ينحدر الشهيد ناصر احد أبناء الأستاذ القدير صالح منصور مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية خور مكسر ونجله الأكبر من أسرة تتكون من أم رؤوم كرست كل حياتها وخصصت جل وقتها من أجل الاعتناء بتربية أبنائها الستة التربية الحسنة والأغداق عليهم بدفء حنانها وكرم عطفها وعطائها ومن أب يمتلئ قلبه بفيض المشاعر الأبوية النبيلة ووجدان مرهف بالاحاسيس، حيث ان قيامه بواجبه نحو وطنه والتزامه باداء مهامه لم تشغله يوماً من الأيام عن توجيه اهتماماته صوب أبناءه ولم تصرفه عن ممارسة دوره في منزله ولم تمنعه من توفير متطلبات الحياة المستقرة لهم وتذليل سبل العيش والسهر على صحتهم ومشاركتهم همومهم ومشكلاتهم ورعايتهم بحرص شديد خلال أطوار نموهم.ومن خمسة أخوة في غاية اللطافة والوداعة وتحت كنف هذه المعطيات نشأ الشاب الشهيد وترعرع في جو تسود السعادة والتفاهم كافة جوانب وأركان حياتهم تغمرهم وتضلل عليهم.بدأت قصة رحيله حينما قادته نفسه التواقة مساء أحد الأيام إلى مسرح الاحتفالات بالعيد الخامس عشر لميلاد الجمهورية اليمنية للاستمتاع بمباهج الزينة خطى خطواته الأولى نحو حتفه من دون ان يعلم ما يخبئه له القدر والسرور يحدق به ونفسه تكاد تطير بعد ان أبهره منظر نجوم الألعاب النارية المتلائة وهي تحلق في كبد سماء المنطقة ودفعته رغبته الجامحة إلى مشاركة الشعب وقضاء وقت طيب مع رفقته.وبينما هو واقف بين الحشد يرقب حركة انطلاق الاضواء عبر الفضاء إذا بصاروخ تائه قد ضل طريقه وانحرف بمساره واقعاً بين قدميه محدثاً أضراراً بليغه ومخترقاً بشظاياه أكثر من موضع في جسده. لتخر على إثره دماؤه الطاهرة والزكية ويهوي نحو الأسفل، وسط ذهول الحاضرين وما أن أوصله المنقذون إلى أقرب مستشفى كانت روحه قد لفظت أنفاسها الأخيرة وفارقت الحياة مرفرفة إلى جوار ربها ساكنة احدى جنانه.وأثناء تسلل أحداث الوقائع كان ابوه لايزال قابعاً مكانه المعتاد في احدى زوايا غرفته منتظراً وفاء ولده بالوعد الذي قطعه على نفسه من العودة إلى المنزل كما عهده في السابق ومع طول غياب ولده ازداد قلق الأب وبدأ المستقبل ينبىء بحدوث شيء مفاجئ، وخلال محاكاته مع نفسه التي ظلت تراوده إذا برنين التلفون يخترق وحدته ويقطع خطوط التواصل مع نفسه وتلقي على مسامعه خبراً كان وقعه عليه أثقل من قوة العاصفة القوية.وبثبات المؤمن وتسليمه بقضاء الله وقدره تلقى الأب نبأ وفاة باكورة انتاجه وبارح مكانه قاصداً المستشفى وحين كشف اللثام عن وجهه لم يستطع حبس دموعه المنسابة عبر وجنتيه الشاحبتين التي أبت إلا أن تشاركه حزنه فتسقط قطرات دموعه الدافئة على وجهه المضيء كما تتساقط حبات الندى على ورق الاشجار، وبعد برهة من الزمن وبعد ان بدأ في جمع شتات أفكاره وامتلاك زمام أمره واستعادة قواه تأهب للاستعداد لاقامة مراسيم دفنه ولتواري جسده ناصع البياض الخالي من ذنوب المعاصي في موكب مهيب سار فيه جمع غفير من الناس. لتنتهي معه آخر لحظات الوداع وتبدأ معه مرحلة جديدة لحياة البون والفراق الأبدي.وبلفته كريمة وإنسانية من الأخ د. يحيى الشعيبي المحافظ السابق لمحافظة عدن وبقرار أبوي صادق ومسؤول أصدر فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله في تاريخ 11/8/2005م توجيهاته باعتماد كل من:الشاب/ ناصر صالح منصور 18 سنةالشاب/ ليث حسين ثابت 20 سنةوالطفل/ مهند عدنان طه (سنتان)الذين كانوا ضحايا الألعاب النارية شهداء لليمن. احمد بن عوض
|
اطفال
قصة رحيل الشهيد ناصر
أخبار متعلقة