قصة هذا العدد من الأدب الصيني الذي فيه كم كبير من الحكمة والعبرة, وهي عن امرأة كانت تذهب كل يوم وهي تحمل على كتفيها جرتين من الفخار مسنودتين على عصا إحداهما عن اليمين والأخرى عن الشمال , وكانت العجوز تملأ الجرتين من البئر التي تبعد عن منزلها مسافة طويلة وعندما تعود إلى منزلها تجد الجرة التي بجهة اليمين ممتلئة والجرة الأخرى بها نصف الكمية فقط ومع ذلك كانت تعود في اليوم التالي وتذهب لجلب الماء وهكذا كانت تجد نفس المشكلة يومياً .وفي إحد الأيام بينما هي تفرغ الماء من الجرات تكلمت الجرة التي ينقص ماؤها كل يوم وقالت:ــ اعلم أيتها السيدة انك لست راضية عن أدائي وانك تجدين مائي ناقصاً إلى النصف وأشكرك لأنك لم تتخلي عني وترمي بي , ففي جداري شق يتسرب منه الماء وأنا لست كالجرة الأخرى التي تعطيك الماء كله .حينها ردت العجوز الحكيمة وقالت : ــ لا عليك فقد كنت اعلم أن هناك شرخاً في جدارك يسرب الماء ولكن هل لاحظت الأزهار التي نبتت على جانب واحد من الطريق وليس على الجانب الآخر للجرة السليمة.وأضافت: كنت دائماً أعرف عيبك هذا، فقمت بنثر بذور أزهار على جانبك من الطريق، وأنت كل يوم في طريق العودة إلى البيت تقومين بسقايتها دون أن تشعري بذلك، والآن أصبح لدي أزهار جميلة, ومن دون الأزهار التي رويتها بمائك كيف يمكن لي أن أزين بيتي بالأزهار؟! ومن دونك أيتها الجرة المشروخة ما كان لدي هذه الأزهار الجميلة.نعم أعزائي قد يجد البعض نفسه ناقصاً في القدرات ولكن ما يجهله هؤلاء أن لدورهم اثراً بالغاً في الحياة قد لا يعلمونه ولكن يعلمه من حولهم .فكم من وظائف بسيطة يمارسها البعض ويرى انها صغيرة ويخجل من أن يفصح عن مسماها ولكن ما لا يعلمه أن وظيفته هذه مهمة ومكملة لسير العمل ودون وظيفته تتعرقل أعمال كثيرة .وكم من أناس ينتابهم شعور بعدم اهميتهم في حياة من حولهم مثل كبار السن والحقيقة أن بركتهم ودعاءهم لهما صدى كبير ومن دونهم يكون فراغ وظلمة تؤلم أحباءهم, حتى القمر له وجهه المظلم , ومع ذلك نحن لا نرى سوى وجهه المضيء ,وكما نرى وجهه المضيء فحبذا لو رأينا في غيرنا جانبهم المنير .
|
تقارير
للقمــــر وجه مظلـــم
أخبار متعلقة