د. زينب حزام:في الوقت الذي تتألق فيه الفنون بمختلف جوانبها من موسيقى ورقص شعبي وغناء ومسرح، هذه الفنون التي لها دورها في تطوير الثقافة اليمنية ورفع مستوى التذوق الجمالي عند المتلقي اليمني تتضافر لتجد الفنون التشكيلية تقف بجانب الكلمة الصادقة لكل مفكر وأديب يمني، وبعنوان اللون وجمال الريشة مؤكدة دور الفنون التشكيلية في تنمية الحس والثقافة والفن لدى الإنسان المعاصر، ومن هذا المنطلق نجد اهتمام الدولة المتزايد لتطوير الفن التشكيلي وذلك من خلال بناء معاهد الفن التشكيلي وفتح بيوت الفن التشكيلي في مختلف محافظات الجمهورية.تقول الفنانة التشكيلية د. آمنة النصري عن الفنون اليمنية :”تتميز اليمن منذ القدم بتنوع وثراء فنونها التي اكتسبت على مدى التاريخ شهرة كبيرة بين الشعوب الأخرى وتمكنت من الاستمرار والحفاظ على خصوصيتها إلى درجة كبيرة حتى مع طغيان نتاجات الفنون المستحدثة إلى المعاصرة حيث لا تزال المدن اليمنية تحتفظ بمعامل منتجة لهذه الفنون ذات الطابع الحرفي ويعمل فيها أجيال تتوارث الخبرة بالتراث، ولعل أهم الفنون التقليدية المحلية صناعة الفضة والذهب والأحجار الكريمة، وصناعة الأسلحة التقليدية (الخنجر اليمني - الجنبية) وصناعة الفخار والأدوات المنزلية، النسيج اليدوي للأقمشة، والمفروشات، صناعات وفنون حرفية ترتبط بالعمارة التقليدية مثل فن الزجاج المعشق الذي يستخدم في النوافذ والزخرفة والرسم بالحصى على واجهات المنازل وفي داخلها حفر وزخرفة الخشب وهذه أمثلة فحسب تشير إلى ثراء أنماط الفنون المحلية ليس على مستوى تعددها من إنتاجية الحرفية فقط.وإنما الظاهرة الأهم ترتبط بخصائص جمالية من فنون منها تنوع السمات والمؤثرات الفنية داخل كل فن منها إذ أنها تحمل جميعها كثيراً من ملامح الفنون اليمنية القديمة، وفي الوقت -ذاته تمتزج فيها هذه الملامح بطابع مختلف وعلى وجه الخصوص الحقب الإسلامية، كما أن الفن الواحد أو الحرفة تحتوي على مميزاتها الفنية والجمالية التي تتلاءم مع طبيعتها، فالمنتجات الفضية من حلي وأوان تميل إلى تكثيف زخرفي عال داخل الحيز الصغير من القطعة الواحدة، على عكس الشكل الفني للمنسوجات المحلية التي تنمو بتبسيط الأسلوب واعتماد مفردات زخرفية أو هندسية بسيطة فالاختزال يصل إلى المدى الأقصى هنا، ما لا نجده في زخرفة الواجهات المعمارية التقليدية التي تكتظ بالوحدات والتفاصيل من خطوط وأشكال نباتية وحيوانية وتنويعات هندسية .. الخ.[c1]الفنان التشكيلي علي باراس[/c]يعتبر الفنان التشكيلي علي باراس من أبرز الفنانين التشكيليين الذين ساهموا في تطوير حركة الفن التشكيلي اليمني، وقد ظهرت أعماله الفنية في الفترة التي كانت الساحة الفنية اليمنية خالية من نشاط الفن التشكيلي، جاءت أعماله الفنية أكثر وضوحاً وارتبطت بالحياة الاجتماعية ومظاهرها في منطقته، ورسم الأدوات والأواني الزخرفية، وله أعمال في النحت، وقدم الفنان علي باراس العديد من الأعمال، حيث حصل على عدة جوائز تقديرية.. إضافة إلى تقديم لوحات فنية رائعة عن الحارة والأسواق الشعبية في منطقة كريتر والشيخ عثمان، والمناظر الطبيعية في صيرة وخور مكسر ومنطقة التواهي، والمدرجات في صنعاء وإب وغيرها من المدن اليمنية الخضراء.وهو يكشف استثماره العديد من التجارب الإنسانية حيث تبدأ من الفن البدائي وفنون الكهوف وانتهاء بالفنون التجريبية المعاصرة.لذلك تعد الأعمال الفنية التي قدمها الفنان التشكيلي علي باراس تجربة فنية تتميز بجماليات التجارب العفوية والصادرة عن حسه المرهف تجاه القيم الإنسانية.[c1]لوحات فنية من التراث الشعبي اليمني للفنان التشكيلي عبدالله الأمين[/c]رصد الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين معظم لوحاته الفنية من التراث الشعبي اليمني، وجاءت معظم لوحاته عن المواقع الأثرية في اليمن مثل الصهاريج وقلعة صيرة وناطحات السحاب في حضرموت والمدرجات الخضراء في مأرب وحقول البن والذرة والخضروات في اليمن ويقول الفنان التشكيلي عبدالله الأمين : “علينا التنبه إلى ضرورة استقرار البنية المعرفية للمأثورات الشعبية لأنها لا تتشكل من العناصر المتباعدة أو الجزيئات المتفرقة وإنما هي في الأساس مواجهة المعرفة وعناصر فكرية وسلوكية تتضافر في تشكيل التراث الشعبي وضمان استقراره.. وهذا بطبيعة الحال يهدف إلى تحقيق الترابط والتكامل الذي يسعى إلى عمليات التواصل بين الماضي والحاضر، والمستقبل والثابت والمتغير من أوجه ثقافتنا الشعبية.[c1]الفنون الشعبية اليمنية[/c]أسهم الفنانون التشكيليون في خلق تصور عام عن التراث الشعبي، وطرحوا العديد من القضايا، وحددوا أفق العلاقات حول أهم الأعمال الفنية والثقافية في التراث الشعبي، وأعمال الفلكلور اليمني، وعلاقة التراث الشعبي بالأعمال الفنية للفنانين التشكيليين ومدى الاستفادة من المأثورات الشعبية التي تقوم في جوهرها على استبطان ما وراء الظاهر، وما يؤخذ من علم البصيرة والروح قبل المادة والرمز وراء التشخيص باللوحة والألوان.كما اهتم الفنانون التشكيليون اليمنيون بالإبداعات والفنون اليمنية وربطها باستلهامهم للتراث الشعبي.ومن هنا يبرز السؤال ما دور وزارة الثقافة في دعم الفنون اليمنية، وكيف يتم تطوير الفنون التشكيلية من نحت وزخرفة حتى نتمكن من الحفاظ على الملامح الأساسية لعادات وتقاليد شعبنا اليمني، وفنوننا القديمة؟ ومن أهم هذه الملامح تراثنا الشعبي الشفهي من حكايات وأساطير وذلك عبر الكلمة المطبوعة والريشة الملونة وقيام المعارض المحلية والدولية التي تتضمن لوحات فنية تتحدث عن العادات والتقاليد اليمنية والمواقع الأثرية التي تجذب السياح وتعرفهم بتاريخ وحضارة اليمن.
|
رياضة
إبداعات بالريشة واللون لفنانين يمنيين مبدعين
أخبار متعلقة