خبر اعتقال وزارة الداخلية السعودية لخمسة من الأشخاص,مصري وسوري وثلاثة سعوديين يبثون أفكار ونظريات التكفير ويشجعون الشباب على ممارسة العنف يدل على عدة أمور، منها أن معركتنا مع الإرهاب ما زالت قائمة وأنه لم يأن بعد للفارس أن يترجل عن حصانه، وأنه لا يحق لنا أن نتراخى بسبب الهدوء الذي ننعم به في الفترة الأخيرة. ومنها أن تنظيم القاعدة الذي يقف وراء هؤلاء الأشخاص خصم لا يستهان به، خصم قادر على التكيف واستخدام معطيات العصر فيما يخدم مصالحه الإجرامية. فالتكفيريون في السبعينات والثمانينات والتسعينات كانوا يدعون لمعتقداتهم ومشاريعهم التدميرية في سرية تامة ومجالس خاصة ملؤها التوجس والريبة من كل قادم جديد خشية أن يكون « رجل مباحث ». تذكر بعض المصادر أن « سيد قطب » وهو في سجنه كان يتوجس من بعض المساجين خيفة ولا يطلعهم على كل ما عنده وأنه كان يؤثر بعض ( حوارييه ) بالعلم «اللدني» الذي كان يبشر به. اليوم هم لا يحتاجون لمثل هذه التحرزات وهذه المخاوف في زمن الإنترنت والتواصل المباشر مع كل من يستخدم الإنترنت، فقد أصبحت الدعوة لمذهبهم المجرم أسهل بكثير مما كانت عليه في الماضي. لقد غزوا كل المنتديات التي يكون فيها تجمع كبير للشباب، كونوا أسماء ذات شعبية تتلطف في العبارة وتستعرض معلوماتها الشرعية بصورة تجعل بعض الشباب ينبهرون ويشعرون بالضعف أمامهم عندما يتطرقون لقضية تقصير المسلم في حق دينه وواجب التطهر والتضحية في سبيل القيمة، ينبهر بهم بعض الشباب، خصوصاً أولئك الذين لم يحصنوا بشكل صحيح أمام هذا المد الجارف. الجهات الأمنية، بالتأكيد، تبذل جهداً مشكوراً في تتبع هؤلاء الفاسدين المفسدين، لكن هذا لا يسقط عنا واجبنا نحن أمام أبنائنا، واجبنا هو « تحصين البيت » بغرس القيم الإنسانية المدنية الصحيحة في نفوس الأطفال منذ الصغر بحيث تتم تربيتهم عليها وتصبح ككأس الحليب الذي يشربونه في الصباح قبل أن يذهبوا لمدارسهم, حب الوطن، حب الناس كلهم، حب السلام, كراهية العنف بكل صوره، تقدير قيمة هذه الحياة التي وهبت لنا، أهمية العمل الشريف الذي يكسب منه الإنسان ولا يلحق ضرراً بأحد، هذه هي القيم التي حبذا أن تربي عليها ولدك وبنتك، وإلا فلا تلم أحداً إن فوجئت بأحدهما معتقلاً في خلية نائمة، أو مقتولاً بعد أن فجر نفسه بحزام ناسف. [c1]-----------------* كاتب سعودي[/c]
|
فكر
تحصين البيت من الفكر الإرهابي
أخبار متعلقة