على الجميع أن يدرك أنه في حال انزلاق الوطن إلى أتون الفوضى والصراعات فلن يكون ذلك في أي حال من الأحوال في صالح أحد أكان فاسداً أو صالحاً، مسئولاً في السلطة أو المعارضة، ولذا لا بد من توجيه كل الطاقات إلى عملية الإصلاحات التي بها وفيها تتحقق متطلبات وأماني البسطاء من الناس الذين لم توفر لهم الحياة الكريمة القائمة على المساواة وإعطاء الحقوق التي يستحقونها، بل ذهب الفساد بكل طموحاتهم ومالهم وصار الفاسدون هم من يجترحون الآثام ويمارسون الظلم والاستيلاء على الحقوق، وهؤلاء هم من يسيئون إلى رئيس الجمهورية ومواقفه الوطنية العظيمة التي غرست حبه في قلوب الملايين من المواطنين الشرفاء لولا أولئك المهووسون بالفساد والاتجار بعذابات الآخرين، ولا شك في أن المواطن حينما يتحدث عن الفاسدين لا يعني أنه يسيء إلى فخامة الرئيس، بل يدعوه إلى محاسبة الفاسد أينما كان وحيثما وجد .. هذا هو المطلوب وهذا هو المبتغى وهذه هي الوسيلة الوحيدة لمعالجة أخطائنا بدلاً من المظاهرات والبحث عن المطالب التعجيزية التي يصعب تنفيذها في فترة محدودة.دعونا نذهب إلى الحكمة والمودة والاحتكام إلى العقل والنوايا الخيرة التي هي أداة فضلى لأي تغيير وأي إصلاح بعيداً عن الانجرار إلى واقع يصعب إيقاف نزيف جراحاته إن انسقنا إلى إحداث تلك الجراحات، فليس تجارب الآخرين ونتائجها يمكن بأي حال من الأحوال تطبيقها في واقع وبأرضية أخرى .وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع حتى لا ندمر وطننا بأيدنا وبأفكار المحرضين الطامعين الذاهبين إلى ما لا نرضاه أو نقبله لأنفسنا، لأنهم يمجدون ذواتهم ليس إلاّ.كما يجب على الجميع أن يدرك حقيقة التنازلات التي يقدمها أي طرف بهدف تحقيق الإصلاحات ليس على أنها ناتجة عن ضعف في الموقف أو خوف من الآخر أو أنه بداية الانهيار كما فسر البعض توجيهات فخامة الرئيس، وقبل ذلك إعلان مبادرته الوطنية لان تسويق مثل تلك الهراء ما هو إلاّ تأكيد على تقوقع البعض في بوتقة المواقف الغوغائية والبلطجة التي تذهب بالاستقرار والسلم الاجتماعي إلى هاوية الانحدار المخيف والتشرذم المريع والتدمير المرفوض، كون أي تنازل من أجل الوطن وإصلاح الأوضاع هو في حقيقته انتصار للوطن..انتصار لأدوات التغيير الذي يستجيب لتطلعات المواطن والقضايا الوطنية برمتها..عيب يا هؤلاء المتشنجون بغير وعي ولا بصيرة إلى الفتن والقلاقل لكي يقال إنكم لستم أقل من أمثالكم في الدول الأخرى،لأن هناك لم يكن لأمثالكم أي دور يذكر في تغيير واقعهم رغم أنهم أكثر وعياً منكم وحرصاً وقرباً من شعوبهم .. فكفاكم غروراً وكفانا عذاباً وألماً وخوفاً من الآتي في ظل مواقفكم التي لم تكن يوماً إلى جانب الوطن وأمنه واستقراره.فطاولة الحوار هي الوجهة التي ينتظرها الشعب أكان من السلطة أو المعارضة..هناك فقط تتحدد المواقف الوطنية وتتجسد الأهداف الوطنية لليمن وأمنه ووحدته واستقراره، ولتتجه كل الجهود مجتمعة إلى القضاء على الفساد أكان سياسياً أو اقتصاديا أو إدارياً ولنبدأ بتجفيف منابعه.
أخبار متعلقة