في غمضة عين سقط أكثر من ( 150) قتيلاً وجريحاً من النساء والأطفال والمواطنين الأبرياء في محرقة بشرية وكارثة إنسانية لم يسبق لها مثيل في أبين وكل اليمن.. هذا ما حدث صباح يوم الاثنين الماضي 28 مارس 2011م في مصنع 7 أكتوبر للذخائر بمنطقة الحصن مديرية جعار في أبين.. هذا اليوم الكارثي قد يدون في سجلات المآسي الإنسانية في هذا الوطن الذي تتقاذفه حالياً أكبر أزمة خانقة تصل بين لحظة وأخرى إلى حد الانسداد ويلوح في الأفق انفجار وخراب سيقضي على الأخضر واليابس لا سمح الله.يقيناً أن تلك الأرواح التي أزهقت والأجساد التي احترقت حتى تفحمت وتحللت هي لناس أبرياء ظروفهم المعيشية القاسية هي التي ساقتهم إلى ذلك المكان الذي لا يعرفون خطورته وأنه سيكون مكان نهايتهم من على ظهر هذه الدنيا الفانية ولكن بمشهد مريع وأليم لن يمحى من وجدان أهاليهم وذويهم وكل من رأى تلك الصورة المؤلمة للضحايا رحمة الله تغشاهم!.الحاصل أن هذه الكارثة الإنسانية هزت مشاعر ووجدان كل اليمنيين ومثلت صدمة عنيفة للجميع، وشخصياً فقد عجزت عن الكتابة عنها وتأخرت من هول الفاجعة .. لكن نترك الخوض في تفاصيل آثارها النفسية والجروح الغائرة التي خلفتها وندخل في صميم الأسباب التي أدت إلى هذا الانفجار ومن يتحمل المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن حدوثه أمام أولياء دم الضحايا والقانون وأمام الله عز وجل يوم الحساب في الآخرة .. من المسؤول هل هي السلطة ممثلة بالقوة العسكرية التي وجدت لحماية المصنع ولم تبد أية مقاومة كما تؤكد الحقائق التي لا تقبل الشك أو الجدل كونها لم تتصد للجماعات المسلحة التي هاجمت المصنع وهي قليلة وكان باستطاعة قوة الحماية المواجهة ولو من قبيل إسقاط الواجب.. لكن للأسف استسلمت سريعاً وفرطت بالواجب الوطني المقدس، أم الجماعات المسلحة التي اقتحمت المصنع ولم تتحمل مسؤوليتها في حمايته ومنع المواطنين من دخوله، فقط أخذت المعدات والذخائر وغادرت لتحل الكارثة!.وأمام هذه المحرقة التي نكبت بها أبين واليمن فإنني وفي هذه التناولة الحزينة العاجلة أقول كلمة حق للأمانة كصحفي عن الجهود الإنسانية الجبارة التي بذلت من قبل المحافظ صالح الزوعري لمواجهتها من الوهلة الأولى حيث حشد كل الإمكانيات لنقل وعلاج الجرحى وإغاثة الأسر التي نكبت بالمساعدات الغذائية والمالية ومواساتها والتخفيف من مصابها الجلل، وتم ذلك بواسطة لجان تولت إيصال المعونات كما شكل لجاناً للتحقيق وظل يتابع ذلك شخصياً وإلى جانبه بعض الشرفاء وعلى رأسهم النائب سالم منصور حيدرة ومدير مكتب الصحة د.الخضر السعيدي و د. محمود علي عاطف والشيخ عبد الرب اليزيدي وعبدالله التابعي وآمنة محسن وآخرون كانوا عند مستوى المسؤولية في هذه المأساة .
أبين.. محرقة هزت كيان اليمن
أخبار متعلقة