عدد من المشاركين في الدورة التدريبية للحد من تعاطي القات :
لقاء/ أمل حزام المدحجييحتل القات أهمية خاصة في اليمن ليس لكونه محصولاً زراعياً فحسب، ولكن لأنه ظاهرة اقتصادية واجتماعية وصحية، والاسم العلمي للقات (Cattha) مشتق من التسمية العربية (قات) تعني أنه صالح للأكل أو التناول، وينتمي القات إلى عائلة (Celastrineae) التي تضم أكثر من (75) نوعاً حسب تقرير المنظمة العربية للتنمية الزراعية.وسبب انتشار القات في اليمن هو عدم وجود سياسة واضحة للتعامل معه وكذا تحمل شجرة القات للجفاف وتدني خصوبة التربة ونجاح زراعته في الأراضي الهامشية وسهولة خدمته وحاجته لعمالة أقل ومتطلباته المحدودة من الأسمدة والمبيدات وتوفر أسواق جاهزة لتصريفه وارتباط القات بالأنشطة الاجتماعية ووجود أسعار مختلفة لأنواع القات ترضي مختلف فئات المجتمع.صحيفة (14 أكتوبر) التقت بعدد من المشاركين في الدورة التدريبية للحد من تعاطي القات بين أوساط الشباب التي أقيمت بالتعاون مع البنك الدولي ووزارة الشباب والرياضة .. وخرجت بالحصيلة التالية:[c1]إنشاء النوادي وتشجيع الشباب[/c]يونس أحمد عوض طالب في مدرسة القدس مدينة الشعب:المحاضرة كانت مفيدة للطلاب الذين حضروا الندوة، موضحاً أن اخطار تعاطي القات كثيرة منها تعرض متعاطي القات لمرض السرطان في اللثة والرئة والمعدة وغيرها، بالإضافة إلى العادات السيئة المصاحبة لذلك، منها تعاطي السجائر، وأن المسؤولية تقع على عاتق الدولة للحد من هذه الظاهرة وعليها التعاون مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية لدعم الشباب وإنشاء عدد من النوادي وتشجيعهم على ممارسة الرياضة التي ستساعدهم على التوجه نحو التخفيف من تعاطي القات وبدء الإصلاح.وقالت الأخت شذى طلال خالد سعيد، طالبة في ثانوية عدن النموذجية للبنات: استفدت من المحاضرة الاستماع إلى عدد من الآراء حول مشكلة القات وتفشيها بين أوساط الشباب.واستمتعت بمشاهدة الفيلم التوعوي حول معاناة بعض الشباب من تسوس حاد في الأسنان وتضرر اللثة بسبب تعاطي القات اليومي، وبالذات في سن مبكرة، وضرر القات في خسارة الأموال والوقت مقابل لاشيء.وقالت سارة قيس عباس، خريجة ثانوية عامة: إن تعاطي القات في اليمن لايقتصر على جنس معين، بل امتد وتوسع ليشمل كافة الأفراد في المجتمع (رجالاً ونساء) وحتى الأطفال أصبحت هذه الآفة في متناول أيديهم، موضحة أن الأسباب عديدة والدوافع أكبر، ومنها البطالة التي يعانيها الشباب وبحجة قتل الوقت ما أدى إلى تفاقم عدد من القضايا المجتمعية منها السرقة والعنف والطلاق في مجتمعنا اليمني.وأضافت سارة: من الضروري إيجاد بدائل أخرى علماً أن العديد من الأسر تعتمد على بيع القات في توفير لقمة العيش بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية في بلادنا. والحلول من وجهة نظري تبدأ من سياسات الحكومة وبالمشاركة المجتمعية وإرادة الشعب في التخلص من شجرة القات.[c1]الحد من الإسراف في التخزين[/c]وقال محمد وجدان محمد حسن، طالب في ثانوية عبده غانم: أنا اتعاطى القات ولكن ليس دائماً .. وبعد هذه المحاضرة القيمة التي توضح اضرار القات والمراحل التي يمر بها المتعاطي وأن هذا كله عبارة عن وهم لاتخرج منه باستفادة، بل بأضرار بعد التخزينات منها عدم النوم .. سأقوم بشرح مشكلة القات ومخاطرها لعدد كبير من عائلتي، وبالذات الذين يسرفون في التخزين وإقناعهم أن هذه الظاهرة عادة سيئة لأنها تستهلك دخل الفرد بدلاً من الاستفادة منه لتغطية احتياجات الأسرة.[c1]تحويل أسواق القات إلى أسواق لبيع الخضروات[/c]وقال الأخ عبدالحكيم عامر الزمزمي طالب في مدرسة الأهدل بالبساتين إن القات اصبح عادة في المجتمع، وبالذات في الاحتفالات والأعراس والمجالس، ولكن الظاهرة الأسوأ هي تمركز العديد من الرجال في أركان الشوارع لمضغ القات.هذا المظهر غير الحضاري بدأ في الانتشار في مجتمعنا بدلاً من أن يشغل المواطن اليمني نفسه بقراءة الصحف والمجلات والكتب العلمية والأدبية لتثقيف نفسه ومعرفة مشكلة تفشي القات في مجتمعنا لمعالجتها أو الحد منها.وأضاف عبدالحكيم: يجب العمل للتخلص من هذه الآفة الخبيثة عن طريق إنشاء المنتديات والنوادي للشباب، ومن جانب آخر تحويل أسواق القات إلى أسواق لبيع الخضروات والفواكه وتقليص الضرائب عليها من أجل تشجيع المواطنين على العمل فيها ونشر عملية التوعية عن طريق الحملات عبر وسائل الإعلام واللوحات الإرشادية.وقال الأخ صالح جمال الشاعري، خريج ثانوية عامة إن المحاضرة خطوة مهمة لتنمية الوعي لدى الشباب وإظهار مضار شجرة القات ومنها الاضرار الاجتماعية والصحية والثقافية .. ولكن على الدولة التركيز على الذين يزرعون هذه الشجرة لنشر عملية التوعية بينهم وتشجيعهم على زراعة المحاصيل الأخرى وإدخال شجرة القات ضمن المحظورات وإنزال عقوبات على زارعيها.وأضاف صالح أنه استفاد من تجربة محافظة تعز في إخراج سوق القات إلى منطقة خارج تعز كخطوة ناجحة فبسبب بعد المسافة اصبح العديد من المواطنين يجدون صعوبة في الذهاب إلى السوق لشراء القات وهو ما ساعد كثيراً في الحد من هذه الآفة.[c1]غياب المسارح والحفلات الثقافية[/c]اختتمنا لقاءاتنا مع رويدا صالح عبدالله، طالبة في مدرسة الزهراء النموذجية للبنات التي قالت: إن التوعية مهمة جداً، لكن بلادنا تعاني انعدام المسارح والسينما والحفلات الثقافية لرفع الوعي الثقافي، لذلك فمن المهم توفير المسارح وإعطاء الشباب فرصة في المنتديات والندوات وإطلاق طاقاتهم الإبداعية من أجل الحد من تعاطي القات.وأوضحت أن الدولة عليها إدراك المشكلة واحتواؤها وتحمل المسؤولية ومساعدة الشباب في الحصول على أعمال لتكوين أنفسهم، ومحاسبة المتسببين في انتشار هذه الظاهرة وتمكين كل مواطن من الحصول على عمل وتلبية احتياجاته اليومية بدلاً من اللجوء إلى شجرة (الوهم) للهروب من واقعنا المرير.