عندما خصصت وزارة الإعلام العام الماضي يوم الـ (19) من مارس ليكون عيداً للإعلاميين اليمنيين فإن ذلك الخبر كان مفاجئاً للكثير منهم خصوصاً وأن بعضهم كان يظن أن لا أحد سيلتفت إليه وإلى عطاءاته، لذلك فإن اختيار يوم يحتفى به سنوياً بالإعلاميين أحيا الأمل في نفوس الكثيرين من أبناء هذه المهنة التي ترتبط عادة بالمتاعب وتحديداً من الرعيل الأول بأن هناك من يقدر جهودهم التي بذلوها في هذه المهنة ويقول لهم شكراً لكم على كل ما بذلتموه، فليس هناك أجمل من إحساسك بأن سنوات عمرك لم تضع هباء وأنك أسهمت ولو حتى بشكل يسير في إضاءة الدرب للآخرين الذين أتوا من بعدك وأنه لولا أنك كنت رائداً بعملك لما سلك الآخرون دربك اقتداء بك.إن احتفالنا هذا العام بالعيد الثاني للإعلاميين اليمنيين يأتي مختلفاً عن العيد السابق خصوصاً وأن الساحة الإعلامية اليمنية شهدت متغيرات كثيرة تمثلت في ازدياد عدد الصحف المرخص لها أكانت رسمية أو أهلية أو حزبية وكذا القنوات الفضائية والإذاعات المحلية إضافة إلى تزايد أعداد الصحفيين من الجنسين الأمر الذي يعكس توجهات وزارة الإعلام في استقطاب الكادر النسائي للعمل الإعلامي وإيمانها العميق بقدرات المرأة الإعلامية اليمنية وبالرسالة التي بإمكانها أن تؤديها ومحاولتها نشر الوعي في أوساط المجتمع.فالإعلام اليمني أصبح يؤدي دوراً كبيراً في مناقشة كافة القضايا التي ترتبط بحياة المواطنين أكان من خلال دوره التوعوي والإرشادي في محاولة اجتثاث الأفكار المتطرفة من بين أوساط الشباب أو من خلال الرسائل الصحية التي يقوم بالتطرق إليها وتبنيه لحملات تزويج الصغيرات وغيرها من الموضوعات.أتمنى - صادقة - ونحن نحتفل بالعيد الثاني للإعلاميين اليمنيين أن يتم تذكر جميع الإعلاميين الرواد دون استثناء بمن فيهم أولئك الذين نختلف معهم وأن تشهد أوضاعهم تحسناً ملموساً أكان على المستوى المعيشي وتحديداً بدل طبيعة العمل التي طال انتظارهم لها أو على المستوى المهني وأن تعاد إليهم هيبتهم ومكانتهم ويدرك الآخرون ممن يتعاملون مع الإعلاميين بأن الإعلاميين ليسوا جميعاً متساوين فإن كان من بينهم من يحاول إشعال نيران الفتن فهناك آخرون يطفئونها لإدراكهم العميق وإيمانهم القوي بأن الكلمة أمانة ينبغي تأديتها على أكمل وجه ومسؤولية علينا تحملها.فهل يأتي احتفال العام القادم وقد تحقق للإعلاميين بعض من حقوقهم الضرورية التي لايزالون منشغلين في طلبها؟!
للإعلاميين تحية
أخبار متعلقة