فايزة أحمد مشورةالنهوض بالمجتمعات يحتاج للعمل المتواصل وتسخير الوسائل المتاحة من اجل التقدم ، بمعنى أن الارتقاء بالمجتمعات سواءً في البلدان المتقدمة أم النامية يحتاج إلى تضافر الجهود والتعاون المشترك بين مختلف فئاته ، فلم يعد العمل قاصراً على جهات ومؤسسات بذاتها في سبيل بناء وتطوير المجتمع بأكمله فالحاجة الاجتماعية التي تطورت أركانها وأبعادها ازدادت في وقتنا الحاضر في ظل ظروف الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية . حيث لابد من مشاركة المرأة وأن تكون هذه المشاركة حقيقية وفاعلة لتجسيد مدى أهمية الدور الذي ستقوم به للعمل الاجتماعي الجاد من اجل تلبية الاحتياجات الاجتماعية عبر منظمات المجتمع المدني التي انتشرت وبشكل ملحوظ في مختلف المناطق والمحافظات.المرأة في اليمن استطاعت أن تعكس أهمية الدور الذي تقدمه لمجتمعها والذي ينبثق من إرادة وقدرة على تحمل أعباء ومعوقات تواجدها في مختلف الأعمال المجتمعية متحدية القيود التي فرضت عليها سواءً من المجتمع أم الظروف التي تقاسيها كونها تتحمل التزامات وواجبات داخل الأسرة وفي عملها. بالإضافة إلى تحملها الضغوط النفسية التي فرضتها العادات والتقاليد التي أجبرتها على السير بخطوات بطيئة تحول دون وصولها لتحقيق التنمية المجتمعية الشاملة في وجود الصراعات ومحدودية الفرص الإبداعية وغياب التخطيط المهني والوظيفي هذه المشكلات تفرز النظرة السلبية للمرأة وتعيق دورها في المجتمع الذي تعيش فيه. لهذا فالمبادرة التي تقوم بها الجهات والقيادات لدعم حقوق المرأة تفتقر إلى البرامج والتخطيط السليم المتواصل من اجل التغيير لكافة الظروف المعيقة للدور الفاعل والمتميز للمشاركة الواعية والصحيحة للمرأة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً ، ولابد أن ينبع تعزيزه من الواقع المعاش فلا تنمية بدون مشاركة فاعلة من جميع أفراد المجتمع لتحقيق الأهداف المرجوة وجعل التغير واقعاً لاشعارات وكلمات على الورق بل قوانين منفذة تستطيع بها المرأة ضمان حقوقها وتنفيذ أنشطتها بفاعلية وهي تؤدي أعمالها بتمكن وقدرة على التواصل بثقة لممارسة أدوارها بصورة معرفية وجادة كي تواكب التطور. بثقافة وفكر متميز يجعلها في المقدمة لإحداث التغير الحقيقي في أسرتها و وسط مجتمعها اولاً بأول. إن المرأة اليمنية لديها من الحكمة والمشورة في القيادة الشيء الكثير ، فما بلقيس اليمن ورجاحة عقلها ببعيد عن مسامع المؤرخين فقط ظل تاريخ قيادتها لمملكة سبأ منارة في تاريخ الأمة العربية . كما لا تغيب عنا ما جسدته أروى بنت احمد الصليحي من مثال لنضوج ورجاحة عقل المرأة اليمنية العربية الأصلية . فالمرأة اليمنية تاريخ معبر وواقعي لا يمكن تجاهله اليوم وإلا لما أضحت المرأة اليوم تناضل وتتحمل في جميع المجالات في وقتنا الحاضر بل احتلت مكانة مرموقة في الأوساط السياسية والثقافية والاقتصادية. ونخلص إلى القول إن المرأة اليمنية لعبت وستلعب دوراً بارزاً في بناء المجتمع بالرغم من الصعوبات والضغوطات التي تواجهها في الوقت الراهن.. وستشارك الرجل في تحمل مسؤولية البناء والتنمية لأنها جزء لا يتجزأ منه فالمعوقات والكاريزمية للمرأة اليمنية ملموسة من خلال النجاحات المحققة على أرض الواقع وفي مختلف المجالات لتبرهن للعالم بأن ما تتمتع به من قوة وشجاعة ورجاحة عقل ماهو إلا سلسلة تاريخية لإثبات كيانها كحضور فاعل ومؤثر في المجتمع ومكمل أساسي لحياة الرجل.
دور المرأة في المجتمع
أخبار متعلقة