يعاني اليمن اليوم من أزمة يبدو من الصعوبة تفكيك حلقاتها التي تستحكم كل يوم، وهذا سبب تفاؤلي (ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج)... اليمن هو السماء التي يجب ان يستظل بها كل يماني كما يجب الا نتمادى او نعاند او نتجاوز بطموحاتنا السقف الذي قد يضر وحدة البلد الجغرافية أو السكانية. إننا في وطن يحوي تقريبا خمسة وعشرين مليون إنسان...وبالتالي فالخلاف في وجهات النظر وارد جدا بل هو فطرة انسانية مرتبطة بوجود الانسان وتفاعلة مع اخيه الانسان وهو كسنة كونية لم ولن تنتهي الا بانتهاء الانسان... وعليه يجب علينا جميعا إدراك أننا لسنا - كأفراد أو كجماعات - كل الشعب، فالشعب هو كل اليمنيين كبارا وصغاراً رجالاً ونساء شباباً وشيوخاً ...فانا أو أنت نمثل أفراداً في هذا المجتمع وبالمثل الأحزاب السياسية والمنظمات وكل التكتلات الموجودة تمثل أطيافا من هذا الشعب وليس كل الشعب وما دمنا معترفين بحقيقة تنوع واختلاف رؤانا وأفكارنا فيجب احترام الآخر وعدم إلغائه وعلينا ان نعرف كيف ندير هذا التنوع لنحقق به صالح الأمة اليمنية لا ان نجعل من خلافنا سبباً في تدمير البلاد وتمزق الأمة .إن حساسية هذه اللحظة التاريخية التي يمر بها اليمن تفرض علينا قسرا كيمنيين (خاصة ونحن نرى كيف ان اليمن كدولة تتآكل من الأطراف والسؤال لصالح من ) أن نقف مع أنفسنا للحظة ونسألها، عن تأثيرات، وماذا نريد بالضبط ؟ ولننظر إلى أين نتجه؟ وهل نسير فعلا في الطريق الذي نريد؟ ولنبذل جهداً لفهم ماذا يدور حولنا ولنعبر عن قناعاتنا بدون أي إملاءات ولنفكر فيما نريد فلا ندع لأي احد أن يفكر لنا .. لنتفكر فيما يدور حولنا ولنحاول فهم دوافع وتفسيرات تصرفات الأطراف السياسية بما يمكننا من التنبؤ بما يمكن أن يحدث.. ولنصرخ معبرين عن قناعتنا بالصوت العالي وإننا وان كنا أصحاب مظالم وموجوعين فلنسلك الطريق الذي يحل لنا مشاكلنا أيا كان لا الطريق الذي ينقلنا والبلاد والعباد إلى المجهول السحيق... فالحوار على قاعدة لا تمديد ولا توريث وإجراء انتخابات نزيهة (عن طريق البطاقة الشخصية الالكترونية ) انتخابات تكون تنافسية وتعبر عن رغبة الشعب ولا تلغي طرفاً هو الحل لتحقيق أهدافنا فهذا هو السبيل الأفضل الذي به تطمئن النفوس ...ولنسأل أنفسنا بصراحة لماذا لا نتحاور ولماذا يحاول اللقاء المشترك الذي يرفض الحوار-وهذا حقه- أن يفرض قناعاته علينا بجعلنا نردد خلفه (لا حوار مهما صار). يا أبناء الحكمة والايمان لنفكر متحررين من أي قيود فكرية كانت أو حزبية سائلين أنفسنا بصراحة ومجيبين بشجاعة.. ما الذي يدور في بلد الحكمة والايمان؟؟ والى اين تسير بنا تأزمات الأحداث ؟؟ وهل نحن فعلا سائرون إلى حيث نريد؟؟ لا أريد إجابات انفعالية بل ما نريده هو صراحة وشجاعة وصدق في الإجابة ولو بيننا وبين أنفسنا.العقل والمنطق والحكمة اليمانية تقودنا إلى جعل خير الوطن ووحدته والرقي به قبلة يصلى لها .. الحقيقة لمن أراد أن يعرف مطالبنا أننا كشباب نريد وطناً ومواطنة بغض النظر عن الأشخاص ما نريده هو دوله مستقرة ذات سيادة توفر لنا الأمن أولا , دولة خدمات تحقق للفرد ومن يعول الرفاهية الاقتصادية ثانيا .. وثالثا ما نريده هو دولة مؤسسات تلبي تطلعات وأحلام الكل في ظل مبادئ العدالة والمساواة وحقوق المواطنة الحقيقية فالكثير يرى أن عجز النظام القائم عن تلبية طموحات الشباب هو سبب في زيادة الاحتقان في الشارع وان الجموع الشبابية اذا رأت من النظام انه بدأ فعلا عملية إصلاحات (ملموسة في الواقع) تحقق أهداف الشباب وتشركهم في عملية البناء والتحديث دون ايه تمييزات فان هذا كفيل وبشكل تدريجي وسلس وقبل نهاية العام بان يزيل مظاهر احتقان الشارع الشبابي الذي يسعى أولا وأخيرا لتحقيق أهداف اقتصادية وسياسية واجتماعية كلها تصب في هدف واحد اختصاره تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي وفتح المجال السياسي أمام الجميع بعدالة ودون تمييز .
عن وطن الحكمة و غياب الحكماء
أخبار متعلقة