ياسمين احمد الوريث الآن وبعد ثلاثين عاماً من ظهور القاتل الأخطر في الربع الأخير من القرن العشرين ، هناك بوادر مبشرة توحي بتراجع في معدلات الإصابة بهذا المرض وقد يكون هذا التراجع خطوة كبيرة إلى الإمام في حل « مشكلة الايدز المستعصية » فكما أظهرت إحصائيات التقرير العالمي لوبائية الايدز 2010م الصادر عن منظمة UNAIDS أنه من العام 1999م - مع الإشارة إلى أن هذا العام يعتبر ذروة وبائية الايدز حتى عام 2009م انخفضت نسبة الإصابة بالايدز بنسبة 19 % في العالم وهذه النسبة في الحقيقة تعني أن خمس الحالات قد انخفضت بالمقارنة مع عام 1999م وهذا المؤشر الايجابي يضعنا أمام حقيقة محورية يجب الاهتمام والتوقف عندها أكثر وهي أن الإنسان قادر على القضاء على أي وباء في العالم في حال تكاتفت الأيادي وبذلت الجهود المطلوبة فمرض مثل الايدز يعتبر كارثة إنسانية كبرى بكل المقاييس ويتطلب أعلى سقف للتعاون في العالم على الإطلاق فإن توفر هذا التعاون والدعم المطلوب بين دول العالم الأول والثالث ستستمر هذه المؤشرات بالانخفاض وأتوقع أنها في العقد القادم ستحقق نسبة تراجع اكبر حتى يتمكن بني الإنسان من القضاء الكلي على هذا المرض في خلال خمسة عقود- في حالة استمرار الانخفاض على هذه الوتيرة - وليس كما هو مطلوب. تذكر الإحصائيات نفسها أن في عام 1999م تعرض للإصابة 3.1مليون إنسان أما في عام 2009م لم يصب بالمرض سوى 2.6 مليون إنسان ولو تم احتساب عدد الحالات التي تم إنقاذها خلال هذا العقد سيكون الرقم مرضياً جداً ، ويدرك كل إنسان في مضمار مكافحة الايدز حجم الجهود المبذولة للوصول إلى مثل هذه النسبة الآن في مطلع العقد الرابع من عمر مرض المرعب هذا نتطلع وكلنا أمل إلى المزيد من المكافحة والحد من هذا الوباء الفتاك ونتطلع إلى اهتمام أوسع بمكافحة المرض وإشراك برامج مكافحة الايدز في كافة خطط التنمية ونذكر بأنه رغم التقدم الملموس في الحد من مرض الايدز على الصعيد العالمي إلا انه ما زال هناك الكثير من المناطق والدول مع الأسف الشديد تزداد نسبة المصابين بالمرض فيها ومنها خمس دول أوروبا الشرقية ووسط آسيا كما ذكر التقرير ، وتصل نسبة الارتفاع في بعضها حتى 25 % في العقد الأخير وهذا يضع الدول النامية مثل اليمن أمام تحد كبير في هذا العقد للحد والسيطرة من انتشار هذا المرض وقد عرفنا أن العمل الجاد والحقيقي قادر على كل شيء فهل تستطيع الحكومة اليمنية والمنظمات ذات العلاقة أن تجعل من هذا العقد عقد الحد من انتشار المرض؟ هذا ما نتمنى. مع العلم انه رغم كل المؤشرات والتقدم في الحرب مع الايدز إلا أن هناك 33.3مليون إنسان على سطح الأرض يتعايشون مع الايدز بعد ثلاثين عاماً من ظهوره فهل تكفي 33 مليون روح بشرية على المحك أن توقظ فينا الشعور بالمسؤولية والعمل الجاد للقضاء على الايدز؟ [c1]باحثة في مركز الدراسات السكانية بجامعة صنعاء
كابوس الإيدز وإمكانية القضاء عليه !!
أخبار متعلقة