غضون
*لم يبد أي قيادي في المعارضة أي رد فعل إيجابي من قبيل التعبير عن رفضه للعنف الذي يطال كثيرين على أيدي المنظمين والمشاركين في الاعتصامات التي تتم من قبل أحزابهم والمستخدمين أو الموظفين لصالحها .. الاعتداء على الصحفيين مثلاً فعل مجرم، لكن المكيال الحزبي غير منصف، فهم يغضبون لثلاثة أو أربعة صحفيين فقط، بينما أصحابهم اعتدوا على أضعاف هذا العدد ولم يحتجوا مثلاً من أجل صقر المريسي، وعبدالله العلايلي، وعبدالقوي الأميري، وعادل المقطري، وغادة العبسي، وسلطان قطران، وطيال الغرباني ووليد علي غالب، وغيرهم وغيرهم ممن قامت اللجان الأمنية الخاصة باعتصامات المعارضة باعتقالهم، والتحقيق معهم وضربهم وسلب ممتلكاتهم الشخصية وإهانة كرامتهم.. محسوبون على السلطة والمؤتمر قدموا استقالاتهم احتجاجاً على ما يقال إن مؤيدي السلطة اعتدوا على متظاهرين، والإخوة في المعارضة يمجدون هذا الموقف ويلاحقون أخبار الاستقالات وإذا لم يجدوها في الواقع اخترعوها من عند أنفسهم وأشاعوها .. لكنهم لا يقابلون الجميل بأي جمالة مماثلة.* يتحدثون عن اعتصامات سلمية لإسقاط النظام، وفي الوقت نفسه يقتلون جنوداً ومواطنين ويحرقون سيارات خاصة .. يقولون سنواجه رصاص السلطة بصدور عارية بينما صدورهم وأيديهم وجوانبهم مثقلة بالعتاد الحربي من كل نوع .. ويرحبون في الوقت ذاته بالمؤتمريين الذين قدموا استقالاتهم احتجاجاً على عدم السماح للمعتصمين “المسالمين جداً” بنصب مزيد من الخيام لأفراد القبائل “المبندقين”..بالله عليكم هل أحد من المعارضة احتج على قتل وجرح عشرات الجنود على أيدي المتظاهرين، أو أحتج على ما يفعلونه بالناس الذين لا علاقة لهم بزيد أو عمرو؟ أو انتهاك الطفولة؟ يرفعون شعار “إسقاط النظام” بينما يسقطون كرامة الناس، عشرات آلاف المتظاهرين المؤيدين للحوار والأمن والاستقرار هم بنظرهم “بلطجية” ولا يجدون في ذلك حرجاً وهم يهتفون باسم الشعب وكرامة الشعب .. يرفعون صور متهمين بل مدانين من أعضاء تنظيم القاعدة في أماكن اعتصامهم، ويذهب عدد منهم للاعتصام أمام الأمن السياسي مطالبين بالإفراج عن الإرهابيين .. ويرحبون باستقالة مؤتمريين في نفس الوقت الذي يقوم به مسلحو تنظيم القاعدة باغتيال جنود وضباط في زنجبار ومأرب وسيئون وصنعاء .. لا يحتجون .. ولا يستقيلون ولا يدينون .. ولا يحايدون.* يهتفون: “نحن والشرطة والجيش يجمعنا رغيف العيش” وفي الواقع يظهر نفاقهم وكذبهم.. حيث يهاجمون الشرطة والجيش ويقولون إنهم “بلاطجة بزي مدني” والمستقيلون من المؤتمر، ولا مستقيل أو محتج من المعارضة.يقولون إن من يرتكب جرماً لابد أن يعاقب .. وأن على الأجهزة المعنية عدم السماح لأحد بـ “الإفلات من العقاب”.. لكن هذا “الأحد” إذا كان منهم فالأمر يختلف.. فإذا اعتقله الأمن قالوا “اختطف من قبل بلاطجة مسلحين”.. وإذا جرح أو قتل أثناء مقاومته للسلطات أو أثناء هجوم مسلح، قالوا قتل في “مذبحة.. في مجزرة ارتكبتها قوات الجيش”.. ومرحباً بالمستقيلين!