفة على الشباب والشابات والطالبات والطلاب خاصة وعلى المجتمع عامة.نتائج تجارب مختبري على ذكور الأرانب المحليةو لخصت دراسة علمية أجراها فريق من الاختصاصين بكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار أن تعاطي القات يسبب أضراراً صحية على الإنسان والحيوان على حد سواء وابرز هذه الأضرار الضعف الجنسي وفقدان الشهية، ونقص عدد كريات الدم الحمراء وأمراض الكبد والكلى، وعدد من الأمراض الأخرى.وكانت الدراسة التي أجريت في مختبرات كلية الزراعة والطب البيطري على ذكور الأرانب المحلية في اليمن كرست لبحث اثر تعاطي القات عن طريق الفم و استمرت (3) أشهر على (20) أرنباً ذكراً ولدت جميعاً في مزرعة كلية الطب متساوية في العمر والوزن، وحددت أساليب التغذية والرعاية لها خلال فترة البحث وقسمت إلى أربع مجموعات في كل مجموعة خمسة أرانب تم اختيار المجموعة الأولى للمقارنة فلم تعط القات، أما المجموعة الثانية فقد أستمر إعطاؤها المستخلص المائي لأوراق القات الغضة لمدة شهر كامل بمعدل (5) مللي / كجم عن طريق الفم و المجموعة الثالثة الجرعة نفسها لمدة شهرين و المجموعة الرابعة الجرعة نفسها لفترة زمنية أطول حتى نهاية فترة التجربة التي استمرت (3) أشهر.وتم تسجيل التغيرات المختلفة التي طرأت على أفراد المجموعات الثلاث مقارنة مع المجموعة الأولى الضابطة التي لم تتعاط مستخلص القات.الأنيميا الحادة نتيجة فقدان الشهيةوأظهرت الدراسة عدداً من المتغيرات الخارجية التي طرأت على أجسام أفراد ذكور الأرانب خاصة التغيرات على العيون والصفن والغشاء المبطن للفم ، إلى جانب تغيرات داخلية تبينت من خلال التشريح عند نهاية الفترة خاصة في الكبد والطحال وأغشية التامور والعضلات ، وفي أفراد المجموعة الثانية التي تعاطت مستخلص القات لمدة شهر واحد ظهرت أعراض الخمول والكسل وفقدان الشهية ونقص الوزن بنسبة (15 %). أما أفراد المجموعة الثالثة التي تعاطت مستخلص القات لمدة شهرين فقد أدى ذلك إلى فقدانها الشهية إلى جانب الخمول والكسل ونقص في الوزن بصورة معنوية عند مقارنتها بحيوانات المجموعة الأولى ( الضابطة) وكذلك حدوث احمرار شديد للعينين وكيس الصفن بالإضافة إلى جروح في الغشاء المبطن للفم وعند التشريح شوهدت بؤرة متليفة مع خراريج في الكبد وتمدد في الأوعية المرارية بالكبد والمرارة علاوة على تضخم في حجم الطحال وحدوث تجمعات دموية في بعض الأوردة الرئيسية للكبد، أما الدراسات الهستوباثولوجية للكبد في حيوانات المجموعة فقد أوضحت زيادة سمك جدار الأوردة المركزية مع تكوين تجمعات دموية بداخلها وتحلل في سيتوبلازم وأنوية خلايا الكبد مع وجود خلال ليمفاوية متخللة في الطحال .وأوصت الدراسة بعدم تعاطي القات لآثاره السلبية على الصحة منها الأنيميا الحادة نتيجة فقدان الشهية ونقص عدد كريات الدم الحمراء وما يسببه من أمراض للكبد والكلى والضعف الجنسي وعدد من الأمراض.