فايزة أحمد مشورة :الأمية ظاهرة من أهم وأقدم المعضلات التي تواجه المجتمعات من حيث التقدم والتطور ولا يمكن لأي مجتمع تحسين أوضاعه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إلا بالتعليم. فاليمن كغيرها من الشعوب لا تزال تعاني من التخلف والجهل الذي تظهر أبعاده في الصراعات التي تهدد أمن البلاد وتهدد ما تم انجازه من خطى باتجاه التنمية المستدامة. والحقيقة أن الأمية من أهم الأسباب الرئيسية في تراجع وبطء التطور في الكثير من جوانب الحياة ، ويتلخص ذلك ما بين الآثار والظواهر التي نلامسها في حياتنا اليوم . فالعديد من المشكلات التي نقاسيها في الوقت الراهن لم يعد بالإمكان تجاهلها بأي شكل من الأشكال سواء أكانت سياسية أو اجتماعية فالأمية عبر التاريخ الإنساني كانت ولا تزال السبب في تخلف وتراجع الشعوب . والجدير بالذكر أن القرآن الكريم حدد مستوى الاختلاف في قوله تعالى ( قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) وقوله تعالى ( يرفع الله الذين اوتوا العلم منكم درجات) فالإسلام حافل بالأطروحات والبراهين حول أهمية التعليم والسعي الحثيث من اجل سلامة المجتمعات. وتجدر الإشارة هنا إلى أن حركة التعليم إذا استمرت على ما هي عليه من قصور في ظل الزيادة السكانية فسيظل الجهل متفشياً بين أوساط المجتمع وبالذات في الريف الذين هم يعانون من تدني مستوى الخدمة بسبب الفجوات الواضحة في برامج محو الأمية ومشروعات إنشاء المدارس الكافية لسكان الأرياف وتوفير المدرسين والكتاب المدرسي سواءً كانت عقبات مادية أو إدارية والإخفاق في معالجة الظواهر التي يعاني منها المجتمع اليمني كالفقر والبطالة. إن القضاء على الأمية يعني حداً أدنى من الثقافة تمكن المواطن اليمني من أن يتفاعل بفطنة مع مجتمعه ويتمكن من سد الثغرات التي تعيقه عن تحقيق أهدافه وبناء أفكاره البناء السليم والمتوازن واكتساب المعرفة والعلوم المختلفة من اجل تحقيق الأهداف التنموية ونشر الثقافة المتحضرة والرماية إلى الاستيعاب والإدراك الحقيقي لما نواجهه اليوم من تدهور ملموس في الواقع المعاش. وخلاصة القول إن الوضع الحالي للتعليم يحتاج إلى إعادة هيكلة من قبل وزارة التربية والتعليم والمنظمات وتعاون أفراد المجتمع من اجل إيجاد معالجات وبرامج سريعة وناجحة للحد من تفشي الأمية في الريف أو المدينة.
الأمية .. آثارها ومظاهرها في اليمن
أخبار متعلقة