شخصيات خالدة
بيير تيار دي شاردان رجل دين وفيلسوف مسيحي ، ولد في الاول من أيار/مايو 1881 في قصر سارسنا في فرنسا ، ربته والدته تربية دينية. في نيسان/إبريل 1892 دخل مدرسة الآباء اليسوعيين في مونجرة، كان بين أساتذته الأب هنري رمون والأب ديريب اللذين نميا فيه حب الفيزياء. في عام 1898 أنهى دراسته الإعدادية، ودخل الرهبنة اليسوعية ، وفي عام 1900 بدأالدروس الأدبية العليا. عام 1901 اضطر للهرب إلى إقليم جرذة مع بقية الرهبان بسبب سياسة كومب اللادينية، ظل في جرذة حتى عام 1905 منكبا على دروسه الفلسفية. سافر عام 1905 إلى مصر لتدريس الفيزياء والكيمياء وظل في مصر حتى عام 1908 ، و كان يقوم برحلات استكشافية في أوقات فراغه التي كانت بعيدة عن الفيزياء والكيمياء، وأثناء تجواله أعجبه علم طبقات الأرض درس اللاهوت في هستنكس لندن في الفترة من 1908-1912. في 14 آب/أغسطس 1914 رسم كاهنا ، ويلاحظ أن دراسته كانت في اتجاهين متباينين فبينما كان ينكب على دراسة اللاهوت تبعا للمفهوم الكنسي المسيحي، كانت رغبته بتلقي العارف المادية تزداد. عام 1914 كان على وشك إكمال تدريبه في المرحلة الثانية من الرهبنة غير ان اندلاع الحرب العالمية الأولى أوقف تقدمه في هذا السلك. اشترك في الحرب العالمية الأولى كمساعد طبي، وبسبب دوره في تقديم العلاج للمصابين على خطوط إطلاق النار حاز على وسام صليب الحرب والميدالية الحربية، ووسام جوقة الشرف في 10 آذار/مارس 1919. انتقل بعد الحرب وتحديدا عام 1920 إلى جامعة السوربون لنيل درجة علمية في العلوم الطبيعية ، وعرض أطروحة في نفس العام أمام أستذة الجامعة وطلابها وحاز على إعجاب غودفري Gaudefroy. في الفترة من 1920 وحتى 1923 عمل محاضرا في معهد باريس وظل يحاضر في علم طبقات الأرض، حتى كلف بإجراء تنقيبات في الصين. تصادمت ميوله العلمية التجريبية ورؤيته لعلم التطور مع موقف الكنيسة فطلب رؤساء الرهبنة منه عام 1924 التوقف عن التدريس في المعهد الكاثوليكي في باريس لتسرب رأيه حول صعوبة التوفيق بين الخطيئة الاصلية وعلم التطور. شارك عام 1928 مع بعثة علمية فرنسية في محاولة اكتشاف ما أطلقت عليه البعثة اسم إنسان الصين (صين-انتربوس) سنة 1928. حاول نشر كتابه المجموعة الحيوانية الإنسانية فلم يفلح. زفي العام 1948 سافر إلى الولايات المتحدة بعد نقاهته من المرض ، توفي في عام 1955. ترك شاردان إرثا كبيرا من المؤلفات إلا أن معظمها لم تر النور في حياته، لديه 507 عنوانا مؤلفةعلى شكل مقالة أو بحث أو قصة ، من أهمها: الظاهرة الإنسانية ، رؤيا الماضي ، مستقبل الإنسانية ، تنشيط الطاقة .