الانشقاق الذي أصاب جدار العلاقات بين القوى والأحزاب داخل الأسرة اليمنية الواحدة الموحدة هو أكثر من خطير، بل هو بشير شر مستطير، ربما يقضي على الأخضر ويحرق اليابس، فلا يبقي في الجنوب جنوباً، ولا في الشمال شمالاً.هذا الشقاق والانشقاق، كما يقول الدكتور عبدالكريم الإرياني لـ “النهار” الكويتية اقتصادي دون شك، ولكن.. يبقى سؤال مهم، وهو: من الذي صنع الأزمة الاقتصادية.. من الذي خرب، ونهب، وأهدر المال العام؟ ومن الذي استثار حفيظة الناس بتضييع حقهم في العدالة والثروة، وحتى في تملك الأراضي الشاسعة، وحرم الأغلبية العظمى في بعض المحافظات، فأصبح من المستحيل على المواطن أن يصل إلى قطعة أرض واحدة ليبني عليها سكناً له ولأسرته.من الذي ألغى الدور الاجتماعي للدولة، ورمى بالمواطن في جحيم السوق المقفرة، ما دمنا نحن نطالب المواطن بالمواطنة الصالحة، وبأن يكون حضارياً في التعامل والمعاملة ورد الفعل، وبأن يحمي الوطن والوحدة كما يحمي حدقتي عينيه؟ من...؟لقد تم رمي المواطن مكتفاً في الجحيم.. لا عمل.. لا سكن.. لا عدالة.. لا حماية اجتماعية.. ثم نقول له نحن “إياك إياك أن تبتل بالماء!!”.نقول ذلك، ونحن نسمع دعوة فخامة الأخ الرئيس حفظه الله إلى الحوار الوطني.. لا لنظهر مساوئ ما جرى.. ولكن لنظهر الداء.. ونقول هنا تكمن العلة.. ولنلتقي على صفحة الوطن لنتفق، ونتحاب، ونتعانق.. لا لنختلف مجدداً، ونتبادل الكره والتنافر..نقول ذلك؛ لتورق دعوة فخامة الأخ الرئيس خيراً ووئاماً، وليذهب كل إلى ما يهمه في هذه الحياة؛ على قاسم مشترك من الصفاء والنقاء، ولتبقى مهمة الحفاظ على هذا الوطن ووحدته المهمة السامية والمقدسة لكل صغير وكبير؛ لأننا سنشعر حينها بأننا نستظل في ظلال واحدة.. وننعم بدفء لا حرمان فيه، أو منه، وينعم أطفالنا جميعاً بحق متساو في الحصول على التعليم، وشبابنا في الحصول على الوظيفة، وفرص الكسب الحلال، والمعيشة الهنيئة، وشيوخنا في الحصول على العناية الصحية والدواء.هذه هي القاعدة أيها السادة.. إبحثوا عن مواطن الضعف التي أوصلتنا إلى هذا الضعف.. لا تكابروا ولا تخجلوا من الأخطاء.. ولكن ابحثوا عن الدواء الصحيح، وأعلموا أن الدواء الصحيح لا يكون إلا في ضوء مشرق من التشخيص الصحيح.فمرحى لدعوة الرئيس للحوار.. وليكن بمحبة وصدق.. وليكن من أجل الوطن.. الموحد والمزدهر.
لنبدأ الحوار من هنا!!
أخبار متعلقة