الرئيس الافغاني حامد كرزاي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عقب خطابه في مؤتمر لندن بشأن أفغانستان في العاصمة البريطانية أمس الخميس
لندن / 14أكتوبر / رويترز : قال الرئيس الافغاني حامد كرزاي أمس الخميس انه سيعقد اجتماعا لمجلس شيوخ القبائل وقال متحدث باسم الحكومة إن حركة طالبان ستدعى إلى الحضور ضمن جهود التوصل لتسوية سياسية للصراع في البلاد.ودعا كرزاي في مؤتمر في لندن الذي تشارك فيه 60 دولة المملكة العربية السعودية وباكستان الى دعم جهود تحقيق السلام في افغانستان.كما حث المقاتلين الافغان على قطع صلاتهم بتنظيم القاعدة ونبذ العنف والانضمام إلى العملية السياسية.وأضاف “يجب أن نتواصل مع كافة مواطنينا لاسيما أشقاءنا الذين تحرروا من الوهم ..والذين لا ينتمون إلى القاعدة أو شبكات ارهابية أخرى والذين يقبلون الدستور الافغاني.“سنؤسس مجلسا وطنيا للسلام والمصالحة واعادة الاندماج يتابعه مجلس لاحلال السلام في افغانستان.”وقال متحدث باسم الحكومة الافغانية في لندن ان الدعوة ستوجه الى حركة طالبان للحضور.ودعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الى المؤتمر فيما تدخل الحرب التي شنت في الاصل لحرمان مقاتلي القاعدة من المأوى بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة عامها التاسع.ويتضاءل التأييد العام للولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول المشاركة في الحملة التي يقودها حلف شمال الاطلسي فيما ترتفع الخسائر البشرية في صفوف القوات الاجنبية والمدنيين الافغان.ودعا كرزاي السعودية التي استضافت محادثات بين الحكومة الافغانية وممثلين عن طالبان في الماضي إلى المساعدة في احلال السلام في افغانستان.وأضاف “نأمل ان يتكرم جلالة.. الملك عبد الله بن عبد العزيز (عاهل السعودية) بالقيام بدور بارز في توجيه عملية السلام والمساعدة فيها.”كما قال ان افغانستان في حاجة الى دعم جيرانها خاصة باكستان لتحقيق السلام.وتقول واشنطن ان الملا عمر زعيم طالبان وقادة متمردين آخرين يتمركزون في باكستان وهو اتهام تنفيه اسلام أباد.وتعتبر باكستان في موقف يمكنها من الوساطة في أي محادثات سلام نهائية. وكانت باكستان والسعودية ودولة الامارات العربية المتحدة هي الدول الوحيدة التي اعترفت بحكومة طالبان قبل أن يطيح بها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001.وترسل واشنطن 30 ألف جندي اضافي لافغانستان لكسر الجمود في الحرب.وقال براون للمؤتمر “بحلول منتصف العام المقبل يجب علينا تحويل دفة المعركة ضد التمرد.”وتابع “بالنسبة للمتمردين الذين يرفضون قبول شروط اعادة الاندماج ليس لنا خيار سوى مطاردتهم عسكريا.”من جهة أخرى قالت بريطانيا أمس الخميس ان ايران أهدرت فرصة بعدم حضورها المؤتمر الذي عقد في لندن بشأن مستقبل افغانستان.ودعت بريطانيا ممثلي أكثر من 70 دولة ومنظمة من بينهم وزراء خارجية من دول مجاورة لافغانستان مثل ايران لحضور المحادثات حول سبل انهاء الصراع في افغانستان.ويوم الاربعاء قالت وكالة أنباء ايرانية ان طهران لن تشارك لان الاجتماع يركز على زيادة العمليات العسكرية في افغانستان ولانه لم يأخذ في الاعتبار قدرة المنطقة على حل مشكلاتها.وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان “بذلت المملكة المتحدة كل الجهود الممكنة لاشراك ايران في المؤتمر ليس أقلها دعوتهم الى الانضمام الى مجموعة أساسية لصياغة بيان (المؤتمر).”ويشارك مسؤولون كبار من كافة الدول المجاورة لافغانستان وبلدان أخرى في المؤتمر.وأضاف البيان “لكن بالرغم من اهتمامهم المعلن بالمشاركة في الحلول الاقليمية للتحديات التي تواجه افغانستان اختارت ايران عزل نفسها عن هذا الحدث.. انه فرصة مهدرة بالنسبة اليهم.”واجتمع جيران افغانستان ومن بينهم ايران في اسطنبول يوم الثلاثاء “للاتفاق على رأي واحد” في أسلوب معالجة الصراع قبل مؤتمر لندن.وتوترت العلاقات بين لندن وطهران بسبب برنامج الجمهورية الاسلامية النووي المتنازع عليه.وبريطانيا من بين أكبر المؤيدين لتشديد العقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف لتطوير أسلحة نووية فيما تقول طهران انه لتوليد الكهرباء.كما يتهم الايرانيون بريطانيا بتأجيج الاحتجاجات المناهضة للحكومة.ونقلت وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية للانباء عن رامين ميهمانباراست المتحدث باسم الخارجية قوله يوم الاربعاء “لان توجه هذا الاجتماع هو زيادة العمل العسكري في افغانستان...ولانه لم يأخذ في الاعتبار قدرة المنطقة على حل مشكلاتها لا تعتبر ايران حضور هذا الاجتماع أمرا مفيدا.”أما السعودية فقد قالت على لسان وزير خارجيتها الامير سعود الفيصل أمس الخميس انها لن تقوم بدور في جهود احلال السلام في أفغانستان الا اذا أحجمت طالبان عن توفير ملاذ آمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن وقطعت علاقاتها مع شبكات المتشددين.ودعا الرئيس الافغاني حامد كرزاي في وقت سابق السعودية التي استضافت محادثات بين الحكومة الافغانية وممثلين لطالبان في الماضي الى المساعدة في تحقيق السلام في أفغانستان.وقال الامير سعود على هامش المؤتمر في لندن انه ما لم تتخل طالبان عن ايواء أسامة بن لادن فانه لا يعتقد أن التفاوض معها سيكون ممكنا أو سيحقق أي شيء.وأضاف ان هناك شرطين للسعودية أولهما أن يأتي الطلب رسميا من أفغانستان وثانيهما أن على طالبان أن تؤكد نواياها في حضور المفاوضات بقطع علاقاتها بالارهابيين وأن تثبت ذلك.وقال الامير سعود ان مواصلة طالبان صلاتها مع ابن لادن يعني أن الحركة لن تأتي الى المفاوضات بموقف ايجابي.وقال ان المضمون الاهم في هذا المؤتمر هو توجه النية الى تغيير السياسة في أفغانستان من حيث التسليم مبدئيا بأن التسوية في أفغانستان لن تكون مسألة عسكرية فقط وانها يجب ان يكون لها جوانب سياسية واقتصادية.وأصرت الولايات المتحدة على ألا يكون المتمردون طرفا في أي تسوية سياسية الا اذا قطعوا كل علاقاتهم مع القاعدة ونبذوا العنف واحترموا الدستور الافغاني.وقال كرزاي ان أفغانستان تحتاج الى دعم جيرانها وخصوصا باكستان من أجل تأمين السلام.وكانت باكستان والسعودية والامارات العربية المتحدة الدول الثلاث الوحيدة التي اعترفت بحكومة طالبان قبل أن يطيح بها غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001.وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان دولا تعهدت بتقديم اكثر من 140 مليون دولار لصندوق يهدف الى تشجيع المتشددين الافغان على نبذ العنف والاندماج مجددا في المجتمع.وقال ميليباند في مؤتمر صحفي “اليوم وحده هناك تعهدات تزيد عن 140 مليون دولار للعام الاول من برنامج اعادة الاندماج الوطني ونحن ملتزمون بتحقيق ذلك.”وكانت بريطانيا قد انتقدت غياب إيران عن مؤترم أفغانستان وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند انه لا يمكن تفسير قرار ايران عدم المشاركة في مؤتمر دولي كبير بشأن مستقبل أفغانستان يعقد في لندن.وقال الوزير في مؤتمر صحفي في ادانة شديدة اللهجة لقرار ايران “دعي وزير خارجية ايران لحضور هذا المؤتمر بالطريقة نفسها التي دعي بها وزراء خارجية جميع الدول الاخرى. ولسبب ما لا يمكن تفسيره اختار ألا يحضر.”وجاء بالبيان الختامي للمؤتمر أن أفغانستان وافقت على سلسلة من الاجراءات الرامية لمحاربة الفساد وأنها ستعمل مع المتمردين الذين يتخلون عن العنف.وأكدت افغانستان أنها ستعيد دمج مقاتلي طالبان في المجتمع اذا قطعوا علاقاتهم بتنظيم القاعدة والتزموا بالسعي الى تحقيق الاهداف السياسية بالطرق السلمية.ونص البيان على أن الرئيس الافغانى حامد كرزاى يعتزم حظر عمل أقارب الوزراء والمسؤولين الحكوميين في ادارات جمع الرسوم والعوائد.كما تخطط أفغانستان لانشاء لجنة رقابة مستقلة لتقييم مدى التقدم الذي يتحقق في مجال الحد من الفساد المستشري.كما توقع البيان قيام القوات الافغانية بغالبية العمليات في المناطق غير الآمنة في البلاد في غضون ثلاث سنوات