كتبت/رهام محمودفنان وشاعر، كرس حياته للفن التشكيلي برغم تخرجه في كلية الهندسة .. السطور القادمة تستلهم تجربة أحمد الجنايني الجديدة من خلال معرض (ذاكرة اللون) بجاليري جرانت ، والتي أصدر لها الفنان رواية عن دار إيزيس بعنوان (حين هربت عاريات مودلياني ). في معرض الجنايني قدم الفنان 35 لوحة ، وكان حريصاً على أن يضم المعرض أعمالا جديدة بألوان مائية وأحبار من تجربة (على جناح فراشة)في العام الماضي حيث أقام معرضا ثنائيا مع الفنان جورج الزعتيني رئيس سموزيوم (أهدن) بلبنان، ثم أقام معرضا فرديا في سوريا. التجربة عبارة عن ديوان شعري خاص بالجنايني، حول جزء منه إلى لوحات تشكيلية، كما كتب أشعاره داخل نصه التشكيلي.واستخدم الفنان الألوان الأكريليك في مجموعة من الأعمال، كما استخدم الألوان الزيتية في مجموعة أخرى، وكان العامل المشترك فيما بين التجارب الثلاثة هو الخط الإنساني باختلاف أسلوب الطرح من خلال اللون والمساحة والمشاعر . جاء المعرض موازياً لإصدار رواية الفنان الذاتية الأولى، وقد شبههما بوجهان لعملة واحدة، وفي الرواية أرخ الجنايني رحلته التشكيلية، ولكن بشكل درامي للحدث، وذلك منذ بداية تكوينه الفني في المرحلة الابتدائية والإعدادية، وذلك الرفض التام بأن يلتحق بكلية الفنون، وإصراره على أن يكون فنانا . درس الفن التشكيلي بشكل متعمق ما جعله متأهبا لخوض مغامرات. ثم استعرض بالرواية علاقته بمودلياني الذي أثاره في فترة طفولته، وجعله يسافر في بداية العقد الثالث من عمره ليبحث عن مودلياني في شوارع أوروبا، وهذا ما شكل مراحل فنية مهمة للفنان فيما بعد؛ ولذلك اختار أن يسمي روايته (حين هربت عاريات مودلياني) لأن اللحظة التي هربت فيها عاريات مودلياني من ذاكرته، كانت هي لحظة الكشف والقبض على ذاته بحسبه وكانت تسيطر عليه أشكال النساء في لوحات مودلياني. يقول الجنايني: الإنسان حجر الزاوية في تجربتي التشكيلية، وحين أجرد الإنسان فإنني أجرد الشكل، لكنني أتعامل مع اللون باعتباره المثير الأساسي الذي من خلاله وعبره استطيع أن أدخل في تفاصيل دقيقة في وجدانيات الإنسان ومشاعره وعالمه الخاص. كما أحاول من خلال اللون أن أضيف شيئا إلى جماليات الإنسان وهذا العالم الذي استطيع القبض عليه في لحظة ارتباك أو متاهه أو ألم أو سعادة أو خوف. أما عن الرواية فهي محاولة لتجميع كادرات مبعثرة من حياتي رسمت بشكل حقيقي لحظات حقيقية شكلتني وأثرت في عالمي الإنساني والفني، وهي أيضاَ من جانب آخر توثق لشكل الحركة التشكيلية في مرحلة من مراحلها في مصر.
|
رياضة
(ذاكرة اللون) رواية ومعرض للفنان التشكيلي المصري أحمد الجنايني
أخبار متعلقة