بغداد / وكالات :قال أستاذ مادة النحت بأكاديمية الفنون الجميلة أحمد عبد السلام إن الفراغ الأمني الذي يشهده العراق تسبب في تحطم أو سرقة أو إزالة الكثير من التماثيل التي نحتها نخبة من أبرز الفنانين.واستشهد عبد السلام بالأضرار التي لحقت بتمثال كهرمانة عشيقة علي بابا الواقفة عند نهاية شارع السعدون وفي مدخل شارع الكرادة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بغداد، معتبرا هذا التمثال من أجمل تماثيل العاصمة.أضاف الأكاديمي العراقي أن محمد غني حكمت وخالد الرحال وإسماعيل الترك هم النخبة التي "لا تقدر بثمن في بلادنا، والتي استطاعت- بعد رحيل المعلم الأول جواد سليم نهاية خمسينيات القرن الماضي الذي ترك لنا نصب الحرية متوسطا بغداد- التعامل بثقافة مع قوالب البرونز ومع الحجر الأصم".[c1]سرقة[/c]من جانبه قال المهندس أنور سالم إن التماثيل التي سرقت أو تحطمت داخل بغداد كثيرة, لعدة أسباب أهمها السرقة بهدف الحصول على مادة البرونز التي تتكون منها تلك التماثيل.وأضاف سالم الذي يعمل لدى أمانة بغداد أنه لا يوجد توجه حكومي لإزالة التماثيل وإنما "هناك انفعالات شعبية مقترنة بتفسيرات سياسية وتاريخية تقف وراء تحطيمها", حيث نجم عنها تحطيم تمثال مؤسس بغداد أبي جعفر المنصور الذي أنجزه خالد الرحال.أما نبيل الرسام أحد تلاميذ الرسام التشكيلي العراقي فائق حسين فقال "نحن تلاميذ فائق نقوم بتنظيف اللوحة الرائعة التي رسمها الراحل على جدارية من الطابوق في نهاية الخمسينيات", مضيفا أنهم حريصون على بقاء مثل هذه الأعمال التي ليس لها علاقة بالتغيرات السياسية أو المذهبية.وأعرب عن حزنه عندما تسرق التماثيل أو أن تتحطم مستطردا بقوله "اتفقنا على أن يتم تحطيم تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس لدلالاته على مرحلة انتهت من حكم فردي استبدادي, لكننا ضد أن يكون الفن ورموزه وآثاره هدفا لأي صراع من أي نوع".[c1]تدمير متعمد[/c]وفي وصفه للضرر الذي لحق بتمثال كهرمان قال حسن منصور الموظف بأمانة بغداد إن إصابته جاءت نتيجة انفجار سيارة مفخخة, مما أسفر عن تحطم أربعة من الجرار الأربعين وكسور في بعض أصابع التمثال وخدوش أخرى قابلة للإصلاح.وفي نفس السياق قال النحات نزار محمد إن العديد من التماثيل والنصب تعرضت لتدمير متعمد في بغداد من قبل جماعات مجهولة. وأضاف أن دبابة أميركية أصابت البوابة التاريخية ذات الطراز الآشوري للمتحف الوطني العراقي بمنطقة علاوي مما تسبب في أضرار جسيمة للبوابة. وأضاف نزار أن بعض التماثيل لا تزال سالمة من الضرر خاصة تلك التي توجد بالقرب من قوات عسكرية أميركية أو عراقية ومن أبرزها تماثيل أبي نواس وشهريار وشهرزاد بشارع أبي نواس.[c1]نماذج [/c]أما عن أبرز التماثيل التي تحطمت فيشير النحات العراقي إلى تمثال الخليفة العباسي الثالث الواثق وسرقة تمثال رئيس الوزراء العراقي في العشرينيات عبد المحسن السعدون وتدمير نصب قوس النصر في المنطقة الخضراء وهو عبارة عن سيفين متقاطعين تمسك بهما يدان تخرجان من بين مجموعة كبيرة من الخوذ الفولاذية التي تركها جنود إيرانيون خلال القتال. وكانت المرة الأولى التي يتم فيها تحطيم تماثيل ببغداد هي تلك التي رافقت الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الكريم قاسم في الرابع من يوليو/تموز 1958 حيث تم تحطيم تمثال القائد البريطاني الجنرال مود, كما حطم تمثال الملك فيصل الأول مؤسس الملكية في العراق.وبعد سقوط النظام العراقي السابق توالت أعمال هدم التماثيل وكان أبرزها إزالة تماثيل الضباط الذين شاركوا في انقلاب عام 1941 بقيادة رشيد عالي الكيلاني, وكذلك عشرات التماثيل في شط العرب بالبصرة وكذا تحطيم تماثيل لضباط عراقيين أعدموا في منطقة أم الطبول غربي العاصمة عام 1959.
|
ثقافة
فنانون وأكاديميون ينتقدون استهداف تماثيل العراق
أخبار متعلقة