نبض القلم
في الفترة الواقعة ما بين عامي 1897 و 1951م كان زعماء اليهود قد عقدوا ثلاثة وعشرين مؤتمراً، كان آخرها المؤتمر الذي عقد في 14 أغسطس 1951، لبحث خطة التهجير اليهودي الى اسرائيل، وحدود الدولة الجديدة التي أقيمت على أرض فلسطين العربية المحتلة، وفي هذا المؤتمر قدمت دراسات وجرت مناقشات لوضع خطة سرية مرعبة لاستعباد العالم، والتحكم فيه من قبل اليهود ، وسجلوا قراراتهم أو خططهم أو وصاياهم أو محاضر جلساتهم باسم : (بروتوكولات حكماء صهيون) وضربوا حولها سياجاً من السرية والكتمان، بحيث لا يقرؤها أو يتداولها إلا حكماء صهيون المكلفون بالعمل بموجبها .وفي أحد المحافل الماسونية السرية في فرنسا تمكنت سيدة فرنسية أثناء اجتماعها سراً بزعيم من أكبر زعماء اليهود ان تختلس منه بعض الوثائق السرية وتهريبها ، ولم تكن تلك الوثائق إلا ( بروتوكولات حكماء صهيون ) وهي جزء من مقررات ذلك المؤتمر ، والتي لم يكن قد كشف عنها النقاب وقتذاك ، وهو ما دفع زعماء اليهود لزيادة الحرص على باقي مقرراتهم ، لضمان سريتها.وكانت النسخة المسروقة من تلك الوثائق قد وصلت الى أحد زعماء روسيا ، وهو (إليكسي نيقولافيتش) فذعر أشد الذعر لما احتوته من خطط شيطانية لاستعباد العالم ، شرقه وغربه ، عن طريق المال اليهودي ، وقدمها الى صديقه العالم الروسي الكبير (سيرجي نيلوس) الذي قام بدراستها وتحليلها ، وقارن بينها وبين أحداث العالم الجارية آنذاك ، وهاله التطابق التام بينهما ، فقام بطبعها باللغة الروسية سنة 1902م، وكان من نتائج طبعها قيام حملة شعواء على اليهود في جميع أنحاء العالم ، لا سيما في روسيا القيصرية، فجن جنون اليهود بعد ذلك ، لأن العالم كان قد استيقظ على جرائمهم الشيطانية ،فوقعت من جراء ذلك مذابح ضد اليهود ، وهو ما حدا باليهود الى شراء كل نسخة تمكنوا من العثور عليها من ذلك الكتاب ، حتى اختفت تماماً من الأسواق ، إلا أن نسخة واحدة من الكتاب كانت قد وصلت الى المتحف البريطاني ، بتاريخ 10 أغسطس 1906م. ولما وقع الانقلاب الشيوعي في روسيا عام 1917م ارسلت جريدة (المورننج بوست) أحد كبار مراسليها الى روسيا ليوافيها بأنباء الثورة البلشفية ، فحرص قبل سفره ان يطالع بعض الكتب الروسية الموجودة في المتحف البريطاني ، ومنها النسخة المذكورة ، ولما شعر بقيمتها وخطورتها ترجمها الى اللغة الانجليزية وطبعها عدة طبعات ، ولكن اليهود كانوا يجمعون الكتب من الاسواق ويتلفونها ، وبهذا كان (فيكتور مارسدن) أول من ترجم البروتوكولات في العالم أجمع ، ومن نسخته تلك ترجمت الى عدة لغات ، ومنها الى اللغة العربية ، وكانت الطبعة الوحيدة التي ظهرت له باللغة العربية هي التي قام بترجمتها الأستاذ محمد خليفة التونسي ، في كتاب باسم : (الخطر اليهودي وبروتوكولات حكماء صهيون) وهو الكتاب الذي اعتمدناه في هذه المقالة المتواضعة، والتي اردنا من خلالها اظهار الدور الصهيوني في إثارة الفتن ، في كثير من الاقطار العربية ، كما هو الحال -حالياً- في تونس ، ومصر ، وليبيا ، والبحرين ، واليمن، وغيرها .وقد بدأت بوادر الفتن تطل برأسها من خلال ما بثته أو تبثه بعض المواقع الإلكترونية ، كمواقع (ويكليكس) و(فيس بوك) و(تويتر) و(يوتيوب) وغيرها ، والتي عمدت الى نشر بعض الوثائق السرية التي تهدف الى الاساءة لبعض الحكام العرب ، وتشويه سمعتهم ، وزعزعة ثقة شعوبهم بهم ، كمقدمة لتهييجهم ضد حكامهم ، وإثارتهم للتخلص منهم ، ومطالبتهم بالرحيل ، ليسنى لهم بسط سيطرتهم على العالم ، من خلال إثارة الخلافات والصراعات في هذا البلد أو ذاك، وصولاً لتحقيق مآربهم في استعباد العالم .لنقرأ مثلاً ما جاء في البروتوكول العاشر ، من بروتوكولات حكماء صهيون ، ثم ننظر الى واقع حال امتنا العربية اليوم ، ونقارن بين ما هو قائم ، وبين ما كان اليهود قد خططوا له في بروتوكولاتهم .لقد جاء في البروتوكول العاشر ما نصه :(ان حكمنا سيبدأ في نفس اللحظة حين يصرخ الناس الذين مزقتهم الخلافات ، وتعذبوا تحت إفلاس وخيبة حكامهم ، وهذا سيكون مدبراً بمعرفتنا من قبل ، فيصرخون قائلين : اخلعوهم) . ويضيف البروتوكول قائلاً : ( انه لكي يصرخ الجمهور بمثل هذا النداء لابد ان تستمر في كل البلاد الاضطرابات في العلاقات القائمة بين الشعوب والحكومات ، فتستمر العداوات والحروب والكراهية والموت استشهاداً ، كما يمتد الجوع والفقر ، وتفشي الأمراض ، وكل هذا سيمتد الى درجة لا يجد فيها غير اليهود أي مخرج لهم من متاعبهم وآلامهم ، غير ان يلجؤوا الى الاحتماء بأموالنا وسلطتنا).أليس هذا ما يتم تنفيذه حالياً في بعض الأقطار العربية ؟ ويختتم البروتوكول الصهيوني العاشر قوله بتحذير اليهود من التباطؤ في استغلال الأحداث الجارية ، باعتبارها فرصة ثمينة لتحقيق المآرب ، وسوف يكون من العسير تكرارها . فيقول : (ولكن يجب ان نعلم جيداً اننا اذا اعطينا الأمة وقتاً تلفظ فيه انفاسها ، فان عودة مثل هذه الفرصة سيكون امراً عسيراً) .هكذا خطط لنا اليهود ، وها هم يرسمون لنا مسار حياتنا ، مستغلين جهلنا ، وغياب الوعي لدينا ، فيدفعون شبابنا للسير وراء مخططاتهم ، وتنفيذ مشروعاتهم التآمرية على بلداننا العربية والاسلامية ، وإلا ماذا تعني هذه الهبة الشبابية الاحتجاجية والمطالبة برحيل الحكام في وقت واحد ، وفي معظم الأقطار العربية ؟ أليس المال اليهودي هو الذي يحرك الأحداث الجارية في بلداننا العربية ؟ .