المتفق عليه ومن منطلق أحكام الإسلام وتعاليمه الراشدة السمحة أن المجتمع الإسلامي هو مجتمع الخير ودفع المسغبة وغمر القلوب والنفوس والأفئدة بمختلف وجوه وضروب المسرات.هذا هو الأصل والقاعدة في مجتمع يؤمن بعقيدة تشحن الأعماق والمشاعر بإكسير المسارعة إلى أعمال البر والتقوى والمشاركة في شتى مناحي ومجالات التكافل والتآزر الاجتماعي والإنساني بصفة عامة، بيد أن المؤمن في هذه الأيام من أواخر هذا الشهر الفضيل والمبارك يغمر جوانحه المرهفة الحزن والأسى حين يمعن نظره في واقع بعض المجتمعات الإسلامية، إذ العمل الخيري فيها يكاد يكون منعدماً وإذا وجد القليل منه فهو موضع ريبة من قبل البعض في المجتمع.إن هذا الواقع ينبغي أن يتغير ويجب أن تعلو أصوات الخيرين ضد بقائه واستمراره لأنه مخالف لخيرية المجتمع الإسلامي التي تمثل صفته الأولى الأصيلة الثابتة.إن المسلم الحق يكلم فؤاده عندما يرى الكثير من المرضى في مجتمعه وهم يموتون بعاهاتهم وبما ابتلوا به من ابتلاءات ومحن تحت أنظار العامة والخاصة ممن حباهم الله تعالى بنعمة السعة في الذرية والوفرة في العيش الرغيد، ولا يجد هؤلاء المصابون قلباً يرق لحالهم أو يداً تعطي أو جهة تواسي ضنك معيشتهم.ولا ريب في أن الحزن لدى المسلم يتضاعف إذا هو سمع مثلاً أن وزيراً في دولة غربية لا يعرف الإسلام يستقيل من منصبه لأن الحكومة كلفت المرضى دفع نصف كلفة العلاج الذي يصرف من تطبيبهم لأنه يريد أن تتحمل الحكومة هذا العبء عنهم!!إن المجتمع الإسلامي المعاصر بكل مؤسساته وهيئاته وأفراده مطالب بأن يحيي العمل الخيري ويعيد له مكانته وفاعليته التي تنسجم وخيرية هذه الأمة ولا يخفى عن البال أن العمل الخيري وعشق الخير ومواساة المنكوبين والمرضى والمحتاجين هو معلم أساس في تحديد مدى إسلامية المجتمع وأصالة تدينه، ولعل الإنصاف يقتضينا هنا باسم الإسلام أن ننوه بجهود أهلنا في اليمن وبعض مناطقه فجهودهم وأعمالهم تستحق التقدير والثناء في مساعدة النازحين من أهلنا في صعدة جراء فتنة الحوثي التي اقترب النصر فيها إن شاء الله لقواتنا المسلحة البطلة وأملنا كبير في أن تتحرك الأمة الإسلامية كلها في مجال العمل الخيري تأكيداً لصفة الخيرية التي وصف بها الإسلام هذه الأمة الماجدة.
العمل الخيري أساس الإسلام وأصالة التدين
أخبار متعلقة