(180) ألف دراسة وبحث عن أضراره
صنعاء / سبأ:يثير القات جدلاً واسعاً بين أوساط المجتمع اليمني، فبينما يدافع متعاطوه عنه حتى الاستماتة وإلقاء المبررات لتعاطيه مع ذكر فوائد له قد تكون مقنعه لدى جمهوره الواسع في اليمن، تشير عدة دراسات وأبحاث إلى أضراره الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وعلى صحة الإنسان والبيئة.فمن جانب متعاطي القات يتحدث بعضهم عن عدم قدرتهم على العمل والإنتاج إلا أثناء تعاطيه وهو ما يؤكده باني المآذن الأسطى محمد حزام حيث يشعر بتركيز أكبر على ارتفاع (15) إلى(20) متراً فوق سطح الأرض وهو يبني المئذنة ( حسب قوله).ويعتبر الصحفي فاروق الكمالي نفسه أكثر ديناميكية ودقة في عمله أثناء تعاطيه القات، حيث يقوم بالعمل بجودة عالية ومهنية وهو مخزن.ويرى الحرفي عبد الله أبو طالب قدرته على انجاز أعماله في النقش على النحاس مرتبطة كل الارتباط بتناوله القات.من جهته أوضح مهندس الكمبيوتر عبد اللطيف الكوماني عند زيارته للهند اضطراره الذهاب إلى طبيب الأسنان بعد آلام في خده الأيمن فحشا الطبيب بعض أسنانه وعالج اللثة، وعندما طلب من الطبيب فحص خده الأيسر أشار إليه الطبيب بأنه في أحسن حال وهو ما أثار استغراب عبداللطيف إذ انه يخزن دائما في الجانب الأيسر لفمه كما قال.من جهة أخرى تصل الأبحاث والدراسات التي تم إصدارها إلى 180 ألف دراسة وبحث مستفيض عن أضراره ومخاطره دون إيجاد فائدة واحدة ذكرتها هذه الأبحاث حسب ما ذكره أمين عام مؤسسة (يمن بلا قات) الدكتور حميد زياد.وأضاف: أن منظمة الصحة العالمية أدرجت نبتة القات في قائمة المخدرات بعد أن عملت دراسات حوله لست سنوات.وفي دراسة صادرة عن مؤسسة يمن بلا قات التي أشهرت مؤخرا أبرزت الأضرار الاقتصادية لهذه النبتة حيث بدأت بأثره على الأمن الغذائي في اليمن، ففي سبعينات القرن العشرين بلغ الإنتاج المحلي 8. 92 في المائة من إجمالي الاحتياجات الغذائية في حين الاستيراد في نفس الوقت كان 7ر2 في المائة فقط للمواد الغذائية .وعرضت الدراسة أن استيراد الاحتياجات الغذائية 95 بالمائة بينما الإنتاج المحلي بلغ 5 بالمائة فقط .. لافتة إلى أنه في هذه الحال سيبلغ إنتاج الحبوب في عام 2015م 807 آلاف طن ، بينما سيكون الاستهلاك 3ر4 مليون طن ، وبالتالي استيراد الحبوب سيكون 5ر3 مليون طن.ويترك القات آثار اً عميقة على جميع اقتصاديات اليمن، وتأثرت به الزراعة أكثر من غيرها ، واستحوذ على 70 بالمائة من الأراضي الخصبة في الجمهورية اليمنية، بالإضافة إلى أن الجهد المبذول في زراعة هذه النبتة يعيق إمكانيات نمو وتطوير الزراعة في محاصيل اقتصادية وغذائية تحتاج إليها البلاد التي يزداد عدد السكان فيها باطراد، متأثرة من الأزمة الاقتصادية بشكل كبير وبدلا من أن تحسن من قدرتها لتلافي أوجه القصور في إنتاج الغذاء، نجدها تنفق يوميا ما يساوي 20 مليون دولار على القات.وتظهر الدراسات إحلال نبتة القات محل محاصيل زراعية نقدية اشتهرت بها اليمن عالمياً مثل البن والعنب، وتعتبر اليمن من أهم دول العالم في إنتاج البن وتصديره سابقاً إلا أن اليمن فقد تلك المكانة تدريجيا إلى أن بلغ إنتاجه نسبة تقل عن 1.0 بالمائة من الإنتاج العالمي في الوقت الحاضر لمحصول البن، وامتد التدهور ليشمل المساحات المزروعة بحيث لم تزد زراعة البن عن 2 بالمائة من إجمالي مساحة المحاصيل المزروعة في اليمن.وتؤكد الدراسات التي اعاد نشرها مؤسسة (يمن بلا قات) أن القات يستهلك 60 بالمائة من المياه لري مزارع القات، ويعاني اليمن من مشكلة نضوب الآبار وجفاف الأحواض الكبيرة في معظم المدن الرئيسية اليمنية، كما تؤكد هذه التقارير أن عام 2015م هو الموعد الحتمي مع الجفاف واقتراب المخزون من النفاد، ويصنف البنك الدولي اليمن على أنه احد أفقر دول العالم من حيث الموارد المائية وأنه يعاني من ندرة المياه.وفيما يخص إنتاجية الأفراد تشير التقديرات إلى أن الحد الأدنى لعدد الذين يتعاطون القات في اليمن يصل إلى 8 ملايين نسمة ومتوسط الساعات التي يقضيها هؤلاء في تعاطي القات 4 ساعات يوميا، وبذلك يضيع اليمنيون 32 مليون ساعة عمل يومياً.وفي شأن آثار القات الصحية والنفسية تؤكد دراسات طبية بأن متعاطيه يصابون بالتهابات وبقرحة المريء، بالإضافة إلى الإصابة بالتهابات وقرحة في المعدة بتأثير مادة (التأنين) الموجودة فيه على غشاء المعدة، وتقليل حموضة المعدة ما يؤدي إلى أن يصاب متعاطوه بسوء الهضم.ويعمل القات إلى تسارع نبضات القلب لوجود مادة الكاثين الموجودة في القات التي تعمل على زيادة نشاط العصب الوريدي الذي يرتبط بالقلب ويسيطر على وظيفته، كما يكون متعاطوه أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم لوجود مادة الكاثينون والكاثين والافدرين في هذه النبتة التي تعمل على تضييق الأوعية الدموية ومن ثم ارتفاع ضغط الدم.ويؤدي القات إلى فقدان الشهية وسوء التغذية والإمساك والبواسير ويجعل المرء عرضة لأمراض الاميبا والجارديا والبكتيريا والطفيليات في الأمعاء.وتلفت الدراسات الطبية إلى ما بعد مضغ القات حيث يشعر متعاطوا القات بالقلق وعدم التركيز والميل للانزواء وقلة الحديث والأرق والصعوبة في التبول وضعف الأداء الجنسي وقلة الشهية والخمول.وعن آثاره الاجتماعية أوضحت دراسة يمنية أجريت على 850 امرأة يمنية أن أكثر من 77 بالمائة يخزن القات تتراوح أعمارهن ما بين 25 - 34 عاما، وفي دراسة أجريت على 400 طفل وطفلة تتراوح أعمارهم بين 7 - 15 سنة أشارت إلى أن أعلى نسبة لتعاطي الأطفال القات في المناسبات حيث بلغت نسبتهم 3ر53 بالمائة بينما يتناول الأطفال بشكل يومي بنسبة 8ر38 بالمائة.وتستمر حكاية القات بين شد وجذب، ولكن الحقيقية الماثلة للجميع انه مدمر وسبب لتأخر اليمن عن الركب.