يوم أمس السبت عاد عبد الرحمن ذو العشرة أعوام من المدرسة بعد مرور ساعتين من مغادرته للمنزل.. عاد يتحدث بأصابعه كعادته ويحملني مسئولية عودته من المدرسة وإضاعته يوماً يضاف إلى أربعة أعوام أضاعها من عمره دون دراسة نتيجة اكتشافي المتأخر لإعاقته السمعية، حاورته بما املك من لغة الإشارة التي تعلمتها منه محاولا معرفة سبب عودته المبكرة على غير العادة . قال إن المظاهرات الاحتجاجية قد امتدت إلى مدرسته التي أقفلت أبوابها خشية إرغام الطلاب على المشاركة فيها كما هو حال بعض المدارس التي اًُجبر طلابها من قبل بعض المخربين على المشاركة في المسيرات الداعية إلى تمزيق الوطن وتدميره..عودة عبد الرحمن وعتابه لي يوم أمس أدخلاني في غابة من علامات الاستفهام.نعم لقد كان محقا أولسنا نردد مرارا وتكرارا أن الوطن مسئولية الجميع ؟ فهل قمنا بواجبنا نحو وطننا ؟ وفيم يتمثل دور وواجب كل مواطن؟ وما الذي ينبغي عليه القيام به تجاه هذا الوطن الذي يدعونا اليوم للحفاظ عليه والقيام بواجبنا نحوه ؟ وماذا سنقول لأبنائنا غدا عندما يسألوننا لم سمحنا لشرذمة ممن أضلهم الله على علم فأصابهم بهوس السلطة والوصول إلى كرسي الحكم بأي طريقة رغم إدراكهم عواقب هوسهم وما سيترتب عليه من إدخال الوطن في نفق مظلم سيفضى في النهاية إلى تمزيقه ؟وماذا بقي لدى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ليقدمه بعد مبادرته الأخيرة التي سلم في مضمونها كل الصلاحيات لحكومة برلمانية يتم انتخابها من قبل الشعب ؟ أولم يئن الأوان لنا جميعا لإعلان انضمامنا إلى آلاف الشباب المعتصمين في ميدان التحرير للتعبير عن استنكارهم ورفضهم لأعمال الشغب والتخريب التي تقوم بها أحزاب اللقاء المشترك ومن معهم من أطفال وطلبة مدارس اجبروا على المشاركة في تلك الفوضى إما قسرا أو تضليلا؟ أوليس من حقنا إجبارهم على العودة إلى جادة الصواب والجلوس إلى طاولة الحوار وتحكيم العقل ؟ إن كان لديهم عقول وهذا موضع شك ..فليس ثمة عاقل ينجر إلى تدمير وطنه وإدخاله في دوامة من الصراع لا نهاية لها ليس لشيء سوى لمواكبة الموضة ومحاولة استنساخ ثورتي تونس ومصر بالرغم من فشلهما بدليل ما يشهده هذان البلدان من صراعات وحالة من انعدام الأمن والفوضى وعدم الاستقرار.أم أن البعض لم يع بعد أن كل مواطن يعيش على تراب هذا الوطن مسئول عن أمنه واستقراره ويتحمل جزءاً من المسئولية عن كل ما سيحدث له جراء ما يعيشه اليوم من تهديد ؟ أو لم يئن الأوان للوقوف صفا واحدا لحماية وطننا والدفاع عنه والتصدي لدعاة الفتنه ليس بالمواجهة المسلحة التي أتمنى أن لا نضطر للجوء إليها و لكن بالحوار و الاصطفاف الوطني الذي دعا إليه فخامة رئيس الجمهورية .
مسؤولية مشتركة
أخبار متعلقة