(120) مشارك وعلى مدى خمسة أيام
صنعاء / سبأ:بدأت أمس بصنعاء فعاليات المؤتمر الدولي الأول "الحكم الرشيد للمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا - الوضع الحالي"، الذي يُنظم ، بالتسيق مع مؤسسة (إنفنت) الألمانية والمجلس العربي للمياه ومركز العالم الثالث لإدارة المياه في المكسيك وجامعة هيلسنكي بفنلندا بالتعاون مع منظمة التعاون الدولي الألماني (جي تي زد). ويقف المؤتمر ، الذي يشارك فيه ،على مدى خمسة ايام،120 مشاركاً يمثلون عدداً من الجهات ذات العلاقة بالاضافة الى مشاركين من ثماني دول عربية وافريقية ،امام موضوعات ذات علاقة بالوضع المائي الحرج بالمنطقة منها تقوية التعاون الاقليمي واعداد استراتيجيات إدارية لقطاع المياه في بلدان مختارة داخل منطقة الشرق الأوسط الأوسط وشمال افريقيا بغرض إعداد وتنفيذ اصلاحات ملائمة في قطاع المياه ،واقامة شبكة نشطة من الشركاء وتنمية الوعي العام بقضايا المياه .. وفي افتتاح المؤتمر، الذي حضره وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم الارحبي ، اشار وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن فضل الارياني - الى اهمية هذا المؤتمر الذي تستضيفه صنعاء لتبادل التجارب حول الادارة المتكاملة للمياه المعتمدة على الاستدامة والعدالة المشاركة وكل ما يتبع ذلك من نظم اجتماعية ومؤسسية واقتصادية وسياسية ..منوها بان الحضارات اليمنية القديمة طورت نظماً وتقاليد لادارة المياه ؛ تعتبر نموذجا للمناطق الجافة و شبه الجافة البعيدة عن الانهار والبحيرات استمرت الاف السنين وهو ما توصل اليه الباحثون في الاثار.وقال : ومع دخول اليمن العصر الحديث في اوائل الستينات من القرن الماضي اتيحت للفرد فرص لامثيل لها في استغلال المياه وخاصة الجوفية منها وادت التكنولوجيا الحديثة في حفر ابار انبوبية وضخ المياة الجوفية الى تحرر الفرد من ضرورة العمل الجماعي الذي بدونه لم يكن من الممكن في الماضي استمرار الحياة المجتمعية. واضاف: كل هذا تم بدون وجود تقاليد واعراف ونظم تحكم هذه التغيرات مما ادى الى انهيار الموارد الجوفية ومما يهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لليمن.. مشيرا بهذا الصدد الى ان التحدي القائم الان امام الجميع حكومة ومجتمع مدني هو وضع القوانين والنظم التي تضمن الحكم الرشيد للمياه بمبادئه المتمثلة في العدالة والمشاركة والإستدامة..من جانبه استعرض وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع المياه الدكتور محمد ابراهيم الحمدي - الاهداف العامة للمؤتمر والمتمثلة في مراجعة خاصة لإدارة المياه وتحليل توجهاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا،وامكانية الاستفادة من التجارب السابقة في هذا المجال ،الى جانب تقييم وتحديد العناصر ذات الأولوية للحكم الرشيد للمياه وكذا تحديد التوجه المستقبلي والاحتياجات اللازمة لإعداد استراتيجيات بناء ورفع القدرات وتحسين امكانية الحكم الجيد للمياه فضلاً عن تقوية وتعزيز وتوسيع نطاق التعاون والتواصل الاقليمي بين البلدان المشاركة : مصر ،المغرب ،الجزائر ،تونس ،الأردن،فلسطين ،سوريا، واليمن .السيد/ فرانك ماركوس مان / السفير الالماني بصنعاء اكد من جانبه ان هذا اللقاء وهذا الالتزام من جانب المانيا يؤكد حرصها على دعم جهود الدول التي تعاني من ندرة المياة وهي الندرة التي تؤدي الى عدم الاستقرار في هذه المنطقة.. مشيراً الى ان اليمن تحتل مكانها الملائم في التعاون الفني للتنمية وهي تعتبر شريك قوي بالنسبة لالمانيا وهي واحدة من اربع دول تحظى باهتمام كبير في هذه المنطقة .وقال السفير الالماني ان المساندة الالمانية لليمن في قطاع المياه تصل الى 286 مليون يورو وهو ما يجعل من المانيا اكبر دولة مانحة لليمن بهدف تعزيز الاستدامة في مجال الموارد المائية وتنميتها والإدارة الكفؤة لهذه الموارد واعطاء الأولوية لإدارة الطلب على المياه وحماية الموارد المائية من التلوث بما يضمن وصول المياه النظيفة الى كل المواطنين والعمل نحو التحول الى اللامركزية في إدارة الموارد المائية ، و تشجيع مشاركة القطاع الخاص في تقديم الخدمات وتيسير مشاركة اصحاب المصلحة ومستخدمي المياه في ادارة هذه الموارد واعادة تأهيل كل المرافق المائية في هذا البلد من خلال تنسيق الجهود مع الجهات المختصة في اليمن لتحقيق التنمية في هذا القطاع الحيوي الهام .فيما اكد مدير البيئة والموارد الطبيعية والغذاء الدكتور هانز فيقر،والدكتور علي شادي محافظ المجلس العربي للمياه اهمية هذا المؤتمر في ظل الاوضاع والتحديات المائية الحرجة التي تعيشها الدول العربية ودول القرن الافريقي .. مشيرين الى ما يمكن ان يسهم فيه المؤتمر من دور في تفعيل وتطوير الطرق والوسائل الملائمة للتعامل مع هذه التحديات بكفاءة لصالح كل سكان المنطقة.يشار الى أن البرنامج الاقليمي لرفع قدرات قطاعات المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، الذي تنفذه الحكومة الالمانية ممثلة بمنظمة (انفنت) لبناء القدرات ،يستهدف عقد ثلاثة مؤتمرات عالمية ،لمناقشة قضايا الحكم الرشيد والجيد للمياه في المنطقة ويمثل مؤتمر صنعاء اول هذه المؤتمرات الثلاثة فيما سينعقد المؤتمر الثاني في جمهورية مصر العربية خلال العام القادم و المؤتمرالثالث ضمن فعاليات معرض (اكسبو) في مدينة (سارقوزا ) الاسبانية عام 2008م .