فضل الأشول الشفافية الكبيرة التي ظهر بها الدكتور/ صالح باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في لقاءٍ صحفي سابق متحدثاً عن أحوال حقيبته الجديدة أثارت الدهشة الممزوجة بالإعجاب والإكبار والسر في ذلك يعود إلى تلك اللغة الجديدة الواضحة التي لم نعهدها من مسؤولين على مستوى "مدير عام" فما بالنا بوزير...! فالرجل في هذا اللقاء سمى الأشياء بمسمياتها واضعاً النقاط على الحروف متلمساً بأنامله الخبيرة مواضع الفساد والإفساد مبتعداً عن الدبلوماسية المألوفة والعبارات الفضفاضة الفارغة من أي محتوى، لأنّ الإدارة الحقيقية الراغبة في الإصلاح لا تتهاون في كشف النقائص والقصور كخطوة أولى ومهمة من أجل تحديد الأسباب والمسببات مهما كانت مؤلمة لتتمكن بعد ذلك من تحرير وصفة إدارية وترجمتها بشكل علني وعملي في آن. الدكتور باصرة كما هي عادته في الصرامة ونزوعه الفطري لإصلاح ما أفسده الدهر نشر عن قصد الغسيل السيئ لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لهذا الغسيل الذي ظل مطموراً تحت طاولات ومقاعد حفنة من "مهرجي" الوزارة أطلق عليهم تجاوزاً مسؤولين في الوقت الذي لا يصلحون فيه حتى مراسلين وهذه الشهادة ليست من عندي، بل عهدتها د . صالح علي باصرة الرجل الأول في هذه الوزارة الذي استطرد قائلاً : إنّ الوزارة حولت إلى إدارة للبعثات والمنح بينما لا يمثل هذا العمل سوى 10% من عملها الحقيقي وشرعوا - أي المسؤولون إياهم الأبواب مفتوحة للبعثات والمنح من كل صنفٍ ولون وبحسب شروطهم الخاصة طبعاً. وكوني من عوام الناس البسطاء أذهلني أن يصل توغل الفساد وطغيانه في هذه الوزارة حد ابتعاث بعض ممن حصلوا على درجة 64% للدراسة في الخارج في الوقت الذي أغلقت في وجوههم أبواب الجامعات الحكومية في بلادنا بل وابتعاث أشخاص لا يمتلكون أية مؤهلات صدق.. أو لا تصدق. وهنا أتساءل، معنى كلام الوزير بعدم وجود لائحة منظمة لعمل الوزارة إذاً أين الاسم من المسمى والجوهر من المظهر وكيف أطلق عليها أصلاً وزارة...! هل وصل العبث بهؤلاء المتنفذين المهرجين حد هتك عرض الوزارة وتجريدها من أبسط مقومات الحشمة الإدارية والقانونية فمن المسؤول؟ عن تنصيب مثل هؤلاء الجهلة في مفاصل الوزارة الحساسة ومن يقف وراءهم ولماذا لا يتم إحالتهم إلى النيابة العامة.. علناً ولو من باب جبر الخاطر وللمتابع الحرية الكاملة والأمر، كذلك من إسقاط ما يوحي به خياله عن أية وزارة في البلاد مع الأخذ بعين الاعتبار تفاوت الفساد والمفسدين بين وزارة وأخرى المهم أنّ أيادي الفساد تصفق وتطبل في أي مكان ومن حيث المبدأ .. تعظيم سلام للدكتور باصرة كونه الشخصية الأولى التي ألقت حجراً في المياه الراكدة وبكل شجاعة فمن التالي.. ولو بالقول..!
باصرة .. وغسيل التعليم العالي
أخبار متعلقة