[c1]أبعاد إستراتيجية لجولة الرئيس الصيني في أفريقيا[/c]قالت صحيفة لوفيغارو أن الرئيس الصيني هو جينتاو يبدأ زيارة إلى أربعة بلدان أفريقية, تأتي في وقت يتزايد فيه الدور الصيني في القارة وتتجلى فيه السياسة الصينية البراغماتية التي تمزج بين المصالح التجارية والجيوسياسية في أفريقيا التي تعتبر ساحة تقليدية للنفوذ الغربي والتي حققت فيها الصين نجاحات معتبرة, تسعى لتدعيمها في هذه الزيارة.وجاء بمقال في صحيفة لوفيغارو الفرنسية أن هذه الزيارة الرابعة من نوعها لهو جينتاو إلى هذه القارة منذ سنة 2003, لا تبدو مثل سابقاتها, ولا تركز فقط على ضمان التزود بالبترول إذ تحمله إلى كل من مالي والسينغال وتنزانيا وجزر موريس وهي ليست من البلدان الغنية بالموارد في القارة. ومن المفترض أن تحيي الصين في هذه الزيارة علاقاتها القديمة مع تنزانيا, ومن الممكن أن تصبح أحد موانئها البحرية قاعدة للبحرية الصينية أو على الأقل تقدم تسهيلات تمكن الصين من العودة من الباب الواسع إلى المحيط الهندي ولا سيما مع مهام مكافحة القرصنة التي تقوم بها حاليا قريبا من شواطئ الصومال.ويرى الكاتب أن زيارة هذه البلدان الفقيرة من حيث مصادر الطاقة لها دلالاتها, فالدبلوماسية الصينية التي تركز عادة وبشكل كبير على البترول في أفريقيا -حيث تأتي ثلث وارداتها- لا تغفل حاليا السعي لتكوين علاقات إستراتيجية قوية ومتنوعة مع الدول الأفريقية، ففي الوقت الذي أدت فيه الأزمة المالية إلى جعل الدول الغربية تنكمش وتركز على مشاكلها الداخلية تستغل الصين هذه الفرصة لاكتساب مواقع جديدة في القارة وتسجيل النقاط لحسابها ولا سيما أن المساعدات الضخمة التي تقدمها الصين لا تكون خاضعة لشروط من قبيل تبني إصلاحات ديمقراطية أو تحسين الأداء الحكومي وغيرها من الشروط التي تكون رديفة لأي مساعدات غربية إلى البلدان الأفريقية.وفي هذا الإطار أكدت الصين في السنة الماضية أنها رغم الأزمة المالية العالمية, فهي لن تترك أفريقيا تنهار, وفي يناير الماضي أعاد وزير الخارجية التأكيد على أن المساعدات الصينية إلى بلدان القارة لن يتم تقليصها, كما من المفترض أن يعلن الرئيس هو جينتاو أثناء زيارته بعد أيام عن الزيادة في حجم هذه المساعدات. ويقول الكاتب إن الصين حددت أثناء القمة الأفروصينية سنة 2006 مجموعة من الأهداف الإستراتيجية من المفترض تحقيقها في ثلاث سنوات من بينها مضاعفة المساعدات إلى البلدان الأفريقية وإلغاء ديون نحو 33 منها. وتم تأسيس صندوق لتشجيع المؤسسات الصينية على التوجه نحو أفريقيا, كما أعلنت الصين عن توقيع اتفاقات للمساعدة المالية مع 48 دولة أفريقية من بين 53 وتشمل أيضا اتفاقات منح قروض تفضيلية لعشرين دولة من دول القارة.وتبين الأرقام وفقا للكاتب مدى جدية الإستراتيجية الصينية في القارة حيث أقامت الصين إلى حد الآن علاقات تجارية كبيرة مع مختلف الدول الأفريقية حيث تجاوز حجمها سنة 2008 مبلغ 106.8 مليارات دولار. وفي إطار تكثيف علاقاتها مع الدول الأفريقية وتنويعها تعتبر الصين أول من يساهم في إنشاء البنية الأساسية في العديد من الدول الأفريقية وهي تتمتع بالأولوية لدى الاتحاد الأفريقي.وهي بصدد إنشاء قاعة مؤتمرات جديدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مقابل مليارات من الدولارات, كما حققت الصين منذ بداية السنة نجاحا جديدا في السودان وزيمبابوي وهي تعتبر المستفيد الأول من البترول السوداني في الوقت الحالي. [c1]باكستان اختبار حاسم لقوة واشنطن الذكية[/c] تحت عنوان «باكستان ستكون اختبارا حاسما لقوة واشنطن الذكية» كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأ يفقد صبره مع الوضع المتدهور في أفغانستان وباكستان.وقالت الصحيفة إن وصول المبعوث الأميركي الخاص لباكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك إلى إسلام آباد وتعيين بريطانيا للسير شيرارد كوبر كولز للقيام بدور مشابه، فيه إشارة إلى نفاذ الصبر في الحكومات الديمقراطية التي استثمرت فيها أميركا وبريطانيا الكثير من الأمل والدبلوماسية.وقبل وصوله، وصف هولبروك الموقف في باكستان بأنه «كئيب» وسيكون من الصعب معارضة تقييمه.وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم سياسة الأرض المحروقة المبنية على القصف الجوي للمسلحين، ما زالت طالبان تسيطر على معظم الأرض في شمال وجنوب وزيرستان التي أعلنها مقاتلو طالبان والقاعدة إمارة إسلامية، وأضافت أن سقوط وادي سوات، أحد أروع الأماكن الطبيعية على الأرض، كان إحدى النكسات التي جعلت التوقعات المستقبلية لباكستان كئيبة جدا.وقالت ديلي تلغراف إن وصول هولبروك وتعيين السير شيرارد يؤذن بنهج جديد في باكستان ستغلب عليه الإثارة والغضب، وإن على هولبروك -مع أول رحلة له للمنطقة- أن يستمع ويتعلم، كما قال أحد الدبلوماسيين في إسلام آباد.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة