غضون
- زرت ميدان التحرير الذي يتجمع فيه انصار المؤتمر الشعبي مراراً.. وزرت التجمع الآخر الذي يسيطر على عدة شوارع وبوابة جامعة صنعاء ، والموالي لحزب الاصلاح وحميد الأحمر ، ولكن باسم “الشباب” و”المشترك“.. في التجمعين رجال القبائل وهم الأكثرية ، والسلوك في الحالتين متشابه ، ما عدا الشعارات والخطب والخطباء .ومن يزور المكانين ويتابع ويلاحظ بعناية ثم يرجع الى متابعة التغطية الاعلامية لوسائل وصحف المعارضة عما يتم في التجمعين سوف يصاب بالصدمة جراء عدم حياد هذه الوسائل والصحف ، وخيانة بعض الصحفيين لرسالة الصحافة والمسئولية الصحفية .روائح البول في ميدان التحرير أقل نفاذاً منها في بوابة جامعة صنعاء والشوارع التي يسيطر عليها اتباع المعارضة، لكن يبدو أن بعض صحفيي المعارضة لدى كل واحد منهم أنفان ، أنف يشمون بها رائحة البول في التحرير كبول حقيقي، وأنف أخرى يشمون بها روائح بول اصحابهم في تلك الأمكنة كأنها روائح عطرة .. ولا غرابة في ذلك لأن البول في بوابة الجامعة وما جاورها هو بول من يحبون .. فأحلى الروائح هي رائحة الحبيب.- وفي التجمعين المذكورين الحضور القوي هو لرجال قبائل كبيرين في السن ، ولكن اعلام المعارضة يصف المتجمعين في التحرير بأنهم “ بلاطجة” ويصف تجمع المعارضة بأنهم “الشباب” بينما معظم الموجودين ينطقون الكلمة “ثباب” ، فالشباب هناك أقلية وكذلك الأطفال ، وهاتين الفئتان الأخيرتان مجرد لعبة يستخدمها الكبار في معركة سياسية لا دخل للشباب والأطفال بها .التجمع الموجود في التحرير ينظمه المؤتمر وحلفاؤه وهذا ما يقال صراحة في السر والعلن ، أما التجمع الآخر فيطلقون عليه تجمع الشباب وأنصار أحزاب اللقاء المشترك ، بينما كل شيء فيه يدل بوضوح على أنه تجمع لحزب الإصلاح والشيخ حميد الأحمر ، وما المؤرطون فيه سوى مستخدمين من قبل هذا الحزب وذلك الشيخ .. وخطباء هذا الجمع كلهم من شيوخ الإصلاح وشعراء حميد.. وأخيراً الشيخ الزنداني ومريدوه.- المتجمعون في التحرير رسالتهم محددة .. دعوة الأحزاب للحوار.. الأمن والاستقرار، وتأييد رئيس الجمهورية. أما المتجمعون في المكان الآخر فرسالتهم إسقاط النظام فحسب ، هكذا دفعة واحدة ، وهو شعار يحاكون به المصريين والتونسيين ، وهو تقليد للآخرين دون أن يكون لهم فكر كالآخرين ولا بدائل كالتي لدى من يقلدونهم .. يقولون: أرحل .. إسقاط النظام .. لا حوار .. الحوار مات وقته .. القرار قرار الشارع الآن .. وهذا كله “ شغل شوارع” شطح بدون فقه ، وصياح دون تدبير ومغامرة دون خبرة وتدبر واعتبار.ولذلك فإن هذا الخيار سوف يسقط في النهاية أمام الخيارات الأخرى المتاحة والسهلة والمأمونة.بقي أن نشير إلى أن تجمع التحرير وتجمع الجامعة يشتركان معاً في صفة واحدة .. وهي أنهما معاً تسببا في وقف النشاط التجاري وحرية الحركة وأذية السكان المجاورين.