صباح الخير
كثيرمن الأسر يفرطون في تدليل أبنائهم عن قصد على الرغم من حرصهم الشديد على تربيتهم على أفضل وجه،ما ينشئ شاباً مستهتراً وغير متحمل للمسؤولية مستقبلاً، فقد يتميز سلوك الطفل المدلل بالفوضى والتلاعب ما يجعله مزعجا للآخرين. فما الذي يؤدي إلى الإفراط في تدليل الأطفال وإفسادهم؟ هل هو الحب الكبير, أم العطاء الزائد, أم الإهمال من قبل الأهل؟ وما أثر التدليل الزائد للأبناء على حياتهم؟ ومتى يؤثر سلباً وإيجاباً؟ وإلى أي مرحلة يمكن أن يدلل الأبناء؟ وهل التدليل أفضل في تربية الأبناء أم القسوة ؟ و سنقدم لكم بعض الآراء و الأفكار التي تتحدث عن هذا الموضوع. إن ما يجعل الأبوين يفرطان في تدليل أبنائهما يعود لعدة أسباب منها: التعويض عبر أبنائهم عما لحق بهم من قلة اهتمام ودلال وحياة فقر وقهر وغيرها أحياناً . ورغبة من الأهل في أن ينشئوا أطفالهم ليكونوا أفضل أطفال بين جميع أقرانهم فيفرطون في إعطائهم أفضل وأكثر مما يعطي باقي الأهالي أبناءهم وبهذا يحصل الخلل في أسلوب التربية ومقدار الدلال وتلبية الحاجات غير المحدودة للطفل. إن الدلال الزائد للأبناء يؤثر سلباً على حياتهم ومن هذه الآثار: يجعل الطفل في حالة طلبات متزايدة وعدم قناعة ،فالطفل الذي تجاب كل طلباته دائماً يستزيد منها حتى ولو كان طلبه شيئا كماليا أو غير ضروري. ويميل الطفل إلى حالة البطر والتفكر في الجديد الذي يمكنه أن يبتدعه ليخلق تغيرا في حياته كون كل طلباته مجابة. ويصبح الطفل غير مسؤول ولا يقدر عواقب طلباته ولا ما يترتب عليها من أعباء على كاهل الأهل لتأمينها فيصبح غير قادر على تقدير المسؤولية وتحملها. كما يخف طموح الطفل ويزيد اعتماده على أهله لأنه يلقاهم ملجأ آمناً ودون حساب أو مقابل فيصبح إنساناً اتكالياً. ويؤثر الدلال سلباً على الطفل إن كان مفرطاً ويؤثر ايجاباً في الطفل إن كان في حدود المقبول فيأخذ القدر الكافي من الحنان والحب ويأخذ حقه من أهله من الاهتمام والرعاية وتلبية الحاجات.
في عصر سادته ثقافة الاستهلاك و تسطح القيم أضحت التربية عملية شاقة مضنية إن تحدثنا عن جيل واع متوازن فكما أن اللين و الكلمة الرقيقة و التوجيه العطوف مطلوب .. كذلك الحزم مطلوب ( وليس القسوة ). الدلال الزائد أو الإفراط في الدلال قطعاً يفسد جانباً مهماً في الطفل و هو حس المسؤولية عند نضجه و يعوده الاتكالية و إن كانت الكلمة الحنونة مطلوبة دائما لتربية الطفل فإن الكلمة الباردة و الموقف الحازم مطلوب أحياناً حين يتمادى الطفل بدلع أو بعفوية و لكن يجب أن يبقى دوما حزما محبا ( بمعنى حزما حياديا ليس فيه اهانة للطفل أو اعتداء عليه _ كالضرب مثلا).دلال الطفل مع تلبية حاجاته الضرورية والتوجيه الصحيح شيء ايجابي. أما الدلال الزائد والمقصود هنا إعطاء الطفل كل مايريد دون أية مسؤولية فهذا شيء سلبي لأنه يترافق مع الفوضى والاتكالية . ولابد من مراقبة الطفل أثناء تعامله مع أشيائه الخاصة وذلك من خلال الاهتمام بها والمحافظة عليها أوعكس ذلك. وأحياناً حبنا الكبير للأطفال يؤدي إلى عدم تحمله المسؤولية وعدم اهتمامه بقيمة الأشياء التي لديه ولكن إذا ارتبط هذا الحب الكبير بالتوجيه الصحيح يؤدي إلى تكوين شخصية ايجابية محبة للآخرين ويأخذ بآراء الأهل ما يجعل منه تلميذاً متفوقاً خلوقاً لأن الحنان الذي شعر به الطفل يجعله إنسانا سوياً أما القسوة فتجعل من الطفل إنسانا حاقداً يكره الآخرين ويعتمد على الكذب لينجو من العقاب. وعلى الأسرة أن تراقب ميول أطفالها ومواهبهم وتعمل على تنمية هذه المواهب من خلال تلبية مايتطلب لذلك.
