بعد استقالة وزراء حزب الله من الحكومة اللبنانية
بيروت /14 أكتوبر/ رويترز : طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان يوم أمس الخميس من سعد الحريري الاستمرار كقائم بأعمال رئيس الوزراء بعد أن استقال وزراء حزب الله وحلفاؤهم في خلاف بشأن تحقيق في اغتيال والد الحريري رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري.ودعا بيان أصدره الرئيس يوم أمس الخميس الحكومة إلى الاستمرار وقال «عطفا على أحكام البند (1) من المادة 69 من الدستور المتعلقة بالحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة لا سيما احكام الفقرة (ب) من البند المذكور ونظرا لان الحكومة فقدت اكثر من ثلث اعضائها المحدد في مرسوم تشكيلها اعرب فخامته عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء وطلب فخامته من الحكومة الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما تشكل حكومة جديدة».وكان رئيس الوزراء اللبناني يجري محادثات مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن حين انهارت حكومته الهشة التي تشكلت قبل 14 شهرا يوم أمس الأول الأربعاء. وكان من المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس في وقت لاحق من يوم أمس الخميس.وجاءت استقالة 11 وزيرا بعد فشل السعودية وسوريا في التوصل الى اتفاق لخفض حدة التوتر بشأن التحقيق المدعوم من الامم المتحدة في اغتيال الحريري الاب عام 2005 .ولم تفصح السعودية أو سوريا عن مقترحاتهما. وذكر سياسي مقرب من الحريري أنها انطوت على تعهد حزب الله بعدم اللجوء للعنف اذا تم توجيه الاتهام لاعضائه بينما يضمن الحريري الا يتم استغلال اي اتهام لالحاق ضرر سياسي بحزب الله.ومن المتوقع أن يرسل ممثل الادعاء بالمحكمة مسودة قرار الاتهام الى قاضي التحقيقات هذا الشهر وقال زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله انه يتوقع أن يوجه اتهام لاعضاء بحركته بالضلوع في الحادث.ونفى حزب الله لعب اي دور في جرائم القتل ودعا رئيس الوزراء الى وقف تمويل لبنان وتعاونه مع المحكمة لكن الحريري رفض هذا الطلب.وتعهدت الولايات المتحدة بضمان أن تواصل المحكمة عملها.وقال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه في حين يجب معاقبة قتلة الحريري فإن اي خطوة فورية لتسليم قرارات اتهام تسمي أعضاء بحزب الله قد تزيد الوضع اشتعالا.وقال موسى في العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس الخميس «المحكمة يجب ان تكون فوق السياسة والعدالة يجب أن تأخذ مجراها ولبنان يجب ان يكون له حكومة. لكن اذا كنا انتظرنا سنوات عديدة فلماذا لا ننتظر ستة أشهر أخرى لازالة فتيل الموقف ...انه خطير جدا».وحزب الله الجماعة المسلحة الوحيدة التي لم يتم تفكيكها بعد الحرب الاهلية التي استمرت من عام 1975 الى عام 1990 وهو الآن القوة العسكرية الاقوى في لبنان بل انه أقوى من الجيش.وأنحى حزب الله وحلفاؤه باللائمة على الولايات المتحدة في عرقلة محاولات السعودية وسوريا للتوصل الى حل.وأعاق الجمود بسبب المحكمة حكومة «الوحدة» التي قادها الحريري وتشكلت منذ 14 شهرا. واجتمع مجلس الوزراء لوقت قصير لمرة واحدة في الشهرين الاخيرين ولم تستطع الحكومة الحصول على موافقة البرلمان على ميزانية عام 2010 .