يروج للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان
استطلاع / محمد الرباصي :استجماع طاقات الشباب وتوحيدها في نشر التنمية الاقتصادية بالمجتمع تأتي من خلال استغلال قدراتهم الإبداعية والايجابية والكشف عن مواهبهم الدفينة ومساعدتهم في رسم ملامح المستقبل لهم لتنمية المجتمع في شتى المجالات ولتحقيق الأهداف والأولويات الوطنية والاجتماعية والاقتصادية . برنامج (تعرف إلى عالم الأعمال KAB) يعتبر أحد برامج منظمة العمل الدولية ILO المتخصصة في الترويج للعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان طور في عام 1997م وهو عبارة عن مجموعة من المواد التدريبية في مجال التربية الريادية التي تزود الطلاب بالمعرفة العلمية والخطوات الأساسية لتأسيس مشروعهم الخاص وإدارته بشكل ناجح عبر الجامعات والمدارس حيث طبق البرنامج في أكثر من أربعين دولة في العالم وتم تجربته في ستة دول عربية إلى الان .ومؤخراً شارك عدد من ممثلي وزارة التعليم العالي وعمداء الكليات التابعة لها والجهات التعليمية والتدريبية المختلفة في عدد من محافظات الجمهورية في ورشة تعريفية حول برنامج (تعرف إلى عالم الأعمال KAB) نظمتها وكالة تنمية المنشآت الصغيرة التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية للتعرف على كيفية إدخال البرنامج إلى المناهج الجامعية . وزير التعليم العالي الدكتور / صالح باصرة أشار إلى أن وزارة التعليم العالي ستقوم بإدخال مقرر “تعرف إلى عالم الأعمال” إلى المناهج الجامعية خلال الفترة القادمة لتعزيز الجوانب العلمية والتطبيقية لدى الشباب في التخصصات الغير تقليدية والمطلوبة في سوق العمل اليمنية وذلك لتحسين كفاءة وجودة التعليم العالي في وضع معايير مرجعية جديدة تطور المناهج الجامعية في كل الكليات وفي مختلف الاختصاصات .وأكد الوزير في حديث لـ “ 14أكتوبر “ أهمية هذا البرنامج للشباب اليمني بشكل خاص و للاقتصاد بشكل عام من خلال تزويد المتدربين من الأساتذة والاكاديميين بالمعرفة العلمية والخطوات الأساسية في تنفيذ البرنامج على الشباب في الجامعات بكيفية تأسيس مشاريعهم الخاصة و إدارته بشكل ناجح وتزويدهم بالمهارات المطلوبة للعمل بإنتاجية في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة الحجم التي توفر فرص عمل كثيرة للشباب في مختلف المجالات . ودعا كل رجال المال والأعمال إلى فتح استثمارات واسعة في مختلف المحافظات التي تمتلك بيئة استثمارية مناسبة تخلق فرص عمل لإقامة مشاريع صغيرة واصغر تنمي المحافظة من الناحية الاقتصادية وتوفر وظائف للشباب تنمي من خلالها المجتمع بشكل عام .. كما دعا الشباب إلى اكتساب مهارات مختلف في أكثر من تخصص يساعدهم على تصميم مشاريع خاصة بهم تخرجهم من البطالة والفقر بالإضافة إلى تغيير الفكرة السائدة بينهم في الاعتماد على الوظائف الحكومية بشكل أساسي.أما رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم فقد اوضح أن برنامج ( كاب ) يساعد الشباب في اكتساب المهارات المتعددة التي ينطلقون فيها نحو العمل بشكل متميز من خلال معرفتهم في كيفية تنفيذ المشاريع الصغيرة التي بالتالي تؤدي إلى مشاريع كبيرة حيث من الواجب إدخال البرنامج في المناهج الجامعية بشكل أساسي . وأشار طميم إلى أن جامعة صنعاء بتوجيه من وزارة التعليم العالي قد تبنت هذا البرنامج حيث ينفذ حاليا في إدارة الأعمال وذلك لبناء كوادر شبابية تطور من الجانب الاقتصادي والسياسي في البلد .. وأكد ضرورة معرفة الشباب للمهارات المختلفة في أكثر من تخصص ليس فقط في الكليات بل عن طريق إيجاد المعاهد والمراكز المناسبة التي تستخدم البرامج النوعية التي تؤدي إلى إعادة تأهيل الطلاب داخل وخارج الجامعات .. من جهة أخرى أشار رئيس جامعة عدن الدكتور / عبد العزيز بن حبتور إلى انه يجرى حاليا تطوير البرنامج لتنفيذه في الجامعات والمؤسسات التعليمية للاستفادة منه وذلك بهدف تدريب الطلاب الاعتماد على أنفسهم والابتعاد عن الفكرة العامة السائدة بين الشباب من أن لا وظيفة آمنة إلا مع الدولة .. موضحا أن البرنامج يؤكد من خلال أهدافه على أن الوظيفة الخاصة التي تكون خارج إطار الدولة هي وظيفة آمنة ومستقرة وفيها إبداع كما أن البرنامج يصل إلى عقول الشباب الذين يتخرجون بالآلالف في كل عام حيث يساعدهم في كيفية التعامل مع المجتمع وفتح آفاق جديدة للتفكير في مهارات وقدرات من نوع معين يجدون من خلالها فرصة حقيقية لإنشاء مؤسسات خاصة بهم لها علاقة بالقطاع الحكومي والخاص على حدا سواء .ونوه بن حبتور أن فكرة الاعتماد على وزارة الخدمة المدنية في إيجاد العمل بعد التخرج غير موجودة في العالم إلا في بعض الدول العربية رغم أن الدولة هي عنصر واحد من عناصر تحريك السوق الذي يعتبر أوسع بكثير من الدولة .من جانب أخر أكد نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الطلاب الدكتور/ محمد العبادي انه سيتم مناقشة تعميم البرنامج في بداية الفصل الثاني من العام الجامعي الحالي والنظر في تطبيقه على الواقع وكيفية دمجه في تخصصات معينة في كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال .. مشيرا إلى أن البرنامج سيساهم في تنمية الشباب اقتصاديا خاصة في تمويل المشاريع الصغيرة والأصغر التي ستساعد في خلق الإبداع والتفكير بالمستقبل . وحول رايه في الورشة المنظمة أشار إلى أن مثل هذه الفعاليات مهمة جدا خاصة للشباب حيث كان من المفروض أن يشارك فيها عدد من الشباب حتى يستفيدوا ويعرفوا أن الدولة تنفذ خطوات ايجابية تساعدهم في أخراجهم من البطالة والفقر ..وللتعرف على تنفيذ برنامج كاب أشارت خبيرة منظمة العمل الدولية رانيا بخعازي إلى أن البرنامج تثقيفي تعليمي يؤخذ في المدارس والمعاهد والجامعات المهنية والتدريبية يهدف إلى تغيير طريقة تفكير الشباب بعد التخرج بحيث لايعتمدون مباشرة على الوظيفة الحكومية ويتم قياس درجة النجاح وتأثيره بعد خوض الشباب المتدرب على البرنامج في سوق العمل أي بعد مرور فترة تتجاوز السنتين أو ثلاث سنوات .. منوهة أن هناك دراسات تقييمية تم أخذها في سوريا وفلسطين أشارت تقريبا إلى أن 20 إلى 30 % من الشباب قد تغير طريقة تفكيره بعد تدريبه على البرنامج . وأوضحت أن البرنامج يتميز بأنه ينقل أفكاراً عملية جديدة و بسيطة تعود بالفائدة على الطلاب حيث سيقوم المدرسون بتعليم الطلبة كيفية الاستفادة من المعلومات النظرية في المناهج وتطويرها في الشق العملي وذلك وفق دراسات وأسس تحقق الجدوى الاقتصادية وحاجة سوق العمل للمشروع وليس على معلومات نظرية فقط . من جهة أخرى أشارت مديرة برنامج تعرف إلى عالم الأعمال KAB في الوكالة خلود شاكر إلى ان البرنامج قد نجح بعد اعتماده كمادة أساسية ضمن مناهج الوزارة على مستوى المعاهد الفنية وكليات المجتمع و تأتي الخطوة القادمة في تنفيذ البرنامج في الجامعات والمدارس .. منوهة إلى ان الوكالة تأتي دورها في تقديم التسهيلات اللازمة التي تساعد على نمو الأنشطة الاقتصادية وتحفيز دور الجهات الداعمة للقطاع الخاص من خلال تعريف برنامج KAB الذي يتضمن تدريب المعلمين المعنيين على أساليب التدريب ألتشاركي لخلق مواقف تعليمية تتسم بالتشويق والإثارة وتحقق تعلم أفضل للمساهمة في خلق ثقافة الريادة وتعزيز الوعي لدى الشباب بعالم الأعمال ومساعدتهم في التخطيط للمشاريع الخاصة بهم وتنفيذها وذلك بعد إقرار الوزير باصرة باعتماد البرنامج في الجامعات .