ما كنا نخشاه من سفك لدماء الشباب الأبرياء الذين ينشدون التغيير السلمي ها نحن نشاهده يوميا في صنعاء وتعز والحديدة ،وفي العديد من المحافظات التي يتساقط فيها الشباب ما بين شهيد وجريح من اجل القضاء على البطالة والفقر،ومن اجل تحقيق أهداف المجتمع اليمني في ايجاد وطن واحد يتسع للجميع، وطن يحترم حقوق الإنسان وحريات المواطنين، من اجل القضاء على الفساد والمفسدين الذين نهبوا البلاد والعباد ، من اجل وطن لا يكون فيه الشيخ دولة داخل الدولة يمتلك السجون ويحكم بين الناس، من اجل ايجاد دولة القانون والمؤسسات المدنية الحديثة، من اجل تحقيق اهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر. هذه الأهداف تقريبا هي التي خرج الشباب منذ حوالي شهرين من اجل تحقيقها، ومن اجل مستقبل افضل لهم ولأولادهم لا من أجل أن يكونوا قرابين لمن يريدون الوصول إلى السلطة ممن يدعون الى التحريض والزحف والوعيد والانتقام . هذه الدعوات التي تصدر أيضا ممن يدعون أنهم من قيادات الثورة والمعارضة إلى استنساخ الثورتين التونسية والمصرية في اليمن مع ادراكهم الأكيد أن اليمن تختلف عن هاتين الدولتين الشقيقتين، من حيث وجود عدد كبير من المعارضين وأيضا المؤيدين للرئيس صالح وهو مالم يكن موجودا للرئيسين المخلوعين بن علي ومبارك في تونس ومصر على التوالي ،وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها ، كما أن النموذج الليبي الذي يبكي القلوب قبل العيون مازل ماثلا أمامنا بمختلف مشاهده المدمرة والكارثية على هذا البلد الشقيق، فلماذا الانجرار العجيب والأحمق لتكرار السيناريو الليبي الدموي المدمر للحرث والنسل ؟ لهذا اتصور أنه يجب السماح للرئيس صالح بالخروج من السلطة بشكل آمن ومشرف لضمان الانتقال السلس والآمن للسلطة وذلك من خلال قبول السلطة والمعارضة بما يطرحه الأشقاء والأصدقاء من افكار لتقريب وجهات النظر ، خاصة بعد فقدان الثقة لدى السلطة والمعارضة فيما بينهما ، وايضا تشكيل قيادة شبابية موحدة تكون مخولة بالتحدث باسم شباب الثورة الشعبية ومناقشة الأفكار التي يطرحها الأشقاء والأصدقاء عليها ، بدلا من المغامرة والاصرار العجيب والمتهور على دفع العجلة إلى المواجهة التي بالتأكيد ستكون كارثية على اليمن وستأكل الأخضر واليابس. من أجل هذا يجب عدم الاصرار على استخدام سياسة الحماقة التي نلاحظها من خلال دفع الشباب الى المحرقة التي سيدفع ثمنها اليمن كل اليمن ،والتي نسأل الله عز وجل أن يجنبنا شرها ويجنب بلادنا كل شر ومكروه وشر الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن خاصة أننا بلد الإيمان والحكمة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاهو اليوم الذي يجب أن نجسد قوله صلى الله عليه وسلم فينا لتجنيب بلادنا كل هذه المخاطر ولتحقيق المستقبل الذي ننشده جميعا.
لأجل اليمن ..
أخبار متعلقة