غضون
* الدعم الأمريكي والبريطاني أيضاً لليمن لمساعدتها على مكافحة الإرهاب مطلوب وضروري في هذا الوقت وإلى أن يتم التخلص من هذه الآفة، ومساعدة من هذا النوع احتاجت لها دول عربية كبيرة مثل السعودية فما بالكم باليمن.. ونعني بهذه المساعدة نقل الخبرة إلى رجال الأمن والقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب وتزويدها بالأسلحة والمستلزمات الأخرى وعندها ستكون هذه القوات جديرة بإنجاز المهمة.. أما التدخل المباشر حتى لو جاء بطلب من الحكومة اليمنية فعواقبه غير محمودة.. فالطائرات بدون طيار تخطئ وحتى الهجوم الجوي اليمني يخطئ خاصة وأن الإرهابيين قد تغلغلوا داخل مدن أو مناطق سكانية ويتمترسون بها.. فضلاً عن أن أي تدخل مباشر سوف تقر به أعين الإرهابيين وهم يتمنون ذلك.. ألا ترونهم وهم يتسابقون للذهاب إلى أي منطقة توتر تتواجد فيها قوات أجنبية أفي العراق أو أفغانستان أو غيرهما.. لأن ذرائعهم تكون مقبولة.* وإلى جانب ذلك فإن التدخل المباشر سوف يمكن رجال الدين السلفيين والوهابيين وأتباعهم من الخروج لدعم القاعدة علناً باسم الجهاد بعد أن كانوا يدعمونها سراً أو دون مجاهرة صريحة.. وهم قد أعلنوا ذلك صراحة أثناء مؤتمر لندن حول اليمن رغم أن ذلك المؤتمر لم يتعرض لشيء يستدعي من أولئك تلك الهبة في مواجهة غزو أجنبي غير موجود ولم يذكر.إن القلق الذي أبدته وتبديه دولة صديقة مثل الولايات المتحدة أو شقيقة مثل السعودية من خطر الإرهاب في اليمن له ما يبرره، وكان خطأ الحكومة اليمنية أنها لم تتعامل معه مبكراً تعاملاً إيجابياً، وها هو الخطر قد استفحل ولكن الوقت لم يفت بعد، وندرك أن اعتراف الحكومة بهذا الخطر قد عزز إيمانها بضرورة مواجهته، وهي لذلك تحتاج إلى المساعدة من أجل تحويل ذلك الإيمان وتلك الإرادة إلى قدرة تفعل فعلها على الأرض، حتى لو استغرق الأمر سنة أو سنتين.. فالتخلص من آفة الإرهاب يجب أن يكون هدفاً استراتيجياً مهما كلف الأمر وعلينا نحن المواطنين أن نقوم بأدوارنا وأن نحتمل أي تبعات قد تنتج عن تنفيذ أو تحقيق ذلك الهدف.* دور المواطن في مكافحة الإرهاب مطلوب دائماً بالإبلاغ عن تواجد الإرهابيين وعدم السماح لهم بالتغلغل داخل أحيائهم وبعدم توفير أي تمويل وعدم الانخداع بخطاب الذين يجمعون التبرعات تحت لافتات إنسانية وشعارات دينية.. ذلك من أجل أن لا يقع المواطن ضحية للإرهاب في أمنه وفي حياته.. فالإرهابيون إذا تمكنوا من مدينة أو حي أفسدوهما وخربوهما وقتلوا أهلهما أو تسببوا في قتلهم وتشريدهم.. وما جرى في مدينة لودر مثال بسيط.. وهناك شواهد وسوابق.. مثل الأحياء التي تغلغلوا فيها في الرياض، ومثل مدينة الفلوجة في العراق ومثل مخيم نهر البارد في لبنان، فكلها دكت بيتاً بيتاً لأن الإرهابيين لا يضعون أي عبرة أو قيمة للحياة الإنسانية ولا يبالون إذا دمرت الدنيا كلها بل هم دعاة ومبشرون بتدميرها.. فمالكم كيف تحكمون؟!.