الأمم المتحدة تقر أول معاهدة لحماية 650 مليون معاق
متابعاتنجحت الأمم المتحدة في تمرير أول معاهدة دولية لحماية حقوق المعاقين، بعد خلافات حادة بين وفود الدول التي شاركت في مشاورات طويلة استمرت أكثر من عشرة أيام وانتهت الأسبوع الماضي. ورفضت الولايات المتحدة وإسرائيل اقتراحاً قدمته المجموعة العربية بإدراج نص على (حماية كاملة للمعاقين بسبب النزاعات المسلحة والاحتلال الأجنبي) في المعاهدة التي تلزم الموقعين عليها بالعمل على إلغاء التمييز ضد أصحاب الإعاقات، إضافة إلى زيادة دمجهم في مجتمعاتهم ومحاربة الصور النمطية السائدة عنهم.وعلى رغم المفاوضات العسيرة التي شهدتها اجتماعات الدورة الثامنة للجنة إعداد اتفاق (حماية وتعزيز حقوق المعاقين وكرامتهم)، فإن إنجاز المعاهدة الأولى من نوعها يشكل تحولاً كبيراً في التعاطي الدولي مع أصحاب الإعاقات البالغ عددهم 650 مليونا، أي نحو 10 في المئة من سكان العالم. لكن فاعلية المعاهدة التي قد يبدأ العمل بها العام 2008، تبقى رهن التزام الدول المعنية، خصوصاً أن 80 في المئة من المعاقين يعيشون في دول العالم الثالث، كما لا يذهب 90 في المئة من الأطفال المعاقين في البلدان النامية إلى المدارس.وتلزم المعاهدة البلدان بتحسين أوضاع المعاقين على مراحل، تتضمن تشييد مرافق جديدة وتحسين فرص حصولهم على التعليم والمعلومات واعتماد تدابير ترمي إلى القضاء على الممارسات التمييزية ضدهم، مثل إلغاء القوانين التي تفرق بين المعاقين والأصحاء، كما تدعوها إلى حل المشاكل الخاصة بتنقل المعاقين والخدمات الصحية والتوظيف والتأهيل والمشاركة في الحياة السياسية. وتؤسس كذلك آلية دولية لرصد تنفيذ هذه التعهدات. ويُتوقع أن تتبنى الجمعية العامة للأمم المتحدة الاتفاق في دورتها الواحدة والستين في (سبتمبر) المقبل.وشارك في الاجتماع، إضافة إلى الوفود الرسمية، عدد كبير من المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق المعاقين. وتعمل لجنة الصوغ التابعة للجمعية العامة التي تضم كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة منذ العام 2001 للتوصل إلى اتفاق في شأن المعاهدة. وهنأ رئيس الجمعية العامة يان الياسون أعضاء الوفود المشاركة بالتوصل إلى اتفاق، قائلاً: (أنتم تبعثون برسالة رائعة إلى العالم، رسالة مفادها أننا نريد الحياة والكرامة للجميع، وان جميع الناس متساوون).غير أن (الرسالة) التي تحدث عنها الياسون لم تكن محل اتفاق الجميع. إذ صوتت 102 دولة لمصلحة المعاهدة، وعارضتها خمس دول هي إسرائيل والولايات المتحدة واستراليا وكندا واليابان، فيما امتنعت ثماني دول عن التصويت، بعدما أصرت المجموعة العربية على أن تتضمن المعاهدة معاناة المعوقين (تحت الاحتلال)، في اشارة إلى إسرائيل. وأثار الاقتراح حفيظة مندوبي واشنطن وتل أبيب اللتين اعتبرتا الطلب (تسييساً للمعاهدة)، فتم التوصل إلى تسوية تكتفي بذكر الاحتلال (كمصدر خطر للمعاقين) في مقدمة النص، بدلاً من إدراجها ضمن البنود الرئيسية.ووصفت مديرة (المنظمة العربية للمعاقين) هبة هجرس التي شاركت في المشاورات الاتفاق بأنه (نقلة نوعية لقضية المعاقين). وشددت على أهمية ذكر المعاناة تحت الاحتلال، مؤكدة أن (كل ما نطلبه هو حماية المعاقين بمختلف إعاقاتهم وظروفهم. وهم تحت الاحتلال وفي النزاعات المسلحة يعانون خطراً أكبر، ويحتاجون اهتماماً وعناية أكبر، سواء في فلسطين أو لبنان أو غيرهما)، مشيرة إلى أن (معظم المعاقين يتركون في القرى عند إخلائها أو يتم ترك أجهزتهم المساعدة على الأقل).