خالد محمد عبد المولى لست ادري حقيقة, لماذا هو دأب بعض الاصوات، دائماً، وبدون كلل ولا خجل تقدم قراءة مغلوطة بعيدة عن الموضوعية والصدق للاوضاع وللقضايا محل النقاش والجدل على الساحة الوطنية..! ولست ادري -بكل اسف- لماذا الاصرار على اقتراف مساوئ التجني والتشويش والمغالطات التي تروجها هذه الاصوات، الاَّ اذا كان ظن البعض أن يداوي يأسه ومعاناته واحباطاته المسكونة في دواخله كقوة هشة لا حجم ولا شأن ولا وزن لها، وتجد في مداراة ومداواة مركب النقص بمزيد من اثارة الضجيج والغبار..؟! ما عمد اليه الدكتور محمد عبدالملك المتوكل من مغالطات وادعاءات في سياق تخريجاته وتقليعاته القديمة الجديدة المعروفة، تبدو بهذا المعنى جريمة اراد لها الدكتور أن تمضي فوق جثة الحقيقة وعلى حسابها، بهدف تغييب وعي المواطن والتشويش عليه، المعني أولاً واخيراً بهذه الحقيقة ومعرفتها والوقوف عليها.. لكن المتوكل يصر في كل مرة على ارتكاب جريمته باغتيال الحقيقة، وبشن حملة شرسة من الافتراءات والاضاليل بمفردات التحريف والتخريف والتزييف المتقاطعة مع منطق العلم ومعطيات الواقع، وهو -الرجل- ليس الجاهل بأن الحقائق عندما تغتال أو تكون مهددة بالاغتيال في وطن من الاوطان، فإن الاستقرار والامن والثقة تصبح كلها في مهب الريح، وفي ظني ان هذا ما يبيته الرجل من حيث يحسب بكامل يقينه وتيقنه..!كثير ممن استمعوا إلى حديث الدكتور محمدعبدالملك المتوكل لقناة (سهيل) الفضائية في برنامجها (ملفات خاصة عن المشهد السياسي اليمني) لم يعجزوا عن استنهاض ذاكرتهم واستخراج الخيوط الترابطية التي بدت تشد طروحات وافكار الرجل إلى منابتها ومنابعها السلالية، وتكشف عن مضامينها كامتداد طبيعي للسياسة الإمامية البائدة بما تنطوي عليه من سموم الفتنة المناطقية والطائفية المستهدفة ضرب مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية ببعضها، والزج بها في اتون صراع دامٍ يبدأ ولا ينتهي، ولا يفضي بها الا إلى العدم والفناء.. اذ أن لعبة التحريض التي تمادى فيها المتوكل باحتراف، تكشف عن سعي محموم من أجل صب الزيت في النار، واشعال حرائق لن ينجو منها احد.وليت الامر انحصر في ذلك.. لكنه امتد إلى أساليب تتعمد أن تلوي عنق الحقائق، وتبث الاكاذيب حول سياسات النظام الوطني الوحدوي، لاجل اضفاء صفة المصداقية لما تشدق به.. ولاجل ايضاً تزييف وقائع تسبب الشروخ العميقة في جدار النسيج المجتمعي اليمني الواحد.. وتسحب البساط من تحت اقدام كل النوايا والمبادرات الطيبة والوطنية والمواقف المعلنة الداعمة للتقارب بين أطراف العملية السياسية في البلاد، المعززة لمداميك التلاحم الوطني والنابذة لدعوات الفرقة والشتات والتشظي.ولا اظنها مصادفة أن تصدر عن المتوكل تلك التأكيدات النافية لوجود الديمقراطية فهو الذي يقول: (لاتوجد ديمقراطية.. لان الديمقراطية هي انتخابات وهذا غير موجود). (السلطة تقلق من الديمقراطية..الخ)! هكذا وفي لحظة نزق، ينسف ذلك الرصيد الضخم لشعبنا ونظامنا الوطني الوحدوي من الانجازات السياسية والديمقراطية الكبرى وكامل المنظومة المؤسساتية والتشريعات الدستورية والقانونية للدولة والمجتمع.!فقد يحاول الرجل أن يصبغ على طروحاته لبوساً ديماغوجية من العبارات العلمانية العصرية، بما يعتقده انقاذ الاسياد والاتباع في أعين الكثيرين من افتضاح امرهم كقوى واشخاص فقراء روحياً ووطنياً وانسانياً.. غير أن الحقيقة الثابتة التي لا تحجبها عين الشمس أن هؤلاء هم أول من عادى التجربة الديمقراطية في أولى خطواتها ومحطاتها عندما تحالفوا مع قوى ظلامية أخرى لاجهاض الدستور في أول عملية استفتاء عليه في مايو 1991م وهزموا شر هزيمة أمام الاجماع الشعبي الذي قال نعم للدستور بنسبة 98.3 ٪ مقابل نسبة 1.5 ٪ قالت لا وعبرت عن موقفهم وعزلتهم، امام التمسك القوي لنظامنا الوطني الوحدوي بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح بخيارات الشعب وثوابته ونهجه الديمقراطي الذي وجد تأطيره في روح الدستور ونصوصه ومضامينه.وليس هذا فقط مدعاة للعجب، بل ان الاكثر عجباً هنا أن مثل المتوكل الذي يتباكى على الديمقراطية ويصدع رؤوسنا الآن بمواعظ ديمقراطية وما يزعمه من مبادرات لاصلاح النظام السياسي.. يفعل كل هذا تحت حماية النظام السياسي الوطني الديمقراطي الراهن الذي وفر له ولغيره كل هذه الحرية، ولولاه ما تفوه برأي ولا مبادرة ولا فكرة معارضة ولا حتى خرج مع من خرجوا من جحورهم واقبيتهم المظلمة إلى تحت الشمس..! لكن قد تتراجع حالة العجب عندما نكتشف أن مزاعمهم وهرفهم وتخريفهم هذا ليس اكثر من كونه محاولة يائسة لاثارة الزوابع والشوشرة والاصطياد في المياه العكرة، وتعبيراً عن افلاس سياسي، وضرباً من الغوغائية والتحريض على النظام الوطني الوحدوي الديمقراطي.بل ان هذه الاصوات المتجنية والنشاز تجاوزت مدى ابعد من ذلك، وبدأت تخوض في اوحال المهاترات والقذف والتضليل والتزييف، وبدأت تروج -في خبث مريض- لاطروحات تسيء للوطن والوحدة الوطنية وتسعى لاثارة الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد وتقويض روابط ووشائج الانتماء، من دون مبرر واضح سوى جعل منطق التهريج والترويج لفساد الرأي هو السائد، واشعال نيران الفتنة والقلاقل لتجد لها موقفاً تمارس فيه سلوكياتها المريبة، من دون أن يتنبه احد لما تفعل ولما تخطط وتهدف.. خصوصاً ان افلحت في خلط الاوراق وتشويه الحقائق وحجب الرؤية وتكثيف الغشاوة امام أعين البسطاء والمضللين.إن مثل هذه الاصوات المنتمية لتيارات وقوى ظلامية نعرفها تماماً، والتي انحسر مدها وتقوقعت في بؤر ضيقة بعد انكشافها وانعزالها وخروجها عن السياق التاريخي المعاصر لشعبنا.. من الخير لها الا تقتات من حلم وترفع نظامنا الوطني الوحدوي وشعبنا الابي عن الخوض في صغائر الامور.. ومن الخير لهؤلاء أن ينأوا بأنفسهم عن المزالق الخطرة.. فهم أول من يعلم أن الحلم والصبر -مهما تمددا- لهما حدود..!إن الحرص على أن تأخذ كل القوى مكانها ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية هو حرص مبدئي بالنسبة لنظامنا الوطني، حيث هو اليقين المعلن والمجسد على أرض الواقع.. كما أن كل قضايا ومواقع التباين في وجهات النظر والرؤى لابد أن تكون لها نهاية من اجل اليمن اولاً وثانياً وعاشراً.. لذلك فإن على تلك الاصوات التي تعوي حيناً.. وتنعق حيناً آخر، أن تعلم أن السباحة ضد التيار مدعاة للغرق.. وعلى العقلاء كل العقلاء أن يعملوا على تلجيم تلك الاصوات، حفاظاً على مصالح الوطن العليا من ان تضار بفعل جهل أولئك الجاهلين بمعنى الوطن والوطنية..!ينبغي على الدكتور محمد عبدالملك المتوكل بما نعتقده سياسياً برجماتياً ان لا يستخدم الحاضر والمستقبل في تنظيراته ظاهرياً ليبطن الاستفادة من هذا الخطاب من اجل العودة الى الماضي البغيض، حيث اننا لا يمكن ان ننظر لمحاكماته السياسية للثورة والجمهورية والوحدة سوى انها في سياق منهجية تفكيره المحقون بالعداء التاريخي لهذه المكتسبات وحيث أن الحذلقات المعصرنة هي شكل لمضمون مشروعه الرجعي المشحون بنرجسية التعالي العنصري، ولا نقول: المذهبي لانه يهتم بالسلالة اكثر من المذهب، وهذا ما يعطي شكلاً من اشكال العلمانية، ومن خلالها يسوق افكاره التي عفى عليها الزمن ولا معنى لمناقشة موضوع ادائه هذا، لانه سيكون من باب تعريف المعرف، فهو رغم كل ما يقوله يبقى «المتوكل» ابن نائب الامام في حجة التي كانت تعتبر معقلاً للائمة المتوكليين من بيت حميد الدين، يلجؤون اليها عندما تحدق الاخطار بنظامهم الكهنوتي كما حدث عام 1948م.جديد الدكتور المتوكل هو قديمه، وقديمه جديد، وهذا ما يمكن الخروج به من حديثه لقناة “سهيل” الفضائية والتي فيها شيطن الآخر او من يعتبره في موقع الخصم انتصاراً لأبليس -الثورة لم تحقق شيئاً، والجمهورية نظام لا يصلح لليمن، ويقيَّم الوحدة والوحدويين بالمقلوب، وعلي عبدالله صالح لانه من عامة الشعب لم ينجز شيئاً طوال فترة حكمه- ويعود من جديد ليضع العربة امام الحصان.. فهو يحاول اثارة فتنة، وهذا واضح في مقارناته التي تعيدنا الى سنوات الوحدة الاولى والى وثيقته التي استمد الانفصاليون ذريعتهم منها لاشعال الحرب، وهو يستخدم المناطقية في صورتها الضيقة بغرض تمزيق الوطن وتشظيته والهدف هو ان يهدم اليمانيون ما بنوه بايديهم.. فالدفع بالبلاد الى الفوضى بغيته للشفاء من غليل ثأره من الرعاع الذين هم ابناء الشعب اليمني.. فاما يعود الامر الى خاصيته السلالية او الى المجهول.. وهذا يفهم من فارق خطابه عن حركة التمرد الحوثية بصعدة وما يسمى بالحراك الجنوبي.. فالحوثيون جوهر مشروعه.. اما ما يحدث في المحافظات الجنوبية فليس الا وسيلة لبلوغ غاية تحقيق اضغاث احلامه الآثمة..
المتوكل .. الباحث عن الوهم..!!
أخبار متعلقة