اتهام (تويتر وفيسبوك) بإصابة المستخدمين بالجنون الحديث
لندن/متابعات:وصفت «شيري تركل» أستاذة علم الاجتماع في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الطريقة المحمومة للناس في التواصل عبر الإنترنت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كـ«التويتروالفيسبوك» بشكل من أشكال الجنون الحديثة. وذكرت دراسة أعدتها «تركل» وستصدر في كتاب قريباً أن هذا السلوك الذي بات مقبولاً ونموذجياً يعبر عن مشكلة نفسية اجتماعية. وتسبب كتاب «تركل» الذي نشر في بريطانيا الشهر المقبل، بضجة كبيرة في الولايات المتحدة التي تشهد إقبالاً شديداً على شبكات التواصل الاجتماعية، وقد بات يشكل هاجساً أميركياً.وتقوم أطروحة «تركل» على فكرة أن التكنولوجيا تهدد بأن تهيمن على حياتنا وتجعلنا أقل إنسانية وأنه وتحت شعار«التواصل بشكل أفضل» فإن هذه الشبكات تزيد من عزلة الناس عبر إدماجهم في عالم افتراضي متخيل وليس في عالم إنساني حقيقي. وثبت أن موقع «فيسبوك» ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى لا تحمل خطورة ممكنة على الأطفال والشبان الصغار فحسب، ولكنها أيضاً سبب رسمي لنهاية واحدة من بين كل خمس زيجات في الولايات المتحدة. هذا الرقم أكده المحامي الأميركي في مجال الطلاق (الآن مانتيل) رئيس الأكاديمية الأميركية لمحامي العلاقات الزوجية في نيويورك. وقال (مانتيل) إن مواقع «جوجل وفيسبوك وماي سبيس وتويتر» تجعل من السهل على الشريك أن يثبت الخيانة. وأضاف: أن معدل الطلاق في حد ذاته لم يتغير بشكل لافت للنظر. فالناس دائماً غير مخلصين. وتوجد هناك حالة من بين كل حالتي زواج في الولايات المتحدة تنتهي بالطلاق.وكشفت دراسة أخيرة قامت بها الأكاديمية أن من بين حالات الخيانة المكتشفة من خلال وسائل الإنترنت، 66 في المائة ثبتت من خلال «فيسبوك» و15 في المائة عبر «ماي سبيس» و5 في المائة خلال موقع «تويتر» والـ 15 في المائة الباقية عبر مواقع أقل شهرة. حتى بعض المشاهير قد وقعوا ضحية الشبكات الاجتماعية..وقالت (فيفيان ريدينج) المفوضة الأوروبية المسؤولة عن الإعلام ومجتمع المعلومات في كلمة في يناير الماضي حددت فيها مخاوفها «لا يمكن أن نتوقع أن يعطي المواطنون ثقتهم لأوروبا إذا لم ندافع عن حق الخصوصية». وقالت أمام البرلمان الأوروبي «أصبحت مواقع مثل فيسبوك وماي سبيس وتويتر تحظى بشعبية كبيرة لاسيما بين الشباب». والنقاش حول الخصوصية بدأ مع الانترنت ولكن النمو الهائل لشبكات التواصل الاجتماعي والقلق المتزايد بشأن التأثير الذي قد يكون لها على التفاعل الاجتماعي زاد من حدة النقاش في الأشهر الأخيرة. وأضافت: يعد «الفيسبوك» وقوداً لهذا النقاش عندما رفضت الشركة في أن تدخل تغييراً جوهرياً على إعدادات الخصوصية ما يجعل البيانات الشخصية الخاصة بالأفراد متاحة بدرجة أكبر من العلانية فعلياً ما لم يغير المستخدمون إعدادات البيانات بأنفسهم. وشرح (مارك زوكربيرج) مؤسس «الفيسبوك» الخطوة قائلاً إن السلوك الاجتماعي تبدل نتيجة للانترنت وان الخصوصية ليست الآن كما كانت قبل ستة أعوام. ومع إعلان السلطات عن مخاوفها بشكل أكثر وضوحاً عدل موقع فيسبوك ومواقع أخرى بعض الممارسات أو سلطت الضوء على بعض الإجراءات التي تقول إنها تتخذها لحماية خصوصية الأفراد وبياناتهم. ويريد المسؤولون أن يؤكدوا للمستخدمين لاسيما قطاعات الشباب والأشخاص المعرضين للمخاطر أن المعلومات الحساسة جداً يمكن أن توضع بسهولة على المواقع ويعثر عليها معلنون وأطراف ثالثة. ولا أحد يريد أن يرى تشريعاً يقيد حرية الانترنت ولكن المراقبين يرون أيضاً أن خصوصية الأفراد أساس في المجتمعات الديمقراطية وفي حاجة أيضاً للدفاع عنها. وقال (جاكوب كونستام) رئيس الهيئة الهولندية لحماية البيانات لمسؤولي حماية الخصوصية «ما سنفعله في الأشهر والسنوات القادمة هو أننا سننظم أنفسنا كهيئات لتطبيق القانون بطرق دولية». ومضى يقول «وعليه فان الفجوة بين تحول سوق الانترنت إلى سوق عالمية وكون فرض القانون مسألة وطنية سيتم سدها من خلال خطوات مثل التي نفعلها اليوم».