بمناسبة الذكرى الـ 43 لثورة (14 أكتوبر) المجيدة
[c1](من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا اللَّه عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا) صدق اللَّه العظيم.[/c][c1]*[/c] منزلي (الحالي) كان مخزناً للأسلحة والتدريبات السرية على العمليات الفدائية لقاء/ زكريا السعدي:[c1]راية متواضعة[/c]العبد صالح سالم الحوشبي من مواليد 1936م في منطقة النمارة من قرى ردفان من أسرة متوسطة الحال اشتهرت بالعلوم الدينية، حيث كان والده الشيخ صالح سالم علامة تتلمذ على يدي والده الذي كان معلماً لابناء قريته وقد غرس والده فيه حب الوطن وان الحرية والكرامة لا تشترى بمال وانما تدفع الارواح والابناء في سبيلها.التحق بعد ذلك بالخدمة الشرطوية في يوليو 1955م تعلم فيها مبادىء اللغة العربية والانجليزية والحساب.عند قيام ثورتي (سبتمبر وأكتوبر) كان له شرف المشاركة فيها عبر تنظيم الجبهة القومية وفي عام 1962م تم ترقيته الى جندي أول وفي 1965م رقي الى رتبة رقيب.[c1]قيام التنظيم بتمويل ذاتي[/c]يقول المناضل/ العبد صالح سالم: عند قيام ثورة (26 سبتمبر) كنا مجموعة شباب كان معي الاخوة/ علي محضار ومحمد يحيى جابر وعلي مقبل حسين ومحمد سرور وعدد من الاخوة الشرفاء، وقد ازداد عندنا الحماس بعد قيام ثورة سبتمبر العظيمة.. ولكننا كنا نفتقر الى القيادة السياسية الموجهة التي توجهنا وتمدنا بالسلاح.وعند قيام ثورة (14أكتوبر) قمنا بتقسيم انفسنا الى خلايا تحت تنظيم واحد، اسسناه انا ومن معي اطلقنا عليه اسم الضباط الاحرار والحقيقة كانت هناك الكثير من الخلايا الاخرى لكن لم يسمح لنا الوقت لنتعارف.استمر العمل التنظيمي عبر ما كنا ندفعه من اشتراكات شهرية وعندما تم الدمج رفضناه ورفضته جميع قواعد الجبهة القومية في الداخل وعندما فرض علينا الحصار كنا نجمع التبرعات والاشتراكات ونرسلها الى الإخوة في تعز لشراء السلاح من اجل الكفاح المسلح.منزلي مخزن للاسلحة ومقر للتدريب السرياقولها بكل تواضع ان هذا البيت الذي اسكن فيه حالياً كان مخبأً للاسلحة وقد دربنا على استخدام القنابل اليدوية ووضع الالغام والعبوات الناسفة للاخ/ احمد سلام عيسائي، وقد كان معي كل من الإخوة/ محمد سرور علي وصالح سيف مقبل وعلي سالم احمد واحمد عبداللَّه الباصلة واحمد منصور صلاح.[c1]عمليات فدائية[/c]ويستطرد المناضل/ العبد صالح.. اهم العمليات التي شاركت فيها وضع لغم في مطار الهيلوكبتر في مدينة الشعب وذلك ليلة عيد الاتحاد، وضعناها للطائرة التي تقل المندوب السامي ووزير الدفاع/ فضل بن علي، ولكن لسؤ الحظ لم تنفجر العبوة بسبب عطل فيها وقد اكتشفت في اليوم التالي بعد تفتيش دقيق، ورغم فشل الخطة الا ان هذا ترك ضجة عالية ورعب في قلوب الانجليز والسلاطين.ومن المهام التي كلفت بها ايضاً هي مراقبة ضباط المخابرات الانجليز ومنهم مستر "كندش" الذي تم اغتياله بعد ذلك اضافة الى ما تحملته من خطر من تخزين الاسلحة في بيتي والتدريب فيه بسرية تامة، كما كلفت باستطلاع اخبار الإخوة/ فيصل عبداللطيف ومحمد احمد البيشي وعوض محمد جعفر وعدد من الإخوة في التنظيم كانوا قد اختطفوا وتم اخذهم الى تعز، فكلفت بالذهاب الى المسيمير والى الملاح لاستطلاع هذه الاخبار وفي الطريق انفجر لغم بالسيارة التي كنا فيها وقتل السائق وشخص آخر، ومشيت سيراً على الاقدام الى المسيمير واجتمعت هناك ببعض الإخوة في التنظيم وحاولنا تشجيعهم وتثبيتهم على البقاء ومن ثم ذهبت الى الملاح، ومن هناك استقليت سيارة الى لحج والتقيت بدورية من تنظيم الجبهة القومية عرفت فيهم الأخ/ محمد الجفة الذي طلب مني البقاء معهم وحذرني من خطر الطريق ولكنني كنت مصراً على العودة الى عدن وموافاة الإخوة هناك بما حصلت عليه من أخبار، وفي الطريق اطلق علينا الرصاص واصبت بالجانب الايسر من رأسي وفقدت الوعي، كان هذا في 4/9/1967م واعادني السائق الى لحج وعرفني الأخ/ محمد يحيى البعم واتصل بالنقيب محمد حيدرة وجهز لي سيارة لتنقلني الى مستشفى "الجهيتش" مستشفى عبود حالياً.. وقد ادت الاصابة الى "شلل نصفي" والطلقة استقرت في الدماغ وقد ارسلت للعلاج الى جمهورية مصر العربية ولكن لم يتمكن الاطباء من اخراج الطلقة.ويضيف قائلاً: مارست العمل التنظيمي الى أكتوبر 1970م بعدها قدمت استقالتي نتيجة لوضعي الصحي الآنف الذكر الذي منعني من حضور جلسات التنظيم.في نفس العام احلت الى المعاش بعد كل ما قدمت ولكن زملائي في العمل وتنظيم الجبهة القومية احتجوا وتم اعادتي الى العمل في ابريل 1971م ولكن بدون رتبة وبرقم جديد ونتيجة للظروف التي مرت بها البلاد لم تعط لي الدرجات المستحقة وفي عام 1980م ترقيت الى رتبة جندي أول وبعدها الى رتبة رقيب علماً ان هذه رتبتي عام 1965م.[c1]كلمة أخيرة[/c]أهنىء اليمن بفوز الاخ/ علي عبداللَّه صالح / رئيساً للجمهورية .. والذي نرى انه اقدر على تحمل هذه المسؤولية لكونه اعلم بهذه المراحل التي تمر بها بلادنا.اما نحن فإننا الآن وبعد أن اقعدنا المرض فإننا نحاول أن نزرع في ابنائنا حب الوطن وان يتفاعلوا مع قضاياه فنحن كنا ومازلنا جادين ومؤمنين بالقضية التي عشنا وناضلنا من اجلها الى ان وصلنا إلى ما وصلنا إليه فالحياة بمعزل عن قضايا وطنك لا يكون لها طعم.