أبدا لم تكن ولن تكون الوطنية هي التدمير والعبث بالحق العام ، وما يحدث في شارع مدرم بالمعلا من تخريب وتدمير وعبث لا يرضى عنه عاقل ، ويشوه أية مطالب يدعو إليها من يقومون بهذه الأعمال التشويهية لهذا الشارع الذي يعد رمزا لعدن ولليمن كلها لأنه أول شارع في شبه الجزيرة العربية يبنى على طريقة الظل والمنظور مكونا منظرا جميلا للمدينة .الثابت أن من يرغب بتغيير وضع ما إلى الأفضل عليه أن يسلك طرقا إيجابية ومؤثرة لا طرقا سلبية منفرة .. وما يسلكه البعض من أبناء هذا الشارع ليس حلا لمطالبهم أو ثأرا لشهدائهم! .نحن بحاجة إلى وقفة جادة لما هو للصالح العام (الإنسان - الأرض - الوطن) بحاجة لتجنيب وطننا أعمال التخريب والعنف ، بحاجة للعقل والمنطق والشعور بالوطنية الحقيقية التي صارت أغنية الجميع هذه الأيام، مجرد كلمات على الشفاه بعيدة عن الواقع الفعلي الذي نعيشه . ما هذا التخاذل من السلطة ومن الناس ومن الصامتين والصامتات الذين اكتفوا بالبقاء على المدرجات للمشاهدة فقط، متناسين أنهم جزء من هذه الأحداث ، بل الجزء الأهم لأنهم الأغلبية . واستغرب أن يتحكم مجموعة من الشباب الطائش بحياة الناس وكأنهم هم وحدهم من يملكون هذا الشارع . استغرب هذا السكوت وهذا التخاذل من الجميع واعطف على مقال الأخ نعمان الحكيم الذي لفت إلى غياب دور المسؤولين الذين تمكنوا من فتح شوارع في مديريات أخرى وضبط الأوضاع فيها وكأنهم مروا مرور الكرام على هذا الشارع !! كما استغرب غياب دور الأغلبية الصامتة من الناس الذين يعتبرون المتضررين الرئيسيين جراء هذا التقطع وهذا التخريب أليس هذا الشارع ملكا لهم ؟؟ ، ألا يتعب مرضاهم ونساؤهم الكبيرات في السن وأخواتهم وعجائزهم حين يرغبون بقضاء حوائجهم ؟!.المسؤولية مشتركة .. على المسؤولين في السلطة أن ينزلوا إلى الميدان ويلتقون بمن تضرروا وبأهالي الضحايا ويضعون الحلول المناسبة وهذا من صميم عملهم ، وعلى الناس أن يعوا أنهم هم أصحاب الشأن وعليهم تحمل المسؤولية والمشاركة في الحفاظ على ممتلكاتهم العامة التي يضيعونها وسط ثارات غضب المعتصمين وتهور ردود السلطة على هذه الثارات . [c1]إضاءة [/c]كلنا نلاحظ أن هناك معتصمين سلميين في مختلف المديريات ولهم مخيماتهم ولهم مطالبهم ولا يلقون بمطالبهم على عاتق الناس أو يوقفون أحوالهم .ومن منطلق روح المسؤولية عبرت عدد من النساء الساكنات في هذا الشارع وعدد من الصحفيين عن رغبتهن في عمل مبادرة لتنظيفه بالتنسيق مع الجهات المختصة ، حفاظا عليه وعلى الصحة العامة جراء الأوبئة المحتمل انتشارها جراء تناثر تجمعات القمامة في بعض أرجائه خاصة وأننا قادمون على فصل الصيف الذي تزداد فيه درجة الحرارة ما يسبب تعفن هذه القاذورات وتخمرها وانتشار جراثيمها في الهواء ، وإعادة الصورة الجمالية للشارع وإعادة الحياة له.. مثله كمثل كل مناطق اليمن الحبيب .ندعو أهالي شارع مدرم إلى التعاون معنا والمشاركة في إنقاذه من الدمار الذي لحق به من خلال مبادرة تنظيفه وتخليصه من الفوضى والعشوائية التي طالته وطالت بعض المديريات الأخرى، ونتمنى أن تتم مثل هذه المبادرات في كل شوارع محافظة عدن.
ما هكذا التغيير .. دعوة لإنقاذ شارع مدرم بالمعلا
أخبار متعلقة