اعداد / زكي نعمان الذبحاني لايأتي تنفيذ الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة من فراغ ، انما الحاجة فرضت وتفرض تعاطياً مسؤولاً لايقاف هذا المرض البشع ووضع حد لانتشاره للذود باطفالنا عن مكامن الخطورة التي تسفر عن مضاعفاته الفتاكة. وعليه فقد قسمت محافظات الجمهورية لتنفيذ هذه الحملة الوطنية الى مراحل تنفيذ ، وقد جرى تنفيذ المرحلة الاولى منها الشهر الفائت في الفترة من ( 19 - 25 فبراير 2006م ) شاملة كل من امانة العاصمة ومحافظات ( الحديدة ، صنعاء ، إب).وها نحن الان بصدد تنفيذ مرحلتها الثانية في اربع محافظات اخرى هي ( شبوة ، البيضاء ، عمران ، ريمة ) ، مستهدفة تحصين جميع الاطفال في الفئة العمرية من ( 9 اشهر - 51 عاماً ) حتى من سبق تطعميهم سلفاً ، بغية خفض عدد المعرضين للاصابة بمرض الحصبة عبر تحصين المستهدفين وزيادة نسبة المحميين ، من الاطفال المطعمين مسبقاً ، الى جانب وقف انتشار الفيروس في المجتمع . متيحة الفرصة للاطفال في الفئة العمرية من ( 9 اشهر - 5 اعوام ) لتلقى جرعة فيتامين (أ) من اجل تعزيز نموهم وبنائهم الصحي والمناعي ضد الكثير من الامراض وفي مقدمتها مرض الحصبة . هذا .. وسيأتي تنفيذ المراحل المتبقية للحملة في وقت لاحق من هذا العام . [c1]خصوصية الحملة [/c]ليست الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة من منزل الى منزل كسائر حملات وجولات التحصين ضد شلل الاطفال التي نفذت العام الماضي وبداية العام الجاري ، وانما تتخذ فرق التحصين في حملة الحصبة المرافق الصحية والمدارس ومواقع مختلفة يعلن عنها للناس في عموم انحاء وارجاء المحافظات المستهدفة ماعليها من مهام محددة تتكامل جنباً الى جنب لتطعيم كافة المستهدفين من الاطفال ، موزعة على النحو الاتي :. المواقع الثابتة : وتشمل : . المرافق الصحية : يمكن ان تشمل ايضاً المرافق الصحية الخاصة لتغطية الاحياء او القرى التي تتوافر فيها هذه المواقع . . المواقع المؤقتة : تستخدم خلال الحملة بشكل مؤقت لتغطي اماكن بعيدة ، وهي اما مدارس او مساجد او منازل مشايخ او عقال ، وذلك لضمان انتشار اوسع لمواقع التحصين ، ومن ثم تقريب خدمة التطعيم الى المستهدفين لتسهيل هذه العملية وخفض الضغط على المرافق الصحية.. فرق متحركة في الارياف ،مهمتها التطعيم في المناطق الريفية التي لا مواقع صحية ثابتة او مؤقتة فيها ، وتقوم بتطعيم المستهدفين في مدارس القرى اولاً ، ثم باختيار امكنة خارج المدارس ان امكن لتطعيم المتغيبين وغير الدارسين ، والا تظل تمارس عملها هذا داخل المدارس.[c1]اللقاح المضاد [/c]تاريخياً اصبح لقاح الحصبة في متناول العالم منذ أكثر من اربعين عاماً وبالتحديد منذ عام 1963 ومن حينها اخذت معدلات انتشار مرض الحصبة في بعض الدول تتقلص شيئاً فشيئاً حتى وصلت الى الصفر . وما من مشكلة صحية طرأت من ذلك الحين وحتى الآن جراء استخدام هذا اللقاح ، بل ان التجارب والبراهين اكدت بحق على اهميته الشديدة واستحالة الاستغناء عنه للحد من الاصابة بالمرض ومايترتب عليها من مضاعفات . واللقاح في الأصل عبارة عن فيروسات الحصبة المضعفة ، ويأتي في صورة بودرة جافة معبأة في عبوة زجاجية قاتمة اللون ،تحفظ باردة ، والى جانبها زجاجة محلول المزج . ويتم مزج بودرة اللقاح بمحلول المزج الخاص ، ليكون اللقاح جاهزاً للاستخدام على مدى ست ساعات من بدء المزج ، بحيث تكفي عبوة واحدة منه لتطعيم عشرة اطفال في آنٍ واحد ثم بالحقنة المخصصة يتم سحب نصف ( ملي ) لتطعيم الطفل المستهدف عبر حقنة تحت الجلد في الجزء العلوي الامامي من الذراع الايسر . وقد تظهر بعض الآثار الجانبية بعد التطعيم ، كالحمى الخفيفة في الايام الاولى بعد التطعيم او طفح جلدي شبيه بطفح الحصبة ، وليس الامر ثابتاً عند كل الاطفال المحصنين حديثاً ، فالبعض منهم فقط تظهر فيه هذه العوارض ليومين او لثلاثة ايام ثم تزول نهائياً ، وهو وضع طبيعي لا يستدعي القلق على الاطلاق ، وبالتالي يمكن الاستعانة لخفض حرارة الجسم الى مستواها الطبيعي بالكمادات الباردة والادوية الخافضة للحرارة . هناك نقطة اخرى يجب ان يعرفها الجميع وهي تجنب وضع مادة مطهرة او غيرها في مكان الحقن حال الانتهاء من حقن الطفل بلقاح الحصبة ، ويكفي لمن يرى في الامر ضرورة وضع قطنة مبللة بالماء فقط ، كذلك الامر عند تبريد الموضع ذاته اذا ظهر عليه احمرار . [c1]حالات استثنائية [/c]ليس هناك ما يمنع التحصين ضد الحصبة باستثناء حالات معينة ، كالحمل مثلا بالنسبة للنساء الصغيرات في السن ضمن الفئة المستهدفة ، او عندما يكون الطفل مصاباً بالسل ولايتلقى العلاج ، ومن الممكن ايضاً منعه عن الطفل في حالات المراضة الشديدة التي تستدعي بقاءه بالمستشفى لتلقى الرعاية والعلاج بعد التأكد مما اذا كان وضعه الصحي يسمح بتحصينه ام لا وذلك بسؤال الطبيب المسؤول عن علاجه. كما لاحاجة الى اعطاء الصغار الذين تقل اعمارهم عن تسعة اشهر جرعة من لقاح الحصبة ، فالطفل اساساً يولد ولديه حماية من هذا المرض يحصل عليها من أمه ، ثم تأخذ في التناقص بالتدريج حتى تزول تماماً قبل نهاية العام من العمر ، كذلك من تزيد اعمارهم على خمسة عشره عاماً ليسوا بحاجة الى تحصين ضد الحصبة كون اصابتهم في مثل هذا السن فما فوق نادرة ، وما بني على النادر لاحكم له . [c1]التحصين .. للحد من الحصبة [/c]الامل معقود بإذن الله على التطعيم في الحملة الوطنية نحو القضاء على مرض الحصبة بما يحقق التغطية الكاملة للمستهدفين الذين تتراوح اعمارهم بين ( 9 اشهر و 51 عاماً ) ، واذا مانظرنا حقيقة الى حجمهم لوجدنا انهم يمثلون نصف المجتمع ، اي مايقرب من عشرة ملايين نسمة تقريباً . وبما ان التحصين ضد الحصبة السبيل الوحيد للوقاية من المرض ، فالتحصين الروتيني الدائم في المراكز الصحية هو الاساس لبناء مناعة الطفل ليس ضد مرض الحصبة وحسب ، بل ايضاً ضد أمراض الطفولة الاخرى القاتلة التي يتيح التحصين وقاية منها . فخلال المرحلة الاولى من عمر الطفل بحسب ماهو مدون في بطاقة التطعيم الممنوحة للطفل المواظب على جرعات التحصين الروتيني ، يتم تسجيل تاريخ وبيانات الجرعات التي تعطى للطفل في المرفق الصحي اولاً ، وفيها يتحدد ايضاً موعد اول جرعة ضد الحصبة عند بلوغ الطفل الشهر التاسع من العمر ، والجرعة الثانية في سن ثمانية عشر شهراً ( عام ونصف ) . بالتالي فإن استكمال الطفل لجرعتي الحصبة او عدم تلقيه اصلاً لاي جرعة منها لاينفي عنه بأي حال اهمية وضرورة التحصين ضد الحصبة اثناء الحملة الوطنية نحو القضاء على الحصبة مادام عمره بين ( 9 اشهر و 51 عاماً ) ، ولا استثناء في هذا الامر حتى لمن سبق اصيبوا اساساً بالمرض . زد على ذلك ان من يعانون من سوء التغذية هم اكثر الفئات عرضة للوفاة اذا اصيبوا بمرض الحصبة وبمضاعفاتها الخطيرة وتعطى الاولوية لتحصينهم .كما لاتغني جرعة اللقاح التي تقدمها الحملة عن التي يحصل عليها الطفل اثناء التحصين الروتيني وانما تعتبر جرعة اضافية تؤكد وتقوي مناعته ضد الحصبة . وقد يتساءل البعض لماذا يجب تحصين الطفل الذي اصيب بمرض الحصبة وشفي منه سلفاً طالما وانه لايصيب الانسان سوى مرة واحدة في حياته ؟لنجيب عن هذا التساؤل ينبغي ان يعلم الجميع ان للحصبة اعراضاً تشبه اعراض امراض اخرى ، فالحصبة الالمانية مثلاً تسبب حمى خفيفة وسعالاً وزكاماً وطفحاً جلدياً شبيهاً بطفح الحصبة ، ومن ثم يصعب التفريق بين المرضين مايعني بالضرورة تحصين الطفل وان كان قد اصيب بالمرض مسبقاً ، فلو صح هذا الاحتمال يبقى الطفل عرضة للاصابة بالفيروسات البرية الضارية للحصبة الحقيقية التي من شأنها التسبب في مضاعفات خطيرة تهدد صحة الطفل ، بل وربما حياته.[c1]دور فيتامين (أ) [/c]دراسات كثيرة في العالم اكدت وبرهنت على اهمية فيتامين (أ) خصوصاً اذا اعطيت للمرضى المصابين بالحصبة ، فمرض الحصبة قد ينجم عنه نقص شديد في هذا الفيتامين الحيوي في الجسم ، وهذا بدوره يوثر سلباً على العينين .واذا كان الطفل يعاني اساساً من نقص فيتامين (أ) ثم اصيب بالحصبة ، فعندها يصير من المحتمل ان يفقد بصره.ومن المهم جداً اعطاء جرعة من هذا الفيتامين للفئة العمرية ( 9 اشهر - 5 سنوات ) عند التحصين ضد داء الحصبة ، ذلك لانه ضروري لعمل جهاز المناعة ، يعزز مناعة الجسم في مقاومة الامراض ويؤدي الى خفض معدلات المرض بنسبة 05 والى خفض معدلات الوفيات لدى الاطفال دون الخمسة اعوام بنسبة 42 . ومن اهم امراض الطفولة الشائعة التي يقي منها هذا الفيتامين الى جانب الحصبة التهابات الجهاز التنفسي الحادة والاسهال ، وهو أيضاً يقوى النظر ويحمي من العشى الليلي ( العمى ).ومن الخطأ الجسيم استخدامه في غير الحملات دون استشارة الطبيب او استخدامه بشكل عشوائي ، لما في ذلك من مردود سلبي على الصحة . فيما يعطى خلال حملة التحصين ضد الحصبة للفئة العمرية من تسعة أشهر وحتى سن الخامسة فقط ، بهدف تعزيز صحّتهم ونموّهم ودعم بناء مناعتهم ضد مرض الحصبة وغيرها من الامراض . في الاخير .. مطلوب جهود علماء الدين وخطباء المساجد والمثقفين الصحيين في المديريات وقادة الرأي وذوي التأثير بما أوتوا من قدرات على التأثير الايجابي ، كذلك التفاعل الإيجابي لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ، أساسي وضروري كي تتخذ التوعية مسارها الصحيح الذي يستنهض الهمم ويحقق الاستجابة الجماهيرية المطلوبة والزخم الجماهيري المنشود.المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان
|
تقارير
حملة التحصين ضد الحصبة ضمان لوقف انتشار الداء
أخبار متعلقة