كانت حرارة الشمس تلهب الأجسام، والزحام علي أشتد، والسيارات، والحافلات والمركبات في طابور ننتظر إشارة المرور للتحرك.المهم كنت راكباً في إحدى الحافلات أتخبط بنظري نحو الشارع فوقفت عيناي على لوحة مرسومة في إحدى الجولات أردت فهم ما تعنيه تلك اللوحة ورموزها المألوفة وإيحاؤها المتكرر..فسمعت ضجيجاً وصراخ أطفال ونساء ممزوجاً بآهات وتوسلات، للمرة الثانية يقع نظري على (أطفال وبنات وأولاد) لم تتجاوز أعمارهم العاشرة ينسلون بين زحام السيارات ويتفرقون هنا وهناك.لاحظت طفلاً صغيراً لم يتجاوز السابعة من عمره يحاول التسلق على إحدى المركبات وبيده المناديل بغرض بيعها، أغمضت عيني وتخيلته يحمل كتاباً وأقلاماً، ويلبس زيه المدرسي يجري بلهفة شديدة إلى المدرسة. وما هي إلا لحظة، حتى فتحت أشارة المرور، وعاد الآخرون إلى الأرصفة لكي ينظموا بضائعهم خوفاً من نهر السيارات، أما هو فلم يستطع.حتى قدماه الصغيرتان خانتاه فلم يقوَ على الجري فباغتته سيارة يقودها طفل أكبر منه ببضع سنوات لتفصل ذلك الجسد عن القدمين.
موت البراءة
أخبار متعلقة