نتيجة للمستجدات والأحداث اليومية المتسارعة في الساحة اليمنية وفي المشهد السياسي اليمني فإن ما يكتب اليوم يصبح في اليوم الذي يليه من القديم، مما يتوجب الكتابة عنه لحظة بلحظة لأهمية اللحظة التي يعيشها الشارع اليمني إلا إنني وجدت فرصة لكتابة هذه المادة عند متابعتي لبرنامج سيبث بشكل يومي على القناة الفضائية اليمنية تحت اسم ( المشهد اليمني) واعتقد - وهذا رأيي الشخصي- أن هذا البرنامج يبث لامتصاص غضب الشارع، وهذا جميل في حد ذاته إلا أنه أتى متأخراً ومنحازاً مذيعاً وتفاعلاً (وبعض ضيوفه يزيدون من احتقان الشارع أكثر مما هو عليه. وأنا هنا لست بصدد تقييم البرنامج لكن لفت انتباهي ضيف مميز هو الأستاذ أحمد الحبيشي رئيس تحرير (صحيفة 14 أكتوبر) حيث أنه لم يبرر استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين مثل من سبقوه من ضيوف البرنامج المنحازين الذين يقلبون الحقائق ويبررون استخدام العنف من قبل الأجهزة الأمنية رغم إفتاء ( علماء اليمن) بإجماع أن القتل والقمع والاعتداء على المحتجين جريمة لا تسقط بالتقادم.لقد تميز الزميل / أحمد الحبيشي بشفافيته وصراحته وشجاعته التي أثلجت صدور المشاهدين، وكان صريحاً ومنفعلاً وهو يتحدث عن الأحداث التي راح ضحيتها شهداء وجرحى في المعلا وخور مكسر والمنصورة والشيخ عثمان وكريتر وبعض أحياء محافظة عدن، وكان أكثر تميزاً عندما تحدث عن الشهيد ( أحمد درويش) وعن حي السعادة الذي تناصبه أجهزة الأمن العداء بسبب موقف شباب الحي من مقتل الشهيد الدرويش الذي مازال جثمانه الطاهر يرقد في ثلاجة مستشفى الجمهورية منذ شهور ومرتكبو الجريمة يسرحون ويمرحون، حسب حديث الحبيشي للبرنامج، حيث حمل النائب العام والأجهزة الأمنية في محافظة عدن المسؤولية الكاملة عن نتيجة أخطائها القاتلة بقلب الحقائق على حد قوله وهذا يحسب للزميل أحمد الحبيشي في مثل هذه الظروف الخطيرة والصعبة حيث كان يفترض أن نسمع مثل هذه الشفافية من اللجنة البرلمانية والوزارية برئاسة هلال لتقصي الحقائق حول الأحداث في محافظة عدن إلا أن تقرير اللجنة جاء مخيباً للآمال حيث قلب الحقائق رأساً على عقب على خلاف ما وضحه الأستاذ أحمد الحبيشي في البرنامج المذكور وهو ما جعل نفس الأحداث والقتل والقمع في يومي السبت والأحد 12 و 13 / 3 / 2011م في المعلا ودار سعد والشيخ عثمان ويعلم الله ماذا تخبئ الأيام القادمة ولا نملك إلا أن نقول” يا الله يا شاهد على المذبوح والذباح“.والله من وراء القصد.