عبدالله الشوافيتابعت البرنامج الذي خصصته قناة (المستقلة) التي تبث برامجها من العاصمة البريطانية لندن، للاحتفال بالعيد العشرين للوحدة، ودهشت كثيرا من الشيخ محمد المهدي الذي كان يقحم اليهود والنصارى في دفاعه عن الوحدة.في إحدى مداخلاته أشار المهدي إلى أن الانفصاليين ودعاة العودة إلى الجنوب العربي ينفذون مخططات اليهود والنصارى ودعاهم إلى الاعتصام بحبل الله وعدم الالتفات إلى ما يروجه اليهود والنصارى ضد الوحدة لأنهم أعداء الدين ، أما الوحدة فهي فريضة دينية شرعية.وبسبب ضعف منطق المهدي.. وضعف رصيده في النضال من أجل الوحدة فقد كان سهلا على خصومه الانفصاليين اصطياده وتذكيره بمواقفه المعادية للوحدة ومشاركته في الحملة ضد دستور الوحدة التي لم ينظر إليها آنذاك بأنها فريضة دينية شرعية.أما عن موقف اليهود والنصارى من الوحدة فقد انبرى أحد الانفصاليين وهو يقول للمهدي إن أمريكا وكافة الدول الأوروبية والدول المانحة وهي دول مسيحية يقودها نصارى ويهود أعلنت دعمها للوحدة وللرئيس علي عبدالله صالح ورفضها للانفصال.. وكذلك فعل زعيم الطائفة اليهودية اليمنية.!!؟أثار انتباهي كثيراً أن الأستاذ محمد الحامدي الهاشمي مدير قناة (المستقلة) كان يلجأ إلى تنبيه المهدي دائمـاً للتوقف عن إقحام اليهود والنصارى حتى يقطع الطريق على دعاة خطاب الفتنة والانفصال الذين ذكروا المهدي بدوره في دعم الجهاد الأفغاني تحت قيادة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وهي من أكبر معاقل النصارى والصهاينة في العالم بحسب إحدى المداخلات.والأهم من كل ذلك ما جاء في الحلقة الماضية التي بثتها قناة (المستقلة) في الأسبوع الماضي حيث واصل الشيخ محمد المهدي هجومه على اليهود والنصارى، فما كان من الهاشمي مدير القناة سوى أن يغلق نظام استقبال المكالمات في الأستوديو كي يتفرغ بنفسه للرد على المهدي فقال له : يا شيخ محمد المهدي لقد نبهتك عدة مرات بأن تتوقف عن مهاجمة اليهود والنصارى وأنت كما يبدو لا يوجد لديك سوى هذا الخطاب المتحجر.وأوضح الهاشمي أن من بين الطاقم الصحفي والفني العامل في قناة (المستقلة) زملاء من أتباع الديانتين اليهودية والمسيحية، كما أن الهاشمي وزملاءه يعيشون في بريطانيا بين مواطنين يهود ونصارى ولم يجد هو وزملاؤه عندهم غير الرحمة والعدل والاحترام والتقدير، وغير ذلك من السلوك الإنساني الذي يأمر به الله تعالى ولم نجده في بلداننا الإسلامية.وكان مثيرا للدهشة أن يطلب الهاشمي من المهدي احترام الكثير من اليهود والنصارى البريطانيين والأوروبيين الذين يدعمون القضية الفلسطينية بل إن بعضهم يطالبون برفع الحصار عن حماس، وجهزوا سفنـا لإرسال مساعدات غذائية بهدف فك الحصار المفروض على قطاع غزة، بينما يكتفي العرب والمسلمون بلعن اليهود والنصارى وبالدعاء لحماس وسكان غزة بالمساجد!!.والأهم من كل ذلك أن الهاشمي طالب المهدي بضرورة احترام مشاعر المواطنين اليمنيين الذين يشاهدون البرنامج من أبناء الطائفة اليهودية التي تحظى في ظل دولة الوحدة والرئيس علي عبدالله صالح بالرعاية والتقدير، بينما لا تجد عند المهدي وأمثاله غير الشتم والسب واللعن.. ولعل الهاشمي كان يوحي بكلامه أن خطاب الشيخ المهدي هو أفضل خدمة للصهيونية ولأعداء اليمن الذين يسعون إلى تفكيك الوطن العربي، وتمزيق وحدة اليمن من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية.
|
فكر
ما بين الهاشمي والشيخ المهدي
أخبار متعلقة