استطلاع / بشير الحزمي شهد الإعلام والتثقيف الصحي خلال سنوات الوحدة اليمنية المباركة تطورات كبيرة وحقق نجاحات متعددة واستطاع الوصول بالرسالة التوعوية الصحية إلى عموم مناطق الجمهورية على مستوى الحضر والريف . ويمكن القول إن المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي قد استطاع أن يسجل رقماً لا يستهان به في مجال الإعلام والتثقيف الصحي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وبإمكانيات فنية وبشرية ومادية محدودة ما حدا بمنظمة الصحة العالمية لاختياره كمركز إقليمي للتدريب في مجال الإعلام والتثقيف الصحي. صحيفة (14 أكتوبر) خلال جولة ميدانية في أروقة المركز ومن خلال لقائها بالقائمين عليه والمختصين فيه تلمست أوضاع المركز وما يواجهه من تحديات وتعرفت على واقع الإعلام والتثقيف الصحي في اليمن والتطلعات المستقبلية .. فإلى التفاصيل :- * الدكتورة / جميلة صالح الراعبي وكيل وزارة الصحة لقطاع السكان قالت: إن المركز الوطني للإعلام والتثقيف الصحي يعتبر ركيزة هامة لوزارة الصحة أو التثقيف الصحي والمعلومة الصحية الصحيحة للمجتمع اليمني خطوة من خطوات وإستراتيجية من استراتيجيات وزارة الصحة للوقاية من الأمراض. وأضافت بأن الاهتمام بالمركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي يأتي على مدى وجود وزارة الصحة في اليمن ، وما التوصل إليه هو اعتبار المركز مركزاً اقليمياً لمنظمة الصحة العالمية في التثقيف الصحي ، ويكمن هنا الاحتياج إلى جهود وتنشيط المركز من جديد وتدريب الكوادر على المستوى الوطني وعلى مستوى المحافظات لكي يكون مركزاً اقليمياً للتدريب على التثقيف الصحي والإعلام السكاني لدول الإقليم لمنظمة الصحة العالمية موضحة أن الكثير من الخبراء الذين يزورون المركز يقولون أن هناك إمكانيات كثيرة لدى المركز وكوادره مدربه بشكل كبير لتنفيذ خطط واستراتيجيات وزارة الصحة. وعن القنوات التي يتم من خلالها الوصول للمجتمع لنشر التثقيف والوعي الصحي قالت: لقد تطرقنا إلى كل قناة يمكن أن توصلنا إلى المجتمع فأول قناة نستخدمها بشكل كبير هي الاتصال المباشر وقد عملت وزارة الصحة جاهدة على أن توصل من خلالها الرسالة الصحية إلى كل أفراد المجتمع بلغة المجتمع وذلك عبر تدريب المتطوعات والمتطوعين على هذه الرسائل وتدريبهم على الطريقة الأمثل لتقديم هذه التوعية وقد تم التدريب بالتعاون مع جهات حكومية ومنظمات المجتمع المدني بشكل كبير في العامين الماضيين على جميع مستويات المحافظات وعلى جميع أدلة التثقيف الصحي ، أما القناة الثانية التي نستخدمها فهي قناة الإعلام سواء التلفزيون أو الإذاعة أو الصحف التي لها دور كبير وقد تم تدريب كوادر إعلامية على القضايا الهامة وكيفية الكتابة في هذه القضايا ، والقناة الثالثة هي عبر رجال الدين وهذه تتم عبر وزارة الأوقاف بالتنسيق معهم ونحن نفتخر في وزارة الصحة بأن رجال الدين يكونوا هم رسالتنا الموصلة للمجتمع في جميع القضايا الصحية وقد تم تدريب حوالي (50) من رجال الدين على الرسائل الصحية والآن نحن بالتعاون مع وزارة الأوقاف بصدد إصدار كتاب يعطي الرسائل الصحية من منظور ديني وهذه تم الاستعانة بها من رجال ديننا في توصيل الرسالة عبر المساجد والمنابر الدينية “. وأكدت الدكتورة الراعبي أن لدى وزارة الصحة طموحاً لتطوير مركز التثقيف الصحي والإعلام السكاني وأن تتقوى كل القنوات وأن تبنى عليها وتطورها وتصل إلى كل فرد من أفراد المجتمع اليمني. [c1]خطط وتطلعات [/c]من جانبه قال المهندس / ناصر العبسي مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني إن المركز يعمل على مستويين المستوى الأول المركزي والثاني اللامركزي فعلى المستوى المركزي يعمل التثقيف الصحي عبر وسائل الإعلام المختلفة بالتنسيق مع وزارة الإعلام من خلال التلفزيون والإذاعة والصحافة ، ويقوم المركز بإعداد وإنتاج جميع الرسائل والحملات الصحية الوطنية وإرسالها إلى وسائل الإعلام المختلفة لنشرها وبثها في أوقاتها وهناك العديد من الفعاليات التي يقوم بها المركز منها التخطيط والتدريب وإعداد المواد المختلفة مثل المطبوعات والبرامج التلفزيونية والإذاعية والمسلسلات والفلاشات والتنويهات القصيرة، لدينا تنسيق كامل مع وزارة الإعلام على مستوى التلفزيون والإذاعة والصحافة حيث تخصص لنا مساحات كبيرة ، اما على المستوى اللامركزي يمتلك المركز ادارات فروع للمركز في كل المحافظات وهناك ادارة للتثقيف الصحي تتبع للمركز الوطني على المستوى المركزي وتتبع المحافظة مالياً وادارياً وتقوم هذه الفروع بأداء مهامها في التوعية والتثقيف عبر قنوات مختلفة منها عبر المسجد وعبرالمدرسة والشباب والرياضة وايضاً في التجمعات السكانية العامة. وقال العبسي: أن هناك استراتيجية لتطوير المركز بحيث يستمر في عمله كمركز اقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق المتوسط وكذلك بأن يكون جهة انتاجية تعمل مع دول الخليج كمركز اقليمي بحسب طلب الاخوة في مجلس التعاون الخليجي ، فهناك استراتيجية لتجهيز المبنى الخاص بالمركز تجهيزاً متكاملاً وتحديث الاستديوهات وكذلك التدريب المستمر سواء كان للكوادر الوطنية او التدريب لكوادر الاقليم في مجال التثقيف والاعلام الصحي وكذلك المجال الانتاجي للكوادر التي تصلنا من الاقليم وقد قمنا في الفترات السابقة بتدريب مجموعة من المتدربين من سوريا وفلسطين وليبيا والاردن وكلها في اطار المركز الاقليمي المتعاون مع منظمة الصحة العالمية موضحاً بأن المركز يواجه تحديات كبيرة للوصول بالتوعية الصحية الى مختلف القرى والمديريات وهذه التحديات تكمن في الصعوبات الجغرافية وفي الامكانيات المادية وكذلك في ارتفاع نسبة الامية في المجتمع. [c1]نقله نوعية [/c]ويقول المهندس / عارف عبدالكافي محمد - مدير ادارة الانتاج الفني بالمركز أن ادارة الانتاج الفني بالمركز الوطني تعتبر المصب للادارات الموجودة فيه ، بمعنى انها المخرج النهائي لمواد التثقيف الصحي سواء كانت المطبوعة او الاذاعية او التلفزيونية فبعد أن يتم اعداد المادة العلمية في ادارة التثقيف في المركز وصياغتها اعلامياً في ادارة الاعلام يتم عملية الانتاج الفني واخراجها فنياً داخل ادارة الانتاج الفني ، وهذه الادارة تتكون من عدة اقسام هي قسم الكمبيوتر جرافيك والفنون الجميلة وهو معني بعملية اعداد اللافتات والخط والرسم وتصميم المطبوعات وتحريك الجرافيك التي تدخل في المجال التلفزيوني وهناك قسم اخر وهو قسم المونتاج والتصوير ويختص بتصوير كل المواد التلفزيونية سواء كانت برامج تلفزيونية كالبرنامج الاسبوعي ( الصحة للجميع) او تصوير الافلام الوثائقية والفلاشات الدرامية والتغطيات الاعلامية لكل فعاليات وزارة الصحة وقسم المونتاج هو يعتبر ايضاً المصب النهائي لهذه الاعمال التي تكون داخل ادارة الانتاج الفني حيث يتم فيه مونتاج لكل المواد التي يتم تصويرها اما قسم المطبعة فيقوم بطباعة كل الاعمال المطبوعة التي يتم تصميمها في قسم الكمبيوتر وإخراجها بشكل مطبوع وجاهز. و أوضح أن عملية تدريب وتأهيل الكوادر الموجودة يتم بشكل جيد حيث أنه خلال الثلاث او الاربع السنوات الماضية تم انتداب بعض العناصر من ادارة الانتاج الفني الى مركز (الجزيرة) في قطر للتدريب الاعلامي واخذوا دورات تدريبية في مجال الاخراج التلفزيوني وفي مجال التصوير والتقديم التلفزيوني وفي مجال الجرافيك ونطمح الى أن يكون هناك تدريب متواصل للكوادر كونها كوادر فاعلة وعاملة وتحتاج الى مزيد من الدعم.[c1]حلقة وصل [/c]اما الاخ / زكي الذبحاني - مدير ادارة الاعلام الصحي والسكاني بالمركز فقد تحدث من جهته وقال ادارة الاعلام هي بمثابة حلقة الوصل بين المركز ووسائل الاعلام الجماهيري ( المسموعة والمرئية والمقروءة) ومن بين ابرز انشطتها الاعلامية الصحية التوعية من خلال المقالات واللقاءات الصحفية والتقارير والتحقيقات والتنويهات الصحفية ذات الطابع التوعوي البحت ونشرها في الصحف الرسمية ، وهذا الجانب من عملها يتركز بشكل اكبر واوسع خلال الحملات الصحية التي تقيمها وزارة الصحة العامة والسكان الى جانب التركيز على جانب التوعية الاذاعية من خلال تنفيذ اسكتشات تمثيلية باللهجات المحلية في جميع الاذاعات وتنويهات اذاعية صحية تستند الى المضامين ورسائل اساسية ومعلومات مساندة تبرز جوانب او قضايا صحية محددة وتقوم بصياغتها ادارة الاعلام بعد العودة الى البرامج والمشاريع المختصة بوزارة الصحة لتحديد الاولويات والاطر الموضوعية المطلوب التوعية حيالها في سياق متصل يخدم اهداف واستراتيجيات الوزارة نحو تعزيز صحة المجتمع ، بينما الاعمال التلفزيونية والموضوعات على اختلافها تعتمد على ادارة الانتاج الفني ودورنا في هذا الجانب يقتصر على التنسيق مع قنوات التلفزيون وموافاتها بالاعمال المنتجة من فلاشات وتنويهات تلفزيونية بالاضافة الى المراجعة للرسائل والمضامين التوعوية والصياغة الاعلامية للمطبوعات كالمطويات والملصقات والكتيبات وفي جانب التدريب الاعلامي فانه يأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام منذ عام 2009م واتسع بشكل كبير في عام 2010م. وعن تطلعات ادارة الاعلام وطموحاتها للفترة القادمة قال الذبحاني نتطلع عبر شراكتنا مع البرنامج العام لاعلام المراة والطفل الى توسيع دائرة التوعية الجماهيرية والارتقاء بها لنواكب حاجة المجتمع في الحصول على المعلومات الصحية التي تفيده في تجنب الامراض واتباع انماط السلوك الصحي المعزز للصحة ، ونسعى لاجل ذلك الى تقديم اعمال درامية عبر الاذاعات الرئيسية والمحلية المختلفة التي يصل عددها حتى الان الى (14) اذاعة ، بحيث تبرز مشكلات وقضايا الصحة ذات الاولوية والاهتمام واسبابها ودواعيها وكيفية الوقاية منها في نسق درامي خلاق يعتمد على اللهجات المحلية في توعية المجتمع ورفده بالمعلومات الصحية الاساسية الوقائية .[c1]فروع في عموم المحافظات [/c]اما الاخ / سيف الشامي مدير ادارة التثقيف الصحي والسكاني فيقول تتولى ادارة التثقيف بالمركز تنفيذ العديد من المهام المحددة في اللائحة التنفيذية لوزارة الصحة في المادة رقم ( 24) ولعل من ابرزها وضع خطط وبرامج التثقيف الصحي بما يحقق تعزيز صحة السكان والارتقاء بمستوى الوعي والثقافة الصحية بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة داخل وزارة الصحة العامة وخارجها ، واعداد وانتاج برامج ومواد التثقيف الصحي المرئية والمسموعة والمقروءة والاشراف على تنفيذ انشطة التثقيف الصحي المقدمة من خلال العاملين الصحيين في المرافق الصحية على مختلف مستويات النظام الصحي وكذا المقدمة عبر وسائل الاتصال الجماهيري وتعزيز دور الاتصال المباشر الشخصي والفردي كآلية اساسية لايصال الرسائل الصحية والسكانية واعداد وتنفيذ برامج التدريب والتأهيل في التثقيف والاعلام الصحي على المستوى الوطني (المركزي والمحافظات والمديريات) والاقليمي بالتعاون مع المنظمات والدول المانحة والاشراف على التنفيذ ، وتعبئة الرأي العام بشأن القضايا الصحية ذات الاولوية. و اوضح أن لإدارة التثقيف فروع في عموم محافظات الجمهورية وعددها (23) فرعاً بما في ذلك ارخبيل سقطرى بمستوى ادارات ولها اقسام في عموم مديريات الجمهورية وعددها (333)فرعاً. وقد تم تجهيز الفروع في المحافظات بالتجهيزات المكتبية واجهزة الكمبيوتر مع الطابعات و ( الاسكانر) وتزويدها كذلك بالكاميرات الفوتوغرافية الحديثة كا تم تجهيز المديريات بمكبرات الصوت لاستخدامها في الحملات الوطنية ، والإدارة تقوم بإعداد وانتاج كافة مواد الثقافة الصحية الروتينية وفي الحملات الوطنية عبر كوادرها الوطنية المتخصصة وذات الكفاءة وتقوم بتوزيع مواد التثقيف الصحي المرئية عبر ( السيديهات ) للمرافق الصحية والجهات ذات العلاقة بهدف نشر المعارف الصحية بين اكبر عدد ممكن من افراد المجتمع.