استراتيجية صهيونية تقليدية للحصول على مكاسب على الأرض قبل أي هدنة
غزة - عواصم /14اكتوبر/ رويترز:وجهت إسرائيل أعنف قصف لأحياء غزة أمس الخميس فيما قد يصبح آخر هجمات على حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) قبل اتفاق لوقف إطلاق النار بينما وعدت واشنطن بضمانات أمنية قد تقرب من التوصل الى اتفاق.ووصف أيمن طه المسئول بحماس حرب الشوارع التي قصفت خلالها إسرائيل مجمعا للأمم المتحدة ومبنى إعلاميا بأنها محاولة لإجبار الحركة الإسلامية على قبول شروط إسرائيل للتوصل إلى هدنة. وتعرض مستشفى للقصف أيضا خلال القتال.وقال مسئولون طبيون إن 15 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الهجمات الإسرائيلية.وقال تلفزيون تديره حركة حماس إن وزير الداخلية في حكومة الحركة سعيد صيام استشهد في غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة أمس الخميس.وكان صيام مسئولا عن قوة الشرطة التابعة لحماس والمؤلفة من 13 ألف شخص كثير منهم يشاركون في قتال إسرائيل.وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن مبانيها التي لجأ إليها ما يصل إلى 700 فلسطيني ضربت مرتين بنيران إسرائيلية وأصيب ثلاثة من العاملين بجروح. وتصاعد دخان كثيف من مستودعات الأغذية والوقود.ووصف الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ذلك بأنه “أمر مشين”. وفي اجتماع مع بان في وقت لاحق اعتذر رئيس الوزراء اولمرت لكنه قال إن القصف جاء ردا على نيران من مسلحين فلسطينيين داخل المجمع.وقال اولمرت في تصريحات أذيعت “انه أمر صحيح تماما أننا تعرضنا لهجوم من ذلك المكان.”كما تعرض للقصف مستشفى القدس ومبنى به مكاتب رويترز ومكاتب إعلامية أخرى. ونقل عن طبيب قوله إن المستشفى ضرب بنيران إسرائيلية. وقال تلفزيون أبو ظبي إن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخا على مبنى وسائل الإعلام.وأصيب صحفيان لكن لم ترد تقارير عن إصابة أحد في المستشفى حيث اشتعلت النيران في المكاتب الإدارية ونقل المرضى الذين أصابهم الذعر إلى الطابق الأرضي بحثا عن مكان آمن.وقالت الشرطة إن نحو 25 صاروخا أطلقت من قطاع غزة أصابت جنوب إسرائيل يوم الخميس وتسببت في إصابة ستة أشخاص.وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة للهجوم الجوي والبري الإسرائيلي إلى 1076 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 5000 بجروح وفقا لإحصائيات وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس. وقالت جماعة حقوق فلسطينية إن من بين القتلى 670 مدنيا على الأقل.وقتل 13 إسرائيليا هم عشرة جنود وثلاثة مدنيين لاقوا حتفهم في هجمات صاروخية لحماس.وشوهد عشرات السكان المذعورين في الأحياء القريبة من وسط مدينة غزة وهم يفرون سيرا على الإقدام. وتجمع آلاف الفلسطينيين في منازلهم التي تقدم ملاذا محفوفا بالمخاطر بينما مزقت الانفجارات الشوارع الممتلئة بالأنقاض والتي تتصاعد فوقها أعمدة الدخان.وقالت امرأة وهي تهرول فارة من المنطقة وتحمل طفلا بين ذراعيها بينما يحاول أن يلحق بها صغيران آخران “إنها كارثة.“أخذنا أموالنا وجوازات سفرنا. يجب أن نحمل أي وثائق تحقيق شخصية معنا تحسبا لاحتمال أن نقتل. حماس يمكنها أن تعلن الانتصار ؟؟؟‘أن أرادت لكننا لا نحتاج إلا لوقف إراقة الدماء.”وقال دبلوماسي غربي كبير انه يبدو أن إسرائيل تحاول الحصول على مكاسب في اللحظة الأخيرة على الأرض قبل فرض هدنة.وأضاف “إنها إستراتيجية إسرائيلية تقليدية”.وقال دبلوماسيون ان مقترحات مصر تتركز على وقف لإطلاق النار على مراحل تبدأ بفترة هدوء للسماح بدخول المساعدات يعقبها انسحاب القوات الإسرائيلية وإعادة فتح المعابر الحدودية.وأضافوا أن المسئولين الإسرائيليين قالوا خلال محادثات في واشنطن والقاهرة إنهم يريدون ضمانات أمنية تحت “مظلة” أمريكية وتشمل قبول مصر مستشارين ووسائل تكنولوجية من الولايات المتحدة وأوروبا للمساعدة على محاربة التهريب عبر الأنفاق الحدودية.وبالإضافة إلى تعزيز الأمن على طول ما يسمى بممر فيلادلفي الذي يفصل غزة عن مصر تطالب إسرائيل ببرنامج دولي للمراقبة البحرية لتتبع واعتراض أي سفن تحمل صواريخ قد تساعد حماس على إعادة تسليح.وفي القاهرة أجرى مسئول دفاعي إسرائيلي محادثات مع الوسطاء المصريين الذين يتفاوضون مع مسئولي حماس على وقف لإطلاق النار. ومن المقرر أن يطلع القادة الإسرائيليين على نتائج محادثاته في وقت لاحق يوم الخميس.وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت ان وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أبلغت أولمرت بالهاتف أن واشنطن ستوقع اتفاقا بشأن إجراءات لمنع حركة حماس من إعادة التسلح بعد وقف إطلاق النار لتعالج بذلك مبعث قلق رئيسيا لإسرائيل.وقال مكتب أولمرت في بيان “أشارت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للمساعدة في حل مشكلة التهريب وتوقيع مذكرة تفاهم مع إسرائيل بهذا الخصوص.”وتقول إسرائيل إن وقف إطلاق النار يجب أن يضمن منع حماس من تهريب الأسلحة عبر أنفاق تحت الحدود بين مصر وغزة بالإضافة إلى إنهاء هجمات الصواريخ التي تشنها الحركة على بلداتها الجنوبية.وتريد حماس من إسرائيل التي بدأت هجومها على غزة في 27 ديسمبر سحب قواتها ورفع حصار دام طويلا على قطاع غزة.نفسها.وفي العاصمة السعودية الرياض اجتمع زعماء عرب خليجيون امس الخميس في اجتماع طارئ بشأن الهجوم الإسرائيلي في غزة الذي يمكن أن يساعد في إلغاء قمة عربية اقترحتها قطر.ودعا العاهل السعودي الملك عبد الله إلى عقد الاجتماع فيما يجهض محاولة من جانب قطر لعقد قمة عربية في الدوحة يوم الجمعة رفضت السعودية ومصر حضورها.وقالت الدولتان العربيتان الكبيرتان إنهما تفضلان أن يبحث الزعماء العرب الهجوم على غزة أثناء القمة الاقتصادية العربية المقررة بالفعل في الكويت الأسبوع القادم.والخلافات بشأن هل تعقد قمة ومتى وأين تعقد تعكس الانقسام العربي بين مصر والسعودية والدول الحليفة لهما من جانب وبين سوريا وقطر والدول المتحالفة معهما من جانب آخر.وسوريا وقطر أكثر تعاطفا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007 .ووصل زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم السعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة إلى الرياض مساء يوم الخميس.وعرض التلفزيون السعودي الرسمي لقطات لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وهو يتناول القهوة ويجري حوارا قصيرا مع العاهل السعودي. وكان الشيخ حمد قال في كلمة ألقاها في وقت سابق أن دعوته لعقد قمة مازالت مفتوحة. وأرسل السلطان قابوس سلطان عمان ممثلا له.وقال هشام يوسف مساعد عمرو موسى أمين الجامعة العربية في وقت سابق إن اجتماع الرياض يمكن أن يساعد في تعزيز مصير الترتيبات القطرية والكويتية.وفي مواجهة التدفق الذي لا يتوقف لصور معاناة المدنيين الفلسطينيين على قنوات التلفزيون العربية يتعرض الزعماء العرب لضغوط من شعوبهم لمحاولة وقف القتال.خرج مئات المحامين التونسيين في مظاهرة للتنديد بما وصفوه بصمت الأنظمة العربية “المخجل” بعد مرور 20 يوما على بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة.وفي العاصمة التونسية ووسط حضور امني مكثف انطلق مئات المحامين من قصر العدالة في مظاهرة قادها نقيب المحامين بشير الصيد ونددوا بما أسموه “تخاذل الأنظمة العربية المخجل” وطالبوا الأنظمة العربية بالاقتداء بالرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز الذي قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع إسرائيل.ورفع المحامون على أكتافهم نعشا يرمز للجامعة العربية كتب عليه “جامعة الخونة العرب”.وقالت المحامية والنشطة الحقوقية راضية النصرواي لرويترز” الجامعة العربية ماتت بعد أن كانت عاجزة تماما..لا تأثير لها.”وردد المتظاهرون هتاف “تشافيز رمز العزة” ورفعوا صوره إضافة إلى صور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والرئيس العراقي السابق صدام حسين.وفشل الزعماء العرب في الاتفاق على عقد قمة عربية طارئة بشأن الوضع في غزة.وجرت المظاهرة وسط تشديدات أمنية حيث أغلقت قوات الأمن المنافذ المؤدية إلى مقر الأمم المتحدة بتونس ومنع المواطنون من الانضمام إلى المظاهرة.وتستعد تونس التي فتحت خطا جويا لتقديم المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة لاستقبال عدد من الجرحى الفلسطينيين لرعايتهم في المستشفيات التونسية.إلى ذلك قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومصادر دبلوماسية أمس الخميس إن الحركة أبلغت مصر أنها ستوافق على وقف إطلاق النار لمدة عام قابل للتجديد في قطاع غزة إذا سحبت إسرائيل كل قواتها من القطاع خلال ما بين خمسة وسبعة أيام وأعادت فتح المعابر الحدودية على الفور.وذكرت المصادر التي اشترطت عدم نشر أسمائها أن مصر عرضت موقف حماس على إسرائيل لبحثه. ويتوقع أن يتخذ زعماء إسرائيل قرارات يوم الخميس بخصوص الاقتراح الذي نقله مبعوثهم لدى عودته من القاهرة.وطالبت حماس في اقتراحها بأن تضمن مصر والمجتمع الدولي استمرار فتح كل المعابر الحدودية المؤدية الى غزة.وأبلغت حماس مصر بأنها مستعدة لقبول نشر مراقبين أتراك لكنها اعترضت على اقتراح بتمركز قوات من حرس الرئاسة التابع للرئيس الفلسطيني محمود عباس في معبر رفح بين قطاع غزة ومصر.كما تريد حماس أيضا أن يشمل اتفاق الهدنة عقد مؤتمر خاص بإعادة الإعمار.من جانبه قال مسئول إسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزيري الخارجية والدفاع سيتخذون “قرارات” بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أن يتلقوا إفادة مساء الخميس بشأن المحادثات في القاهرة.وقال المسؤول الذي اشترط عدم نشر اسمه إن عاموس جلعاد المسئول الكبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية “سيقدم إفادة لرئيس الوزراء ووزيري الدفاع والخارجية في وقت لاحق الليلة وستتخذ القرارات عقب تلك الإفادة.”