هو أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي ..كان العلماء في زمانه خلال القرن التاسع الميلادي لا يقتصرون على تخصص واحد بل كانوا يبحرون في علوم كثيرة.لذا عرف الكندي بأنه فيلسوف وكيميائي وفلكي وموسيقي ورياضي وقد لقب الكندي “ بفيلسوف العرب” لأنه كان أول فليسوف يظهر في الإسلام.ولد عالمنا الكندي بالكوفة لأسرة عربية أصيلة تمتد أصولها إلى قبيلة كندة.. وكانت أسرته ثرية وكان ابوه حاكماً على إمارة الكوفة أيام الخليفة محمد المهدي وولديه الهادي والرشيد وكان يمتلك أراضي خاصة به في مدينة البصرة والكوفة وفي العراق.توفي والد الكندي وهو لا يزال غلاماً إلا أن ذلك لم يثنه عن مواصلة تعليمه فمضى بعزم يتحصل من معين العلوم المختلفة في الكوفة والبصرة وبغداد.. وبدأ بدراسة علوم الدين فدرس العلوم الشرعية ودرس أسس علم الفقه عن الإمام أبي حنيفة وأسس علم القضاء عن عبدالرحمن بن أبي ليلي ثم أنتقل إلى بلاط المأمون والمعتصم وهما من الخلفاء العباسيين فنال حظاً كبيراً باطلاعه على العلوم المختلفة حيث قربة المعتصم بالله الخليفة العباسي وكان معجباً بسعة علمه وتعدد معارفه وطلب منه تعليم ابنه أحمد لذلك أهدى الكندي للمعتصم كتابه الأول في الفلسفة كما أهدى لابنه أحمد كتباً عديدة من مؤلفاته وكان جريئاً فاحاول للمرة الأولى أن يجمع بين أصول الفقه والعلوم العقلية فكتب رسالة في التوحيد مبنية على طرق أهل المنطق.عاش الكندي في دار الخلافة فعمل في خدمة الخلفاء وعلاجهم واستطلاع التوقعات الفلكية لهم كما عمل في ديوان الخراج ( وهو يوازي وزارة المالية المعنية بالضرائب والزكاة) وهذا ما جعل عدداً كبيراًُ من كتاباته العلمية تخدم اهتمامات بلاط الخلافة مثل رسالته في صناعة الزجاج والجواهر والعطور والموسيقى.وبزغ الكندي في علوم الرياضيات والموسيقى والفلك والفيزياء ومن مؤلفاته في الرياضيات والفلك ( رسالة في استعمال الحساب الهندسي) و( رسالة في الحيل العددية) و( رسالة في علل الأوضاع النجومية) و( رسالة في صنعة الإسطرلاب) و( رسالة في التنجيم) و( إلهيات أرسطو) و(الأدوية المركبة) و(رسالة في الموسيقى) و( المد الجزر) و(السيوف واجناسها).وقد راقب الكندي أوضاع النجوم والكواكب.. خاصة الشمس والقمر بالنسبة للأرض وما لها من تأثير طبيعي وما ينشأ عنهما من ظواهر وأتى بآراء خطيرة وجريئة في هذه البحوث وفي نشأة الحياة على ظهر الأرض.. مما جعل الكثير من العلماء يعترفون بأن الكندي مفكر عميق من الطراز الرفيع.أما في الكيمياء فقد عارض الفكرة القائلة بإمكانية استخراج المعادن الثمينة كالذهب.. وكتب في ذلك رسالة أسماها في بطلان دعوى المدعين صنعه الذهب والفقه وخدعهم.أما في الفلك فلم يكن الكندي يؤمن بأثر الكواكب في أحوال الناس ورفض ما يقول به المنجمون من التنبؤات القائمة على حركات الأجرام وأرصادها.. ويعده بعض المؤرخين واحداً من ثمانية أئمة في علم الفلك في القرون الوسطى كما كان مهندساً بارعاً يرجع إلى مؤلفاته ونظرياته عند القيام بأعمال البناء خصوصاً بناء القنوات كما حدث عند حفر القنوات بين نهري دجلة والفرات.وتتجلى إسهاماته في الطب في محاولته تحديد مقادير الأدوية على أسس رياضية وبذلك يكون الكندي أول من حدد بشكل منظم جرعات جميع الأدوية المعروفة في أيامه.
|
ثقافة
( الكندي )
أخبار متعلقة