عرض/ دنيا هاني:تعتبر قضية الإعاقة واحدة من القضايا الاجتماعية ذات الأبعاد التربوية والاقتصادية التي أصبحت محط اهتمام المجتمعات المختلفة وعنايتها. فالإعاقة لا تشكل عبئاً على المعاق فحسب، بل إن آثارها تمتد إلى قطاع كبير من المجتمع. وعليه أخذت العديد من المجتمعات في النصف الثاني من هذا القرن في إصدار القوانين والتشريعات التي تحدد مسئولية المجتمع حيال الأفراد المعاقين، وتنظم استجابته لاحتياجاتهم سواء في مجال الوقاية أو الرعاية.وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى ثلاثة مستويات من الوقاية وهي :(1) الوقاية في المستوى الأول وتهدف إلى إزالة العوامل التي قد تسبب حدوث الإصابة بالخلل أو العيب عند الفرد. وتتضمن إجراءات صحية واجتماعية مختلفة، كالتحصين ضد الأمراض، وتحسين مستوى رعاية الأم الحامل، والتغلب على مشكلات الفقر، وبرامج تغذية الأطفال، والإرشاد الجيني، وأنظمة وقواعد السلامة في المصانع والطرق . . . الخ.(2) الوقاية في المستوى الثاني وتتضمن الإجراءات المتخذة للكشف عن الإصابة، والتدخل المبكر لمنع المضاعفات الناتجة عن حدوث العوامل المؤدية إلى حالة الإصابة وضبطها. ومن الإجراءات الوقائية في هذا المستوى الفحوصات الإكلينيكية، والاختبارات المختلفة للكشف المبكر عن حالات الخلل الفسيولوجي، والاضطرابات النفسية.وتشمل الإجراءات في هذا المستوى العناية الصحية المبكرة لعلاج الاضطرابات والعيوب الخلقية، والإجراءات التربوية اللازمة لإثراء البيئة الثقافية لأطفال الفئات المعدومة، وتوجه الخدمات والإجراءات الوقائية في هذا المستوى في معظمها نحو الأطفال، خاصة الذين يعتبرون أكثر عرضة أو قابلية للإصابة بحالات القصور والاضطراب.(3) الوقاية في المستوى الثالث تهدف الإجراءات الوقائية في هذا المستوى إلى التقليل من الآثار السلبية المترتبة على حالة القصور والعجز والتخفيف من حدتها ومنع مضاعفاتها. وتشتمل هذه الإجراءات على الخدمات التي تقدم للأفراد لمساعدتهم في التغلب على صعوباتهم، سواء من خلال البرامج التربوية الخاصة أو التدريب والتأهيل، أو من خلال تقديم الوسائل والأجهزة المعينة كالأجهزة السمعية، والبصرية، أو الأطراف الصناعية، أو الخدمات الأخرى المساعدة كالعلاج الطبيعي وعلاج النطق وغيرها.كما تشمل الخدمات الوقائية في هذا المستوى الإجراءات التي تتخذ لتعديل البيئة لتصبح أكثر مناسبة للمعوقين والتقليل من المعيقات البيئية المختلفة التي تحول دون اندماجهم في الأنشطة الحياتية المختلفة. ومن الأمثلة على هذه الخدمات التسهيلات الخاصة في المباني والطرق، ووسائل الاتصال، وتعديل الاتجاهات السلبية حيال المعوقين وغير ذلك من الإجراءات الأخرى.وقد أشارت نتائج العديد من الدراسات التي أجريت في مجال التدخل المبكر إلى استفادة كثير من الأطفال من تلك البرامج في العديد من المجتمعات ما يجعلنا نضع آمالاً كبيرة على التدخل المبكر وأهميته في رعاية أطفالنا ووقايتهم من الإصابة والتعرض للخطر سواء كان ذلك في مرحلة الحمل أو فترة الطفولة المبكرة. ويتطلب ذلك تضافر جهود المؤسسات المختلفة في مجال الصحة والإعلام والتربية والشئون الاجتماعية للحد من انتشار الإعاقة وتفاقمها ومواجهتها مبكراً من خلال التشخيص والتعرف المبكر، فكلما كان التعرف على المشكلة مبكراً كلما كان علاجها أيسر وأفضل، حفاظاً على أطفالنا ووقاية لهم من التعرض للإصابة والوقوع في تيار التأخر أو التخلف العقلي، وذلك من أجل غد أفضل لأطفالنا في المستقبل القادم الذي ينتظرهم.
الإعاقة قضية إنسانية يجب الالتفات إليها والاهتمام بها
أخبار متعلقة