صدام يأمل أن تستعين واشنطن بمساعدته
بغداد/ وكالات : أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس تشكيل هيئة وطنية لتطبيق مبادرة وطنية اقترحها تتضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف لتحقيق المصالحة الوطنية وإجراء حوار وطني في العراق.وتتضمن المبادرة التي عرضها المالكي أمس أمام أعضاء البرلمان والمؤلفة من 28 نقطة، عفوا عمن لم يرتكب جرائم حرب وجرائم "إرهابية"، وتشكيل اللجان اللازمة لإطلاق سراح "الأبرياء" بالسرعة الممكنة، على أن يتعهد الراغب بالحصول على فرصة العفو بشجب العنف ودعم الحكومة الوطنية.وكذلك إعادة النظر في هيئة اجتثاث البعث بموجب ما نص عليه الدستور، وإخضاعها للقانون والقضاء لتأخذ طابعا مهنيا ودستوريا.ونصت المبادرة أيضا على جعل القوات المسلحة غير خاضعة لنفوذ القوى السياسية المتنافسة ولا تتدخل في الشأن السياسي، وحل موضوع المليشيات والمجاميع المسلحة غير القانونية ومعالجتها سياسيا واقتصاديا وأمنيا، وكذلك إيقاف عمليات التهجير القسري.ولم يشر المالكي في مبادرته بشكل صريح إلى الحوار مع الجماعات المسلحة، ولكنه دعا إلى اعتماد "حوار وطني صادق" في التعامل مع الرؤى والمواقف السياسية المخالفة لرؤى ومواقف الحكومة السياسية المشاركة في العملية السياسية.وقال إن الهيئة الوطنية ستضم ممثلين عن السلطات الثلاث، وعن القوى الدينية وشخصيات عراقية مستقلة.من جانبه أعلن العديد من القوى السياسية العراقية تأييده لمبادرة المالكي، في حين أعربت قوى أخرى عن تحفظها على بعض بنود المبادرة خاصة فيما يتعلق بحل المليشيات المسلحة وإعادة النظر بمسألة اجتثاث البعث.ميدانيا قتل خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين بينهم ثلاثة لقوا مصرعهم في انفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي بمنطقة الشورجة وسط بغداد، وأدى الانفجار أيضا لإصابة سبعة آخرين.كما قتل رجل شرطة وأصيب ثلاثة آخرون بانفجار مفخخة استهدف دوريتهم صباح أمس في شارع الربيعي في حي زيونة.كما أصيب ستة مدنيين بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبا لعدد من السيارات في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، وفي بعقوبة أصيب ثلاثة جنود عراقيين بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم.وفي حادث آخر في بعقوبة أيضا أصيب خمسة مدنيين بجروح بسبب انفجار وقع في منزل خال أمس، وفي العمارة جنوبي بغداد قتل مترجم عراقي يعمل مع القوات البريطانية برصاص مجهولين لدى خروجه من منزله.من جهة أخرى أعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت ثلاثة ممن وصفهم بالإرهابيين واعتقلت 17 آخرين خلال مداهمات شنتها صباح أمس غربي مدينة الرمادي.وقال بيان للجيش إن القوات الأميركية عثرت خلال المداهمات على مخابئ أسلحة تتضمن أسلحة خفيفة وأحزمة ناسفة وسترا واقية من الرصاص وقنابل ومتفجرات يدوية.وفي تطور آخر بدأت اليابان أمس بسحب معدات عسكرية وتجهيزات هندسية من العراق.وقد غادرت قرابة 12 شاحنة عسكرية قاعدتها في محافظة المثنى الجنوبية متجهة إلى الكويت.وأكد مسؤولون عسكريون يابانيون في السماوة أن عملية سحب الجنود الـ600 من العراق، بدأت مع مغادرة شاحنات عسكرية وتجهيزات هندسية أخرى إلى الكويت.من جانب آخر،قالت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين متأكد من أن محاكمته على ارتكاب جرائم ضد الانسانية ستؤدي الى عقوبة الاعدام ولكنه يتشبث بأمل أن تستغل واشنطن الحكم عليه كورقة للاستعانة بمساعدته في الحد من أعمال العنف بالعراق. وقال خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام للصحيفة في مقابلة أجريت في الاسبوع الماضي في العاصمة الاردنية عمان ان صدام "يعلم أن الحكم صدر من واشنطن وأنه لو كانت هناك عقوبة أكبر من عقوبة الاعدام لكانت ستصدر عليه". وأضاف أن صدام يتمسك بالامل معتقدا أن وسيلة الانقاذ هي أن يكون الملاذ الاخير للولايات المتحدة "سيطرقون بابه... ستستغل الولايات المتحدة هذا الحكم للضغط على صدام لانقاذها من ورطتها". وقال الدليمي للصحيفة ان الامر بلغ بصدام الى حد الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ربما تعيده رئيسا للعراق، ومضى يقول ان مما يعزز أيضا هذا الاعتقاد في نفس صدام تدهور العلاقات الامريكية مع ايران، وقال "النفوذ الايراني خطر على المصالح الامريكية...الشخص الوحيد الذي يقف في وجه ايران عدوة أمريكا هو صدام حسين".