احتياطات من الاصابة بانفلونزا الخنازير
واشنطن/مكسيكو سيتي/14 أكتوبر/رويترز: ذكر الرئيس الأمريكي باراك اوباما أمس الاثنين أن المسئولين الأمريكيين يتابعون عن كثب حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير في البلاد لكن ليس ثمة ما يدعو على الفور للانزعاج. وقال اوباما في اجتماع للأكاديمية الوطنية للعلوم «هذا بالتأكيد سبب للقلق ويتطلب حالة تأهب مشددة. لكنه ليس مدعاة للانزعاج.» وأعلنت الولايات المتحدة حالة الطوارئ فيما يتعلق بالصحة العامة أمس الأول الأحد بعد رصد 20 حالة إصابة بالأنفلونزا في البلاد. وأودت الأنفلونزا بحياة ما يزيد على 100 شخص في المكسيك لكن لم تسجل أي حالات وفاة في الولايات المتحدة. وكانت حكومات في مختلف أنحاء العالم قد تحركت لاحتواء وباء محتمل للأنفلونزا بعدما تأكد أن فيروس أنفلونزا الخنازير الذي أودى بحياة 103 أشخاص في المكسيك وامتد إلى أمريكا الشمالية وصل إلى أوروبا. وبينما لم يقتل الفيروس حتى الآن أي شخص خارج المكسيك فان ثبوت قدرته على الانتقال بسرعة بين البشر أثارت المخاوف من أن العالم قد يواجه في النهاية وباء أنفلونزا يقول علماء انه تأخر طويلا. وانخفضت أسعار الأسهم والنفط في أسيا وأوروبا إذ يخشى المستثمرون مزيدا من الاضطراب في الاقتصاد العالمي الهش بالفعل. وتراجع مؤشر (أم.اس.سي.اي) للأسهم العالمية بنسبة 0.7 بالمائة. وأصبحت اسبانيا أول دولة في أوروبا تؤكد ظهور حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير عندما اكتشف رجل عاد من رحلة بالمكسيك الأسبوع الماضي إصابته بالفيروس. ولكن حالته مثل 20 إصابة اكتشفت في الولايات المتحدة وست في كندا ليست خطيرة. كما يجري حاليا علاج مدرس نيوزيلندي ونحو 12 من الطلبة عادوا مؤخرا من رحلة إلى المكسيك باعتبارهم حالات إصابة متوسطة بالفيروس. وعززت الكثير من الدول إجراءات المراقبة في المطارات والموانئ باستخدام كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء ومجسات للتعرف على المصابين بالحمى. وفتحت منظمة الصحة العالمية مركزها لقيادة «غرفة عمليات الحرب» على مدار 24 ساعة. وحثت مفوضة الصحة في الاتحاد الأوروبي المواطنين أمس الاثنين على تجنب السفر غير الضروري إلى مناطق ظهرت بها إصابات. ودعت المفوضية الأوروبية إلى اجتماع عاجل لوزراء الصحة. وأعلنت الولايات المتحدة حالة تأهب صحي عام أمس الأول الأحد. وعلى الرغم من أن معظم حالات الإصابة خارج المكسيك متوسطة فان مسئولة كبيرة في مركز مكافحة االأمراض والوقاية منها قالت أنها تخشى من حدوث وفيات. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس «حالة طوارئ بالنسبة للصحة العامة تثير قلقا دوليا». وتقول أنها قد تصبح وباء أو انتشارا لمرض خطير على مستوى العالم. ولكن حتى الآن لم تصدر توصيات واسعة للحد من حركة السفر الدولية كما لم ترفع منظمة الصحة العالمية درجة التأهب من انتشار الوباء التي تقف حاليا عند الدرجة الثالثة من مقياس من ست درجات. وفي أسواق المال تراجعت أسهم شركات السفر والسياحة مثل شركة (كاثاي باسيفيك ايرويز) في هونج كونج وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايرويز) بشدة في حين سجلت أسعار شركات الأدوية مثل روش نتائج أفضل. وكانت تقديرات البنك الدولي العام الماضي تشير إلى أن وباء عالميا للأنفلونزا قد يكلف العالم ثلاثة تريليونات دولار ويخفض إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة خمسة بالمائة. وانخفضت أسعار النفط لأكثر من أربعة بالمائة لأقل من 50 دولارا للبرميل أمس الاثنين تحت وطأة توقعات بان الاقتصاد العالمي ربما يعاني في حالة حدوث وباء لأنفلونزا الخنازير. وعقد مجلس وزراء اليابان اجتماعا خاصا وقال انه يعطي أولوية لإنتاج لقاح جديد بالرغم من أن هذه العملية تستغرق شهورا. وفي المكسيك مركز تفشي الفيروس تباطأت وتيرة الحياة بصورة كبيرة في المدن حيث أغلقت المدارس وألغيت المناسبات العامة للحد من انتشار المرض. وقضى الكثير من الأشخاص في العاصمة العطلة الأسبوعية في منازلهم أو ارتدوا أقنعة طبية زرقاء اللون وزعها جنود مكسيكيون في شاحنات حتى يتمكنوا من السير في الشوارع التي سادها الهدوء المريب. وتفكر سلطات المدينة في إيقاف حركة النقل العام. وأوضح وزير الصحة المكسيكي خوسيه انجيل كوردوبا في وقت متأخر أمس الأول أن الأنفلونزا قتلت 103 أشخاص في المكسيك وأن حوالي 400 شخص نقلوا الى المستشفى لإصابتهم بالفيروس لكنه أشار إلى أن معظم المصابين تماثلوا للشفاء. وحاولت السلطات الصحية في إنحاء أسيا تطمين المواطنين بالقول أن لديها مخزونات كافية من العقاقير المضادة للأنفلونزا لمواجهة أي تفش. وأضاف جوان يي وهو أستاذ أكاديمي بجامعة هونج كونج ساعد على مكافحة فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) وأنفلونزا الطيور» نحن على شفا وباء.» وأضاف «أعتقد أن تفشي هذا الفيروس بين البشر لا يمكن احتواؤه خلال فترة قصيرة.. هناك بالفعل حالات في كل المناطق تقريبا. الصورة تتغير كل لحظة. إننا في عد تنازلي» .